Thursday 30 June 2011

مطالب الثورة و مطالب الثوار

لقد بح صوتى و عل قلمى و لكنى سأكتب مرة أخرى

الثورة قامت لإعادة كرامة المواطن المصرى ... صح؟

الثورة طالبت بتغيير النظام الذى إنتهك كرامة المواطن المصرى ... صح؟

الثورة تطالب بمحاكمة الأفراد المسؤولين بشكل مباشر عن إنتهاك كرامة المواطن المصرى ... صح؟

إذا إتفقنا على ما سبق، يمكن لك قراءة ما تبقى من المقال و إلا فلا تهدر وقتك معى ...

أولا: من ماتو فى أحداث الثورة من شباب ثائر و رجال شرطة (شرفاء و غير شرفاء) و بلطجية و من مات "مخضوض" ليسوا السبب فى قيام الثورة و إنما نتيجة لقيامها. و بالتالى لا يجب أن ينصب إهتمام كل قوى الشعب السياسية و القضائية و "الفيسبوكية" على القصاص! مهلا! أنا لا أدعى أن القصاص ليس مهما ... و إنما المسألة هى ترتيب الأولويات. ثم لا تنسى قول الله "و لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا"، و إنى لا أظن أن المحاكمات تحت هذه الظروف ستكون عادلة بالمرة.

ثانيا: من أهداف الثورة تغيير النظام. ألا يجب أن يتغير النظام لضمان قيام الحكومة بالعمل المطلوب منها؟ هل تغير النظام؟ هل تغيرت حتى الوجوه القديمة للنظام؟ أنظروا حولكم ... يجب الإسراع فى الإنتخابات التشريعية و الرئاسية و عودة الجيش تحت إمرة الشعب، ثم يأتى بعد ذلك تطهير الشرطة و الجيش و المحليات و وزارة الصحة و البترول و الصناعة و  و   و ! لا يمكن أن تنتظر أن يطهر النظام نفسه كما ينظف المرحاض نفسه بإستخدام الإشعة تحت الحمراء!!!

ثالثا: من أهداف الثورة توفير حياة كريمة للمواطن. كيف يمكن توفير حياة كريمة للمواطن النائم فى بيته أو المعتصم فى التحرير أو على باب السيدة زينب؟ يجب أن يعود كل مواطن إلى عمله لتدور عجلات الإنتاج و حينئذ يمكن إعادة ترتيب النظام الفاسد فى أماكن العمل و المصانع و المزارع و الوزارات لنستحق أن نحلم بالحياة الكريمة

حين تقوم للدولة دولة، يمكن أن نبدأ فى محاسبة المسؤولين عن الفساد و البحث عن الأموال المنهوبة، و إلا فسنظل نحن ننهب أنفسنا حتى نفيق على واقع لا تحمد عقباه!

حتى نتمكن من ذلك يجب أن:
1- يتولى حاكم مدنى، رئيس مجلس الوزراء على سبيل المثال، أمور الحكم فى المرحلة الإنتقالية
2- الإسراع فى إجراء الإنتخابات و كتابة دستور جديد للبلاد
3- العمل على عزل "العواجيز" من النظام القديم و زراعة الشباب فى كل المواقع القيادية
4- الإعتراف بأن المرحلة الإنتقالية الحقيقية ستستمر من خمس إلى عشر سنوات حتى تصل البلاد إلى حالة من الإستقرار المقبول

هذه كلمات أقدمها لوجه الله، فإنى على ثقة أنها لن تلقى قبولا عند الكثير بسبب الإنفعال العاطفى، برجاء التفكير بشكل منطقى أكثر، و إن مازلت مختلفا معى فاكتب لى عن وجهة نظرك.

