Sunday 29 May 2011

أنا و الإخوان و هواك

يبدو أن "الكلام فى السياسة" يخلق "كلام فى السياسة"! و أرجو من الله أن لا أكون من أولئك الذين يقولون ما لا يفعلون.

إلى إخوانى الذين يظنون أنى إخونجى و أولئك الذين يظنون أنى ضد الإخوان أوجه هذه المقالة.

لطالما دافعت عن بعض آراء الإخوان و عن أفراد منهم على مر السنوات الماضية. فالحق هو أنهم كانوا يقدمون فى كثير من الأحوال أفكارا واعية و آراء مستمدة من واقع الحياة بسبب إحتكاكهم المستمر بجميع طوائف الشعب على مدى عقود من الزمن. كما أبهرنى فى مناقشاتى معهم أنهم لا يتسمون، غالبا، بالجمود فى الرأى أو عدم القدرة على المقارعة بالحجة العلمية فى الأمور الشرعية. لذلك كنت أصفهم دائما بأنهم أحسن التنظيمات "الإسلامية" فى الساحة السياسية المصرية.

على الجانب الآخر، لطالما عبت على الإخوان خطابهم المملوء بالمشاعر التى تجتذب الناس إليهم بدون الرجوع للمنطق و العقل. فلطالما لعب الإخوان بورقة الإضطهاد و الإعتقال و المطاردة القانونية. كما أنهم كانوا و مازالوا يتكلمون عن من حكم عليه بالإعدام منهم كشهداء و قديسين، بل و يطلقون لقب "رضى الله عنه" على كثير من شيوخهم و علمائهم! أما على أرض الواقع، فإن تنظيم الإخوان المسلمين يدين بالولاء الكامل لمجلس الإرشاد و المرشد العام كما يدين الكاثوليك للفاتيكان و البابا أو كما يدين الشيعة الإمامية لنائب الإمام و آيات الله فى إيران!!! وفى ذلك خطر، أيما خطر، على النسيج العام للمجتمع و الساحة السياسية حيث يصبح الإخوان "المسلمون" و يصبح ما عداهم من غير ذلك.

"إنت ضد الإخوان يبقى إنت علمانى أو ليبرالى"!!!

يجب أن ندرك جميعا أن جميع التيارات السياسية فى مصر إسلامية بحكم الدستور، ذلك أن الدستور ينص صراحة على أن "الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع" كذلك فإن كل التيارات السياسية يجب أن لا تخرج عن إطار الدستور! إذا فلماذا كل هذه الضجة حول الحركة الإسلامية فى مصر.

إن أى حزب أو إئتلاف سيشكل الحكومة المصرية سوف يعمل فى إطار الشريعة الإسلامية و إلا فلنقف جميعا أمام المحكمة الدستورية العليا للحيلولة ضد أى قانون يخالف نص الدستور!

ثم، ما هو معنى العلمانى أو الليبرالى؟

العلمانى هو كل من يرغب فى عدم حكم المؤسسات الدينية للدولة! هل يريد الإخوان أو السلفيون أن يحكم شيخ الأزهر مصر؟

الليبرالى هو من يبحث عن الحلول للمشاكل السياسية خارج الإطار الأيديولوجى لأى تيار سياسى! هل يريد الإخوان أو السلفيين أن يحكموا البلاد طبقا لمبادئ كارل ماركس أو موسولينى؟

الكل يعمل فى إطار إسلامى و لكن لا يجب أن ينسى أى من الذين ينادون على مصلحة البلاد فى إتجاه أن الآخر ينادى على مصلحة البلاد أيضا و لكن من منظور مختلف فليس منا من هو أكثر وطنية من الآخر و ليس منا من هو أقل إسلامية من الآخر.

و لمن لا زال يشكك فى إتجاهاتى الفكرية، أرجو أن تقرأ عنى 
 

Saturday 28 May 2011

مصر عاوزة إيه؟

لعل أهم سؤال يبحث عن إجابته كل مصرى غيور على وطنه هو "مصر عاوزة إيه؟"

ولا أدعى أنى سوف أقدم الإجابة على هذا السؤال، فما أنا إلا واحد من ملايين المصريين، و ما أنا إلا قادر، بالكاد، على رؤية إحتياجات أولادى حين تتاح لى فرصة الجلوس و الحديث معهم.
من هذا المنطلق، تصورت أنه يمكننى أن أنظر أبعد قليلا، لعلى أرى صورة لما تحتاجه مصر!

مصر تحتاج إلى رجلين! الرجل الأول يدرس و يبحث المشاكل اليومية فى حياة المصريين من تعليم و صحة و مأكل و ملبس و إنتاج زراعى و صناعى، ثم يضع تصورا لما يجب أن تكون عليه مصر بعد سنة أو عشرة أو خمسين، و أخيرا، يضع الخطة للوصول من الحال إلى الصورة المستقبلية و يعمل على تنفيذها.

أما الرجل الآخر فهو الذى لا يدرس و لا يخطط و إنما يعيش مع الناس يوم بيوم يعرف آلامهم و آمالهم، يضمد جروحهم و يشبع جوعهم و يحملهم إلى قبورهم، ذلك هو رجل العمل التطوعى. العمل التطوعى هو أحد أعمدة تطوير الحياة فى أى مجتمع، العمل التطوعى يبدأ من وضع جنيهات قليلة فى صندوق الزكاة و يمتد إلى أن تبقى ساعات و أيام فى ملجأ للأيتام أو مستشفى خيرى أو فصل لتعليم الكبار، كما أنه يشمل مساعدة كبار السن فى الحصول على رغيف العيش فى الزحام أو حتى كنس الشارع من باب "إماطة الأذى عن الطريق"

لا يتصور أحد أنى أقول أن هذا و ذاك لا يمكن أن يعملا معا، بالعكس تماما، إن الرجل الأول يسعى لخدمة الوطن من خلال التصورات و الخطط التى يجب أن تبنى على أساس المعلومات التى يستقيها من الرجل الآخر، و لا يمكن للآخر أن يستمر إلى الأبد فى علاج مشاكل المجتمع بدون أى فرصة أن يتم حل هذه المشاكل الأول فالأول!