و الله الموفق
المجلس الأدنى لقوى الشعب القرفانة

Wednesday 29 June 2011

الله الله يا عسكر ... سيبو السُلطَه

من قام بثورة يناير؟
الشباب أم الشيوخ؟
من يحكم مصر؟
الشعب يريد "إيه"؟

هل دماء الشهداء هى مفجر الثورة أم نتيجة الثورة؟

هل شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" كان يراد به رحيل مبارك أم تغيير نظام الحكم فى البلاد؟

هل طالب الشعب بأن يحمى الجيش الثورة و يضع فى الحكم من يريد؟

هل العسكر فى مصر قيادات خرجت من قلب الشعب أم قيادات ولّاها النظام البائد؟

هل عصام شرف رئيس مجلس وزراء لحكومة إنتقالية أم رئيس مجلس وزراء فى حكومة طنطاوى؟

هل يحيى الجمل من قيادات الثورة أم أن يحيى الجمل من قيادات الحزب "المحظور"؟

هل تم تغيير المحافظين ليمثلوا إرادة الشعب أم تم إختيار المحافظين من قيادات الجيش و الشرطة و "المحظور"؟

هل قامت الثورة لمحاكمة مبارك و عز و العادلى أم قامت الثورة لتوفير حياة كريمة للشعب المنهوب؟

هل يحتاج الإعداد لإنتخابات برلمانية خمس شهور من المماطلة و التسويف؟

الدماء سالت و الأموال نهبت و تم تأمينها فى الخارج و البلاد تخسر المليارات و الجيش و الشعب "إيدهم على خدهم"

هل هذه الأسئلة توحى لك بان هناك رسائل عديدة يجب أن تطرح على الشعب؟

Monday 27 June 2011

الفكر المختلف و الفكر المتخلف و الفكر المتطرف

يقال أنك لا ترى العالم كما هو و إنما ترى العالم كما تكون أنت!

العبارة السابقة ترجع إلى أن الإنسان لا يمكن أن يرى العالم من حوله إلا من خلال عيون خبراته السابقة و ما تعلمه من الآخرين. من هنا يؤكد الكثير من العلماء أنك لا يمكن أن ترى العالم بشكل محايد و مجرد من الأهواء.

قد أتفق فى بعض من أهوائى و خبراتى مع بعض الناس مما يؤدى إلى إتفاقنا فى وجهة النظر حول موضوع معين. إلا أنه من المؤكد أنه لا يمكن لأى إثنين من البشر أن يتفقا فى كل وجهات النظر حول كل الموضوعات المطروحة أمامهما.

إن هذه الحقيقة التى قد تغيب عن الكثيرين هى السبب الأساسى فى إختلاف الحلول المطروحة لأى مشكلة سياسية أو إقتصادية أو حتى علمية. فالعالم بالرغم من محاولاته المستميته للنظر للمشكلة بشكل محايد فإنه يتأثر بخبراته السابقة و قراءاته و معتقداته.

نرى الآن فى مصر الإختلاف على مشكلة الدستور أولا أو الإنتخابات أولا. كلا الفريقين له حجة قوية لا يمكن للآخر تجاهلها، إلا أن كلاهما يرى أن حجته أقوى و يتمسك بها!

نرى كذلك اليساريين من إشتراكيين و شيوعيين يذهبون إلى أن حلول المشاكل الإقتصادية فى مصر الآن حلولها فى أن تتدخل الدولة لتنظيم الأسعار و تتحكم فى المنتج المحلى من صناعات و خدمات حتى يمكن للمواطن أن يضمن حقوقه فى الحياة الكريمة.

بينما يرى أصحاب الفكر الرأسمالى و الليبرالى أن حلول مشاكل المواطن تكمن فى تحرير العمل و التجارة و الصناعة مما يضمن إزدهارا فى الحياة الإقتصادية و نموا فى الإستثمارات بما يضمن توفر فرص العمل للمواطنين و إرتفاع معدلات الدخل.

و على الجانب الآخر، نرى أصحاب الفكر الدينى من إخوان و وهابيين يرون أن مصلحة الوطن تأتى فى إتباع الشريعة الإسلامية فى كل جوانب الحياة مما يضمن الراحة النفسية للمواطن فى حياته و يضمن تأييد الله عز وجل للوطن فى تحقيق طموحاته.