أما المشكلة التى نعيشها فى مصر، منذ أن عرفنا معنى الإنتخابات و المجالس النيابية، فهى أن الناس تذهب إلى صناديق الإقتراع فتصوت لمن قدم لها الخدمات من أكل و تعليم و علاج بدون إنفاق أى جهد فى البحث عن "ما هى رؤيته فى المستقبل؟ و "كيف سيحقق هذه الرؤية؟"
إن العمل النيابى ليس موجها لحل مشاكل الناس اليومية و إنما لوضع الخطط اللازمة لنقل الوطن من حال إلى حال أحسن و وضع القوانين اللازمة لتحقيق هذا.

أما المشاكل اليومية فهى عمل الحكومة التى تسعى إلى تطبيق القوانين و معالجة المشاكل اليومية لتنفيذ الخطة التى يضعها لها المجلس النيابى.

دعنا فى هذا المقام لا نهمل الدور المهم للمجالس المحلية و التى يجب أن يكون دورها الأساسى هو معالجة المشاكل اليومية للمواطن على مستوى الوحدات الصغيرة فى إطار العمل العام للحكومة المركزية على مستوى الوطن ككل.

الصورة بالكامل أكبر من أن أراها من حيث أجلس، فلكى أرى بعيدا يجب أن أقف على أكتاف العمالقة و أضع على عينى منظار الحكماء و لست من هؤلاء و لا هؤلاء ... فساعدونى أرجوكم!

Monday 23 May 2011

لعب عيال

معلهش أنا تعبت!

ممكن أكون ناسى، فكرونى أرجوكم!

من بضعة أسابيع، ذهبت أنا و ملايين المصريين إلى صناديق الإقتراع للتصويت على تعديلات دستورية. و من هذه التعديلات، على ما أذكر، أن رئيس الجمهورية المنتخب سيكون ملزما بتشكيل لجنة من أعضاء المجلس النيابى المنتخب و آخرين لصياغة دستور جديد لمصر.

صح ولّا غلط؟
إذن فقد إتفقنا على ذلك "يعنى كلام رجالة"؟

بدأت تتعالى أصوات ترى أن الدستور الجديد يجب أن يصاغ قبل الإنتخابات النيابية و الرئاسية، "ليه"؟

شعرت القوى السياسية المختلفة بهشاشة موقفها على الساحة السياسية و أنها لا تملك من الدعم الشعبى ما يتناسب مع طموحاتها فى تشكيل الحكومة و تشكيل مستقبل مصر! عمرو موسى إكتشف أن القاعدة الشعبية له شبه منعدمة و البرادعى تأكد أن الملتفون حوله لا يمثلون الأغلبية و لا حتى قريبا منها، شباب 6 إبريل و إئتلاف شباب الثورة وجد أن الفيس بوك لا يعطيهما القاعدة الشعبية المطلوبة. ساويرس و عمرو الحمزاوى تأكدا ان الزخم الذى أحاط بهما ما هو إلا فقاعة مملوءة بلا شئ.

فى خضم كل هذا التراب المثار حول مستقبل البلاد، تأكد لكل القوى السياسية أن الإخوان المسلمين و الجماعة السلفية لهما تأثير السحر فى قلوب المصريين حتى أن أغلب هذه التيارات السياسية بدأت بالفعل فى مغازلة التيارات الإسلامية لكسب قاعدة شعبية لها. هنا بدأ التغيير فى وجهة النظر! توجهت هذه القوى بدعم من "أصحاب الصوت العالى" فى البلاد إلى تعبئة الرأى العام فى إتجاه صياغة دستور جديد أو "وثيقة وطنية" قبل الإنتخابات التشريعية و الرئاسية! "هو كان لعب عيال؟"

أليست المبادئ المتفق عليها بالفعل تدور حول تغليب رأى الأغلبية؟
ألم تقوم الثورة لتحقيق مبادئ الديموقراطية فى إنتخابات الرئاسة و البرلمان؟
هل أنا واهم، أم أن رأى الشعب، بكل المثقفين و الجهلة و الأغنياء و الفقراء و الخاصة و العامة، يجب أن يكون الفيصل فى صياغة المستقبل؟
أليس من حق الشعب أن يختار و يتأكد أن إختياره كان صائبا أو خاطئاً؟
من الذى أعطى الحق لأى إنسان أو جماعة أن ينصب نفسه وصِيَّاً على المصريين؟
إننى حرة كسرت قيودى ... رغم أنف العدا وقطعت قيدى
أترانى وقد طويت حياتى ... في مراس لم أبلغ اليوم رشدى
 

  
إنى لأشعر بالأسى الشديد حين أرى أن بلادى تنظر إلىَّ و تقول بصوت باكٍ "لا تدع أحداً يمكر بى مرة أخرى، لقد سئمت الكذب و الغش و الخداع، إن أبنائى لم يموتوا فى الشوارع لأعود إلى ظلمات الطغيان، لا تدع أحدا يسلبهم الحرية التى باعو من أجلها الدم و الآلام و العرق"


أااااااااااااااااااه
أااااااااااااااااااه
أااااااااااااااااااه

Sunday 22 May 2011

أنا واد خطير

"أُحَذِّر إخوانى الثوار من خطر السلفيين"

"و ليحذر كل مسلم غيور على دينه من المد العلمانى"

"الشيوعيون خطر يحيط بالبلاد و سرطان تفشى فى الطبقات المثقفة"

"الرأسمالية المتعفنة سوف تعصر الطبقة الوسطى و تمتص دماء الكادحين"

"الإخوان المسلمون يتعاملون مع المجتمع بغطرسة و أصبحوا خطرا على الحركة الشعبية"

أصبح شعار الثورة "رأيى صواب و رأى غيرى خطر على الأمن العام"

ما يشعرنى بالحزن الشديد الآن هو أنه لم يتم ذكر إسمى حتى الآن كخطر كبير يهدد مصير الأمة المصرية و العربية و الإسلامية! هل يعقل أن بن لادن أهم منى؟ كيف يمكن لعاقل أن يتصور أن القذافى أكثر منى دموية أو أن على عبد الله صالح أكثر منى غباءا أو أن الأسد أشرس منى فى قتل المدنيين؟

يبدوا أن هذا الكلام من تأثير النوم المتأخر و سماع الأخبار قبل الدخول فى السرير و الأسوأ هو إستعراض الفيس بوك بعد منتصف الليل!

كلمة لوجه الله:
المؤتمر الوطنى لا يمثل الشعب
الإخوان ليسوا أغلبية
الشيوعيون و الإشتراكيون لم يعد هذا الزمان مناسبا لهم
العلمانيون لا يمكن أن يسلخوا مصر من تدينها
السلفيون لن يفرضوا على مصر الفقه المستورد من السعودية

الخطر الأكبر على مصر اليوم هو إنعدام الثقة فى كل القوى الوطنية و التيارات الفكرية و التفكير بأسلوب النظام البائد "كل المخالفين خطر على الإستقرار"


إحتفظ بوجهة نظرك و دافع عنها مقدما مميزاتها و لا تتغافل عن عيوبها و الأهم، لا تمنع الآخر من الحق الذى أخذته لنفسك


والله الموفق
المجلس الأدنى لقوى الشعب السهرانة

Friday 20 May 2011

المستقبل: الدعم و مستحقيه

لا يمكن لنظام أن يحكم فى إستقرار ما لم يستطيع توفير الإحتياجات الأساسية لكل المواطنين و خاصة الفقراء منهم.

المشكلة الأساسية التى تواجه أى حكومة هى كيفية ضمان وصول الدعم لمستحقيه بما لا يسمح بالتلاعب و إهدار أموال الدعم فى غير المجالات المخصص لها.

كيف يمكن أن تطلب منى شراء السلعة الغالية بينما السلعة الرخيصة موجودة أمامى؟

عندما تتوفر السلع المدعمة فى السوق لجميع الأفراد، مقتدر و غير مقتدر، فإنه من الطبيعى أن يذهبوا جميعا لشراء السلعة الرخيصة. فى العادة ينتج عن ذلك أن السلعة يحصل عليها القادر، ببساطه، لأنه قادر على الشراء و لا يستفيد منها الغير قادر لأنه لا يمتلك القوة الشرائية.


يمكن أن نتحدث كثيرا عن مراقبة الأسواق و العقوبات الرادعة و ملاحقة المسؤولين. و تبقى الحقيقة الثابته على مر التاريخ و هى: عندما تدعم الحكومة الأسعار أو تضع حد أقصى على السعر (تسعيرة) تتسرب السلعة إلى السوق السوداء حيث يتمكن "القادر" من شرائها بسعر أعلى من السعر المدعوم بل و أعلى من سعر السوق الحقيقى.


هل من الصعب التعرف على محدودى الدخل؟ هل محدودى الدخل فى مصر هم كل المواطنين؟ ما هو تعريف محدود الدخل؟ كيف يمكن لنا أن نبدأ؟


يوجد فى مصر نظام البطاقات التموينية! قد لا يكون هذا النظام ممتازا و محكما، إلا أنه موجود و يمكن تطويره، و من المفروض أن محدودى الدخل يحملون هذه البطاقة و التى تسهل لهم الحصول على مخصصات تموينية بسعر مدعوم من دافعى الضرائب المصريين.


تصور معى الوضع الآتى: يذهب المواطن، المقتدر و غير المقتدر، إلى "كارفور" أو "مترو" أو "خير زمان" أو "المحمل" أو ... يأخذ ما يريده و يذهب إلى نقطة الدفع حيث يستخدم كلاهما كارت الإئتمان لدفع قيمة المشتروات و يذهب إلى منزله بدون طوابير أو ان يعرف صاحب المتجر من المقتدر و من غير المقتدر!!!


صاحب البطاقة التموينية أصبح صاحب كارت إئتمان "مسبوق الدفع" ساهمت فيه الحكومة بقيمة الدعم الذى يستحقه هذا المواطن و دفع المواطن من "مصروف البيت" مخصصات الأكل و الشرب التى ينفقها فى العادة. حصل المواطن على الدعم بدون طوابير و بدون إهانات و بدون رقابة على الأسعار و بدون رقابة على نقاط توزيع المواد المدعومة (ذلك يخفض من تكاليف الرقابة و التوزيع مما يتيح زيادة قيمة الدعم المباشر!).


قد تكون مشكلة دعم المواد البترولية أصعب فى المعالجة، لكنى مؤمن تماما أن الحلول موجودة، و لكن يجب أن نخرج من القالب التقليدى للتفكير و الذى أصاب المواطن و صاحب القرار بنوع من "الشلل العقلى" الذى لا يسمح بتصور أشكال جديدة لنظام الدولة.

Sunday 15 May 2011

فين الأفيون؟

يعد كارل ماركس أحد أعلام الفلسفة و علوم الإقتصاد على مر التاريخ. و سواء إتفقت معه فى الرأى أو خالفته، فلا يمكن أن تبخسه حقه!
من المقولات المشهورة، عن كارل ماركس، قوله: الدين أفيون الشعوب.

يظهر من هذه المقولة تقدير ماركس لقدرة الدين على التأثير فى الشعوب حيث يمكن أن يستخدم فى تغييب العقول و التأثير فى الشعوب بدون أى مقاومة تذكر. كذلك يمكن ان تستنبط ضرورة نزع الأفيون كى تتمكن الشعوب من اليقظة و العمل تحت تأثير العقل الواعى! هنا يأتى الإختلاف. بدلا من أن ننزع الدين من الشعب و نتركه تائها بلا هدف أو رؤية للحياة، يجب أن نشجع الشعب على تناول الترياق الشافى من كل داء، الدين!

العجز الحالى لدور المساجد فى توجيه و تشكيل الرأى العام هو نتيجة مباشرة لضعف المستوى العلمى لأئمة المساجد. أصبح القائمون على توعية الأمة من أدنى مستويات السلم التعليمى! لذلك لجأ الناس إلى الإستماع لكل "من هب و دب" لملئ الفراغ التوعوى.