لست هنا فى مقام تفنيد الحجج و إتخاذ جانب من الجوانب، إلا أنه يجب أن نلاحظ أولا أن كل التيارات السياسية و الإقتصاديه لها نفس الهدف و هو "حياة كريمة للمواطن" و الإختلاف إنما يأتى فى الطريق للوصول لهذا الهدف.

ثانيا، إن كل من التيارات السياسية يرمى الطرف الآخر بكل ما لذ و طاب من الصفات التى تسئ إليه و تشوه صورته، بالرغم من أن كل منها يسلك نفس السلوك تجاه الآخر! و هذا هو موضوعنا اليوم.

ينعت اليساريون اليمينيين بأنهم أصحاب فكر متخلف لأنهم يرجعون فى إتخاذ مواقفهم على أسس تاريخية أو دينية مما يجعل هذه الحلول مستوردة من الماضى. بينما لا يمكن أن يدعى هؤلاء أن المواقف و الحلول التى يعرضونها ليست مبنية على تاريخ الإقتصاد و الحركات السياسية فى أوروبا بالذات فى القرون الأربعة الماضية! و هنا يأتى دور اليمينيين بنعت اليساريين بأنهم أصحاب فكر متخلف لأنهم يتشبثون بأفكار و حلول أثبتت فشلها فى كثير من بلدان العالم الحديث و المعاصر و لا يريدون أن يخرجوا من جلباب هذة الأيديولوجيات للبحث عن الحلول فى أماكن أخرى كتاريخ الدولة الإسلامية فى عصور التقدم.

كذلك، فقد إجتمع اليساريون و الليبراليون و الرأسماليون على أن أصحاب الفكر الدينى هم أصحاب فكر متطرف! و لا أظن إجتماعهم على رأى واحد يأتى إلا من منطلق الخوف المشترك من القوى الدينية فى مصر. حين نسأل عن معنى صاحب الفكر المتطرف، تجد شبه إجماع على أنه "كل من ينادى بفكرة و يصر عليها و لا يقبل الأفكار الأخرى"!!! أليس ذلك ما يفعله كل أصحاب الأفكار السياسية! الوهابيون متطرفون لأنهم لا يقبلون المناقشة فى ما يرونه من الدين بالرغم من إختلاف الآخرين معهم، هذا صحيح، و لكن ألا يحسب العلمانيون على التطرف حين تراهم يهاجمون كل الحلول ذات المرجعية الدينية بدون البحث فى المزايا و العيوب بشكل علمى لمجرد أنها ذات مرجعية دينية؟

ألا نحسب اليساريين من المتطرفين لأنهم يرفضون كل ما يدعو إلى عدم تدخل الدولة فى الإنتاج بشكل مباشر و بيع القطاع العام لمجرد أن ذلك لا يتناسب فى فكرهم الداعى للتدخل المباشر للحكومة فى كل جوانب الحياة فى الدولة؟

ألا نحسب الرأسماليين على التطرف لأنهم لا يقبلون تدخل الحكومة فى الأسعار و لا الدخول و لا الإنتاج بأى شكل من الأشكال لأن نتائج ذلك، حسب ما يرونه، أن تعم الفوضى و ينتشر الفساد و الرشوة و نقص السلع؟!

عزيزى القارئ، أنت صاحب فكر مختلف و صاحب فكر متخلف و صاحب فكر متطرف!

لا تهاجم الآخر لأنه مختلف، إستمع إلى وجهة النظر الأخرى و تفهمها جيدا قبل أن تعرض وجهة نظرك. ذلك هو السبيل الوحيد للوصول إلى قلب و عقل الآخر. قد لا تنتهى المناقشة بين الطرفين بتخلى أحدهما عن رأيه و لكنها بالتأكيد ستترك فى قلب كل منهما حب و ثقة أكبر فى الطرف الآخر.