كم من مرة ذهبت إلى مسجد لتستمع إلى الخطبة فتجد من يصيح و يتكلم عن تقوى الله؟ قل لى، بالله عليك، هل قال كيف تطبق مبادئ تقوى الله فى حياتك اليومية؟ هل حاولت أن تعُد الأخطاء اللُغوية التى أخطأها الإمام؟ هل تعلم أن "اللحن فى اللغة" يبطل صلاة الجمعة عند الإمام الشافعى؟

كم من المرات سمعت الإمام يتحدث عن كيفية الوضوء فى الخطبة؟ هل تعلم ان الوضوء ذكر فى القرآن مرة واحدة فقط؟ كم من المرات سمعت الإمام يتحدث عن الإلتزام بقواعد المرور أو عدم التلاعب فى مكونات المبانى أو أهمية كتابة الديون و أنواع التعاملات الربوية؟ هل تعلم أن الدين المعاملة؟

كم تسمع عن عدم الغش و كيف كان "السلف الصالح" يتجنبون الغش، كم من المرات إقترح الإمام عليك كيف يمكن "للخلف الطالح" أن يتجنب الغش بشكل عملى؟

كم من المرات سمعت عن الإعجاز العلمى فى القرآن؟ كم من المرات سمعت أن النظرية أو المشاهدة التى تثبت هذا الإعجاز قام بها أحد المسلمين؟ كم من المرات سمعت الإملم يدعوك إلى القيام بأمر الله تعالى حيث قال "قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق"؟

لعل هذه الأمثلة بعض من كثير، فما هو الحل؟ يتحدث الكثير عن تطوير الخطاب الدينى، كيف؟

فاقد الشئ لا يعطيه! لابد أن يكون أئمة المساجد مؤهلون التأهيل الكافى حتى يُمَكَّنوا من إعتلاء منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم. أولا يجب أن يكون الإمام حاصل على شهادة عليا فى أى تخصص جامعى ثم يحصل بعد ذلك على مؤهل من الأزهر الشريف حتى يتمكن من القيام بهذا الدور الشريف الذى ينوب فيه عن نبى الأمة، محمد بن عبد الله، صلى الله عليه و سلم.

لا يمكن أن يسمح لكل من هب و دب أن يعتلى هذا المكان الشريف دون التأكد من تأهيله التأهيل المناسب على يد أئمة و علماء متخصصون فى العلوم الشرعية. إن إمامة الصلاة و خطبة الجمعة ليست أقل أهمية من إجراء العمليات الجراحية و بناء المبانى الشاهقة و إدارة البنوك الدولية. إن بناء الأمة و جراحة العقول و إدارة الشعوب لهى أهم و أسمى أنواع العلم و لا يمكن أن تترك لكن من أرادها بغير حقها! 

Saturday 14 May 2011

أنا عاوز سلطة

يعنى إيه مسؤولية؟
يعنى إيه "Responsibility"؟
هناك فرق كبير بين الكلمتين. المسؤولية هى أن تكن "مسؤولاً" عن ما تفعله. أنت مسؤول أمام الله عن أعمالك و سوف تحاسب عليها. أنت مسؤول أمام أسرتك عن توفير القوت اللازم لهم. أنت مسؤول أمام أبيك و أمك عن البر بهم و طاعتهم .... بإختصار "كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته"

أما القدرة على الفعل "responsibility" فهى شئ آخر. أن تكون قادرا على فعل الخير يستلزم توفر بعض المقومات. أن تكون قادرا على العمل السياسى يتطلب المناخ السياسى المناسب و توفر الإمكانيات القانونية التى تسمح بالعمل السياسى.
عندما تتوفر هذه الإمكانيات و هذا المناخ تصبح مسؤولا عن العمل السياسى!

تمر مصر بمرحلة من مراحل التطور لم تتوفر منذ أجيال و لن تتوفر لأجيال قادمة إلا إذا حافظنا عليها. إنك مسؤول عن الحفاظ على المناخ السياسى حتى تتمكن الحكومة القادمة و ما يأتى بعدها من العمل بشكل يسمح لها خدمة الوطن كما لا يسمح لها باللعب بمقدرات الوطن

أنت مسؤول أمام الله و أمام الأجيال القادمة عن تقديم كل ما يمكنك تقديمه اليوم حتى تحافظ على هذا الوطن الذى أنعم الله عليك به. إنك مسؤول عن صياغة الدستور الجديد. إنك مسؤول عن إنتخاب المجلس النيابى. إنك مسؤول عن إنتخاب رئيس الجمهورية القادم. إنك مسؤول عن قول كلمة حق لخدمة الوطن. إنك مسؤول عن التفكير فى حلول لمشاكل الوطن. إنك مسؤول عن توصيل رأيك للآخرين بغض النظر عن أخذهم به، فإنها أمانة و إنك لست نبى يوحى إليه من الله!

الوسائل المتاحة لقيامك بهذا العمل كثيرة و متنوعة. لعلك تقرأ هذا المقال الآن، و لكن هل فكرت فى أن تكتب رأيك و تحاول إيصاله للآخرين؟ هل قرأت عن الأحزاب المصرية الجديدة التى تريد أن تعمل لصالح هذا الوطن؟ هل فكرت فى القيام بتسجيل رأيك و بثه على الإنترنت ليسمع و يرى رأيك الآخرون؟

وسائل عرض الأفكار لم تعد قاصرة على من يملكون محطات التلفزيون أو الصحف، و بالتالى لم تصبح الكلمة مسؤولية الإعلاميين و الصحفيين المحترفين فقط، لقد أصبحت الكلمة الحرة فرض عين على كل منا!

لا تنسى أنك "واحد" من الناس. إنضم إلى مجموعة من الناس الذين يحملون أفكارا متقاربة منك و ناقشهم كى تتعلم منهم. أنصت للآخرين و تعلم من خبراتهم و اعرض عليهم وجهة نظرك بتواضع و رغبة فى التغيير و التحسين لها.

عندما تتبلور الفكرة و يجتمع حولها الناس يحين الوقت للسعى للسلطة كى تنفذ الفكرة و تجنى الثمرة، و تذكر دائما أن أصحاب الأفكار الأخرى يحبون هذا الوطن مثلك تماما و لكنهم يرون العالم من وجهة نظر أخرى! 

Wednesday 11 May 2011

المعلم: مشاكل و مقترحات - القدرة على التعليم

فى مقالات سابقة، قدمت مقترحات حول العملية التعليمية و رؤيتها من زوايا مختلفة:

       

      و بدا من المناسب الآن العودة لمناقشة موضوع القدرة على التعليم لدى المعلمين فى مراحل التعليم المختلفة.

       

      إن القدرة على التعليم تتطلب شقين من القدرة، القدرة الطبيعية و القدرة المكتسبة. أما القدرة الطبيعية فهى موهبة يتسم بها الكثير من الناس حيث يملكون موهبة تقديم و تبسيط المعلومات و لديهم القبول الشخصى الذى يجذب إنتباه المتعلمين فى مستويات المراحل التعليمية المختلفة. يجب أن يمتلك المعلم درجة من هذه القدرة و التى يمكن تقديرها عن طريق المقابلات الشخصية مع لجنة من أصحاب المصلحة فى العملية التعليمية (الطلبة و أولياء الأمور و إدارة المدرسة أو الجامعة). وقبل الحكم على هذا الإقتراح، فكر قليلا فى كيفية إختيار المعلمين فى مؤسسات التعليم الخاصة!

       

      أما القدرات المكتسبة فتأتى من خلال الدورات التدريبية و التى يجب أن تشمل مهارات العرض و المهارات القيادية و علم النفس و غيرها من العلوم الضرورية لتأسيس القدرات التعليمية لدى المعلم.

       

      من الجدير بالذكر فى هذا السياق الإشارة إلى أن الجامعات الحكومية فى مصر تفرض على أعضاء هيئة التدريس و معاونيهم حضور مثل هذه الدورات للحصول على الترقيات فى إطار الجامعة، إلا أن هذه الدورات تتسم بالصورية و تدنى الفائدة المكتسبة كما أنها لا تُتابع من حيث تطبيقها عمليا، كما ان أعضاء هيئة التدريس الحاصلين على درجة أستاذ لا يلزمون بالإلتحاق بدورات تدريبية لتجديد مهاراتهم أو إطلاعهم على الوسائل الحديثة فى التعليم!

       

      من هنا، أقترح أن تكون الدورات التدريبية دورية و لازمة لجميع أعضاء هيئة التدريس فى المدارس و الجامعات على كل المستويات و ذلك عن طريق وضع خطة تدريبية مستمرة و متابعة تطبيق المادة العلمية المقترحة. كما يجب أن يتم القيام بدراسات دورية على كل مستويات التعليم لمتابعة تطور العملية التعليمية و مدى إنجاز الأهداف التعليمية المنصوص عليها من جهات إعتماد التعليم.

       

       

      Monday 9 May 2011

      لا تقل سلفيين و لكن قل

      ذهب النظام البائد إلى حيث لا رجعة، خرج الجميع من مخابئهم، تناثرت الأفكار، إنتشرت فكرة الحرية ... "طيب أعمل إيه دلوقت؟"

      أصبح المصريون قسمان: ثورجى و فلول حزب وطنى
      إكتشف الجميع أن "البعبع" ليس الإخوان المسلمون، "لكن فين البعبع أومال؟" "إزاى هنعيش من غير بعبع؟" "فلول الحزب هما البعبع؟" "الحركة الإسلامية هى البعبع؟"

      وجدتها! "البعبع هما الناس اللى شكلهم مختلف، اللى دقنه طويله و اللى لابسه نقاب و اللى لابس جلابيه قصيرة. كدا بقا، أقدر أعيش مستريح علشان دلوقتى عرفت البعبع. من هنا و رايح أى حاجة وحشة تحصل، يبقى البعبع هو اللى عملها. الحمد لله!"
      للأسف، فإن هذا المنطق هو الذى يحرك الشارع المصرى الآن.

      من هم "السلفيون"؟

      بشكل عام، السلفى هو من يبحث عن أحكام و حلول المشاكل التى تمس الأمور الدينية عن طريق البحث فى سنة النبى، صلى الله عليه و سلم، و سنة الصحابة و التابعين كمصدر أساسى من مصادر التشريع بعد القرءان الكريم. فى هذا، يتفق كل المسلمون من اهل السنة و الشيعة سواء بسواء: المذاهب الأربعة المشهورة و المذاهب الشيعية المعتمده و الوهابيون و الصوفية و حتى الخوارج و الرافضه.

      إذن، فالكل سلفيون! من إذن أولئك الذين يطلق عليه إسم السلفيين؟ بشكل عام، هؤلاء مجموعة من المسلمين المنتمين إلى أهل السنة و الذين يتمسكون بالنصوص الواردة عن النبى، صلى الله عليه و سلم، و الصحابة و التابعين و لكن بشكل أكثر حَرْفية من غيرهم من التيارات الدينية الأخرى التى تبحث فى أسباب و مسوغات القول و الفعل الوارد عن النبى، صلى الله عليه و سلم، و الصحابة و التابعين.

      لست هنا فى مقام النقد أو التفنيد حول مبادئ الأخوة "السلفيين" و لكنى أكتب اليوم لتنبيه الجميع للخطأ الجسيم الذى نقع فيه جميعا حين نلصق الجرائم، التى ترتكب فى حق المسيحيين و الصوفية و غيرهم من المصريين فى هذه الأيام، بالسلفيين!

      يجب أن نتعلم من دروس الماضى. ليس الخطر فى الفكر المختلف و الإتجاهات السياسية و الدينية المعارضة. الخطر، كل الخطر، فى الجهل! بإفتراض أن من حرق الكنيسة أو هدم الضريح أو قطع أذن الرجل من أولئك الذين يقولون أنهم سلفيون، هل يعنى ذلك أن السلفية حركة إرهابية؟ أو أنها خطر على المجتمع؟ أم يعنى ذلك أن هذا الرجل أو ذاك جاهل بدينه و مجرم فى حق نفسه و حق المجتمع؟

      لا تنسى ما قيل فى الغرب عن العرب و المسلمين فى الماضى القريب. هل يمكن القول أن الإسلام دين إرهابى لأن من قام بقتل العزل فى هذه البلد أوتلك مسلم؟ هل تقبل أن يتم تفتيشك بشكل مبالغ فيه فى كل مطار لمجرد أنك تحمل جواز سفر مصرى أو لأن إسمك "محمد"؟

      يجب أن تقول كلمة الحق و تدافع عن صاحب الحق و المظلوم مهما كانت إتجاهاته السياسية و الفكرية. لا تقبل أن تطلق الأكاذيب على إنسان لمجرد أنك لا تتفق معه فى الرأى أو طريقة اللبس. لا تساعد على نشر الظلم حتى ولا على أعدائك!

      "و لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى" 

      Sunday 8 May 2011

      حوار مع صديقى حسام

      بعد نشرى للمقال تحت عنوان "الحزب ده بيبيع إيه؟" على صفحتى الخاصة على موقع Facebook، تلقيت تعليقا من صديق لى يدعى حسام حسن. بعد عدة ردود متبادلة، رأيت أن الحوار يستحق المشاركة معكم.

      حسام:
      السلام عليكم يا دكتور
      هو انا عشان اشتغل و افيد بلدي لازم انضم لحزب او جماعة؟؟؟
      انا شايف ان الانضمام لحزب هيقيد افكاري وطموحاتي بافكار الحزب وطموحاته
      طبعا قصدي اي حزب او اي جماعة
      ما انا افضل لوحدي ولما تجيلي فكرة اروح اعرضها
      ولا هيا مش هتتقبل الا وانا موجود في حزب؟

      محمد:
      إنضمامك لحزب يعنى أنك ستشارك فى مناقشات حول افكارك و أفكار الآخرين ... يعنى ممكن أن ترى العالم بعيون الآخرين .... يعنى ستتمكن من الرؤية بشكل أوضح .... تفكيرك منفردا معناه أن ترى العالم بعيونك أنت فقط و لا تتيح لعقلك الفرصة فى التفكير بشكل مختلف

      حسام:
      بس حضرتك انضمامي لحزب معين معناه ولائي ليه والزامي اني اختار افكاره وطبعا تأييد رؤسائه
      وصراحة انا شايف ان ده في تقييد لرأيي
      ولا انا فاهم غلط؟؟

      محمد:
      غلط! إنضمامك لحزب معناه إن رأيك متفق مع رأى الحزب فى أغلب المواضيع و إن رأيك سيستمع له من الآخرين و تأخذ فرصة الإستماع لرأى الآخرين ... إنضمامك لحزب لا يعنى إيمانك بمبادئه كإيمانك بدينك و إنما يعنى إنك متفق معه معظم الوقت

      حسام:
      بس انا اعتقد ان افكار الحزب الوطنية سرعان ما تتحول الي افكار الوصول للحكم مثلا(او السبيل لتطبيق افكار الحزب)
      زده بينشأ عنه اشتعال الصراعات بين الاحزاب وبعضها
      وتفنن كل حزب في ابراز مساويء باقي الاحزاب واقصائها عن ساحته
      وده في حد ذاته تناقضا في اراء الاحزاب جميعها

      محمد:
      كى ينفذ الحزب برنامجه يجب أن يسعى للسلطه! هذا هو سبب وجود الحزب أساسا ... و لكن هل هذا صراع من أجل السلطة أم منافسة من أجل مصلحة الوطن؟ الحزب الذى يحول الموضوع إلى صراع لا يستحق أن يحصل على السلطة، أما الحزب الذى يقنع الشعب بأنه الأقدر على تحقيق المصالح فله الحق فى الحكم إلى أن يتضح أنه ليس الأفضل ... هذه هى الديموقراطية

      حسام:
       فعلا يا دكتور اتفق مع حضريك بشده في معني الديموقراطية هذا
      بس هم مش معني ان الحزب عايز ينفذ رأيه بس انه عايز يتفرد بالرأي لنفسه؟؟
      المشكلة بالنسبة ليا يا دكتور مش معارضه وخلاص او عدم اقتناع بأفكار الاحزاب
      انا مقتنع جدا برأي وافكار احزاب كتير
      وممكن في النتخاب اختار اي حزب انا مقتنع انه الاصلح
      بس المشكلة الحقيقية اني انضم لحزب
      واكتشف انه بيسعي للسلطة وليس لمصلحة الوطن
      يعني انا شايف اننا كلنا نبقي حزب واحد
      نكون لينا لجنة عليا مثلا من الخبراء لمناقشة الافكار اللي تعرضها الاحزاب المختلفة واللي مش احزاب برضه
      واعتقد ان ده صعب يحصل عشان ده نظام بلد
      بس في رأي الشخصي ان وجود احزاب متنافسه صورة ديمقراطية رائعة
      يشوهها مصالح الاحزاب الخاصة

      محمد:
      الحزب الذى يريد أن ينفرد عن طريق صناديق الأقتراع، يبقى من حقه! الى عاوز ده عن طريق تشويه الآخرين و تخوينهم و محاولة تدميرهم لا يستحق أن يكون مصريا!!!
      أما أن تنضم لحزب ثم تكتشف أنه لا يتواءم مع آرائك، فيجب أن تستقيل منه فورا ... الإنضمام لحزب لا يعنى أنك متوافق معه للأبد ، ده موش جواز :)

      حسام:
      صح يا دكتور اتمني ذلك
      مع ان من معظم التجارب السابقة الصراع بيتحول بين الاحزاب الي صراع لا اخلاقي
         
      ____________________________________

       آراؤكم سيكون لها بالغ الفائدة للجميع     

      Saturday 7 May 2011

      الحزب ده بيبيع إيه؟

      حزب النيل يتأسس لجمع كل المصريين تحت مظلة المصلحة الوطنية المشتركة!
      "إيه الجديد فى كده؟"
      "كل الأحزاب بتقول نفس الكلام"
      "إيه اللى يخلينى أروح مع دول موش مع دول؟"


      كل هذه التساؤلات طبيعية فى المرحلة الحالية فى مصر. أحزاب كثيرة ظهرت على الساحة السياسية تنادى المصريين للإنضمام إليها على أساس أن مصلحة الوطن هى المصلحة العليا. كل الأحزاب لها نوايا حسنة جدا و لا يوجد من بينها من يشكك فى الإتجاهات الوطنية أو النوايا الحسنة فى إتجاه المصلحة العامة للأحزاب الأخرى


      كل الاحزاب تتكلم من خلال أجندات شديدة الشبه ببعضها، مما يشير إلى أن أهداف الوطن فى المرحلة الحالية واضحة بدرجة كبيرة للجميع. كل هذه المجموعات من الوطنيين الذين تجمعوا فى صورة أحزاب سياسية حملوا على عاتقهم مهمة التفكير و البحث فى مشاكل الوطن و وضع حلول لها من خلال الأجندات التى يدعون إليها.


      لا أستطيع أن أحكم على هذا الحزب أو ذاك و لا أن أشكك فى نوايا هذا الشخص أو ما الذى يدفعه إلى تبنى هذه الفكرة أو تلك، إلا أننى أستطيع، بكل تأكيد أن أتحدث عن المجموعة التى أعمل معها على تأسيس حزب النيل.


      يسعى حزب النيل إلى جمع المصريين بكل طوائفهم و خلفياتهم و أيديولوجياتهم (المبادئ الفكرية) حول المصلحة الوطنية. ليس للحزب أيديولوجية ثابته و إنما المبدأ الوحيد هو "تغليب المصلحة الوطنية على الأيديولوجية"


      حزب النيل "حزب توفيقى" يسعى إلى الوصول إلى الحل "الآخر" الذى يحقق المصلحة القصوى. "رأيى غلط و رأيك غلط تعالى ندور على رأى تالت". حزب النيل لا يقصى أحدا من المصريين من العملية السياسية و لا يستبعد رأيا أو فكرة الهدف منها مصلحة الوطن. 


      حزب النيل لا يشكك فى نوايا الآخرين بل يشجع كل فكرة تأتى من أى وطنى و تهدف إلى مصلحة الوطن فليس الهدف أن يقال "حزب النيل هو صاحب الفكرة" و إنما الهدف أن يقال "المصلحة الوطنية تحققت"


      حزب النيل يريد من كل مصرى و مصرية أن يكون له دور إيجابى فى الحياة السياسية فى المرحلة القادمة. إن لم تكن تريد الإنضمام لحزب النيل، إنضم لأى حزب آخر ترى أنه يمكنه تحقيق مصلحة مصر. المهم أن تختار و تساهم بشكل إيجابى، لا تنتظر الآخرين أن يعملوا و يخططوا و ينفذوا ثم تقف موقف المتفرج لتقول "دول موش عارفين يعملوا حاجة" ... تأكد أن تقصير الأحزاب السياسية فى المرحلة القادمة هو نتيجة سلبيتك أنت شخصيا ... و تأكد أن رأيك مهم و صوتك مهم و إيجابيتك فى العمل مهمة ... شارك، جاهد، ساهم، ساعد، ... أضئ شمعة!

      (أجرى احد اصدقائى حوارا معى حول هذا المقال و قد نشرت الحوار فى المقال التالى)

      Tuesday 3 May 2011

      المستقبل: التعليم العالى - إستقلالية الجامعات

      فيما يلى، أقدم رؤية "شخصية" لما يجب أن تكون عليه الجامعات المصرية فى المرحلة القادمة. هذه الرؤية قاصرة على خبراتى الشخصية فى عدد من المؤسسات التعليمية فى مصر و فى الخارج و ينقصها الكثير من التنقيح و التطوير و التعديل، عن طريق مقترحاتكم و آرائكم، حتى يمكن أن تكون رؤية قابلة للتطبيق فى واقع الحياة المصرية لخدمة أهداف تطوير الوطن.


      الرؤية
      التعليم العالى فى العالم، و فى مصر خاصة، مقبل على مرحلة يتحتم فيها تغيير النظرة العامة للتعليم العالى بما يتمشى مع الواقع المتغير فى جميع المجالات. يحتم ذلك إتاحة الفرصة للجامعات للتكيف السريع و المستمر مع المتغيرات على كل المستويات حتى يمكنها توفير القدرات البشرية المطلوبة لسوق العمل و التطوير المستمر للبحث العلمى النظرى و التطبيقى لضمان النمو المستمر لإمكانيات الوطن و العالم بأسره.
       
      التعليم العالى فى مصر يحتاج إلى إعادة نظر شاملة تعتمد على مجموعة من المحاور
      1. إستقلالية الجامعات
      2. إختيار أعضاء هيئة التدريس
      3.  سياسات القبول
      4. إعتماد الدرجات العلمية

      إستقلالية الجامعات
      أصبح من المسلم به فى مصر أن الدولة مسؤلة عن توفير التعليم العالى مجانا للمواطنين. قد يطالب البعض بإلغاء مثل هذه القاعدة لأسباب مختلفة، إلا أنى سأبنى الرؤية المقدمة فى هذا المقال على إفتراض بقاء هذا المبدأ، مع مراعاة عدم تدخل الدولة، بصفتها الممول للجامعة، فى السياسات الجامعية من حيث قبول الطلاب أو إنشاء المعاهد و الكليات بها أو توزيع الموارد المالية داخليا.

      يتطلب ذلك أن ينتهى دور المجلس الأعلى للجامعات من حيث إعتماد الشهادات و معادلتها و الإشراف على ترقية الأساتذة و وضع السياسات و اللوائح المتبعة و ما إلى ذلك مما يعتبر تدخلا فى شؤون الجامعة.

      يؤسس للجامعة مجلس أمناء يختص بجميع شؤون الجامعة و تمثل فيه الدولة بإعتبارها أحد اصحاب المصلحة فى الجامعة. يضم مجلس الأمناء ممثلين من هيئة التدريس و إتحاد الطلاب و الغرف الصناعية و التجارية و الحكومة المحلية و آخرين لتمثيل جميع اصحاب المصلحة من وجود و عمل الجامعة فى المجتمع. على أن يكون تمثيل أعضاء هيئة التدريس 40% و الطلاب 10% و نقابة العاملين 20% و 30% من الدولة و أصحاب المصلحة

      يختص مجلس الأمناء بالآتى:
      • وضع سياسات قبول الطلاب.
      • وضع سياسات توظيف جميع العاملين فى الجامعة
      • وضع سياسات التمويل و التوزيع الداخلى للموارد المالية
      • الموافقة على إنشاء الكليات و المعاهد
      • إعتماد تعيين رئيس الجامعة المرشح من مجلس الجامعة
      يتكون مجلس الجامعة من رئيس الجامعة و عمداء الكليات و ممثلين لإتحاد للطلاب و نقابة العاملين فى الجامعة. و يختص المجلس بإدارة شؤن الجامعة فى إطار السياسات العامة الموضوعة من قِبَل مجلس الأمناء مع وضع الخطط و التوصيات للتطوير المستمر و إعداد موازنة الجامعة لعرضها على مجلس الأمناء. للمجلس مراجعة ميزانيات الكليات و المعاهد و إقرارها سنويا إلا أن المخصصات المالية لكل كلية تكون تحت التصرف الكامل للكلية من تاريخ إقرار الموازنة.

      (مقترحاتكم و آراؤكم أساسية فى الخروج بالصورة النهائية لهذه الرؤية - البقية تأتى)

        Monday 2 May 2011

        الظلم حرام

        اليوم كان من الأيام القليلة التى ابدؤها بقراءة جريدة الأهرام. وقد فزعت لقراء الخبر الموجود فى الصورة المرفقة

         الواضح من الخبر أن وزارة التعليم العالى لا تريد مظاهرات من أساتذة الجامعة، و أنا متفق معها فى ذلك! المشكلة هى أنه بدلا من وضع ضوابط لنظام الجودة تضمن مكافأة الذين يبذلون الحد الأدنى من الجهد المطلوب، ذهبت الوزارة إلى مكافأة الجميع على عدم الإكتراث بضمان جودة العمل!!!

        بالمناسبة، المبلغ الذى كنت أقبضه شخصياً أقل بحوالى 20% من المبلغ المعلن عنه فى هذا الخبر، و لكنى، على الأقل، كنت أشعر بأنى متميز عن زملائى الذين آثروا البحث عن موارد لزيادة دخولهم من خارج الجامعة. أما الآن، فقد أصبح الكل سواسية كأسنان المشط

        بداخلى الآن الكثير من المشاعر المضطربة، و أرجوا أن أكون قد أسأت فهم الخبر حتى لا تكون شعارات رفع مستوى التعليم و تشجيع الإجتهاد مجرد "كلام فارغ" تسكت به الحكومة المؤقته الشعب الثائر و زيادة المرتبات وسيلة أخرى لإسكات فئة أخرى ثم ينتهى بنا الحال، كالمعتاد، "بالرقص على السلم" ... الظلم حرااااااااام

        Sunday 1 May 2011

        يعنى إيه ديموقراطية؟

        سأل الكثير من الناس هذا السؤال و جاءت إجابات تختلف أو تتفق و لكنها تدور فى نفس الإطار:

        الشعب على الكراسى
        حكم الشعب بالشعب و للشعب
        ديكتاتورية الأغلبية
        تحكيم البشر لأهوائهم و البعد عن حكم الله
        إختيار الحكام من الشعب
        الرجوع لرأى الأغلبية
        ....

        يقال أن الديموقراطية كفكرة بدأت فى بلاد الإغريق حيث يجتمع أهل المدينة لإتخاذ القرارات التى تؤثر على المدينة ككل و من هذه القرارات، قد يكون، طرد أحد أهل المدينة منها!

        و يقال أن من الشعوب التى حكمت ديموقراطيا هى شعب سبأ فى عهد بلقيس حيث قال الله تعالى على لسانها "ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون" (سورة النمل)

        كما أنه من الثابت تاريخيا أن الدولة الرومانية كانت تحكم من قبل مجلس للشيوخ و كان من ضمن أعماله إختيار رئيس الدولة، القيصر، و تفويضه فى إتخاذ القرارات بشكل مؤقت

        على مدار التاريخ المكتوب للملوك، نجد أنهم كانوا يعتمدون، بدرجة أو أخرى فى إتخاذ القرارات، على مجموعة من المستشارين الذين يكون رأيهم ملزما أو غير ملزم حسب الحاكم فى ذلك الوقت

        فى العصور الحديثة، إنتشرت فكرة "البرلمان" و الذى يتكون من مجموعة من المواطنين الذين يمثلون فئات و مجموعات مختلفة من المجتمع و يتولى هذا البرلمان مجموعة من المهام من أبرزها سن التشريعات التى تنظم التعامل بين أفراد المجتمع و بين الحاكم و المحكوم

        من هنا برزت فكرة التعددية الحزبية و التى تعتمد على أن الفئات المختلفة، بل و الأفراد المختلفين، ينظرون إلى كل موضوع من وجهة نظر مختلفة. فعندما تتفق مجموعة من الناس على مجموعة من المبادئ التى تحقق مصلحة الوطن يجتمعون لمحاولة إقناع المواطنين بأن هذه هى الطريقة الأمثل و بالتالى يملكون زمام الحكم لتحقيق هذه المبادئ. و فى حالة فشل هذا الحزب، ينتخب المواطنون حزبا آخر بمبادئ أخرى لتحقيق أهداف الوطن!

        من كل ذلك تفرعت مجموعة من المصطلحات و الأفكار:
        • الدستور
        • الرئيس 
        • الأهداف الإستراتيجية
        • الفصل بين السلطات
        • دولة القانون
        • السلطة التشريعية
        • حرية الرأى
        • حقوق الإنسان
        • .....

        يبدو أن الكلام فى هذا الموضوع يمكن أن يتشعب إلى فروع عديدة، فلنرجع إلى البداية، يعنى إيه ديموقراطية؟

        الديموقراطية هى أن نتفق على أهداف الوطن، ثم نختار من نرى أنه أصلح لتحقيق هذه الأهداف، و إن فشل نختار غيره.
        الديموقراطية هى مراعاة الأفراد لإحتياجات المجتمع و مراعاة المجتمع لإحتياجات الفرد.
        الديموقراطية هى أن لا تؤمن بفكرة إيمانك بالدين، و لكن كل فكرة تستحق الدراسة و التجربة.
        الديموقراطية أن تقول "رأيى صواب يحتمل الخطأ و رأى غيرى خطأ يحتمل الصواب".
        الديموقراطية هى أن يتسع صدرك لكل الآراء بدون رفض أو تهميش أو تخوين.
        الديموقراطية هى أن ترفض أفكار الآخر و لكن تتمسك بها إن كان رأى الأغلبية معها.
        الديموقراطية هى أن تبحث عن تحقيق مصالحك الشخصية و مصالح أبنائك من خلال تحقيق مصالح المجتمع ككل

        هذا رأيى! ما هو رأيك؟