إنى أكتب هذا الآن لنفسى قبل أن يكون لك أنت! كما أنى أحاول أن لا أنسى أن كل ما كتبته فى هذه المقالة ليس إلا وجهة نظر لشخص واحد و أن هذا الشخص صاحب فكر مختلف و فكر متخلف و فكر متطرف! 

Saturday 25 June 2011

جعجعة على الفاضى! لسة معرفش إن الثورة قامت

خرج علينا عدد أخبار اليوم بتاريخ 25 يونيو 2011 بخبر يحمل عنوان يجذب إليه كل مصرى محب لوطنه: "الفريق حمدي وهيبة رئيس الهيئة العربية للتصنيع‮.. ‬في أول حوار بعد الثورة‮:‬ أول طائرة مصرية بدون طيار‮.. ‬تستعد للانطـــلاق"


الذى لا يعرفه سيادة "الفريق" أن طلاب قسم هندسة الطيران و الفضاء بجامعة القاهرة يقومون بتصميم مثل هذه الطائرات كجزء من مشاريع التخرج و أن هناك أمثلة لها تطير بالفعل.


لكن يبدو أن شعارات ربط الصناعة بالجامعات  وتمويل الصناعة للجامعات و للبحث العلمى لم تكن بالصوت العالى الكافى لتصل إلى مكتب "الفريق" و أن عقدة الخواجة مازالت تسيطر على من يملكون القرار فى المكاتب المغلقة. و يبدو أن المشكلة الإقتصادية و نقص العملة الصعبة لم يكونا على أجندة "الفريق" حين أخذ القرار بشراء التصميمات من الصين و الإتفاق على أن 90% من مكونات الطائرة ستستورد من الخارج.


لا أدعى أن التصميمات الموجودة حاليا فى قسم هندسة الطيران و الفضاء جامعة القاهرة بنفس الجودة فى الأداء كالتى توفرها الصين إلا أنها لا يمكن أن تتطور بدون التمويل اللازم و الذى يتوفر لدى الهيئة العربية للتصنيع. كما أن تشجيع طلبة و خريجى القسم على المرور بتجربة التصميم و الإختبار و التصنيع واجب إستراتيجى من المفروض أن السيد "الفريق" أدرى به منى.


أرجو أن ينتيه أصحاب القرار فى مصر أن أغلى ما تملك مصر هو العقول الشابة و يجب أن يتم تشجيع و تمويل هذه العقول على أعلى مستوى و بكل سخاء حتى لا تهرب إلى الخارج و تصنع هناك ما نستورده من دول أخرى بالعملة الصعبة.


أرجو أن تنشروا هذه الرسالة لتصل إلى كل ذى أذن تسمع و عقل يعى و قلب يهتم بهذا البلد!

Thursday 23 June 2011

بنت مين فى مصر "منى" دى؟

تعرف هيفاء وهبى؟
تعرف عماد متعب؟
تعرف يسرا؟

طب تعرف منى بكر محمد؟
أعتقد أن قليلا منكم سمع إسم هذه السيدة من قبل! "موش غلطتك إنت"

منى بكر تعمل أستاذ مساعد فى معهد الليزر بجامعة القاهرة. "طب و إيه يعنى؟"
منى بكر تتلمذت على يد الدكتور مصطفى السيد و حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة "جورجيا تك" فى الولايات المتحدة. "مين مصطفى السيد دا كمان؟"

الدكتور مصطفى السيد أحد العلماء المولودين فى مصر و الذى يعيش فى الولايات المتحدة منذ ما يزيد على الأربعين عاما و قد تردد إسمه فى مصر و العالم مؤخرا مرتبطا بإنجازات فى  علوم و تكنولوجيا "النانو"

الدكتورة منى بكر التى تتلمذت على يديه تعمل فى مصر منذ بضع سنوات مع مجموعة من الباحثين فى جامعة القاهرة و جامعة النيل و الجامعة الألمانية و شركة "نانو تك" فى مجال إنتاج مواد جديدة على مستوى النانو. تركزت أبحاث الدكتورة منى بكر و فريق البحث الذى يعمل معها على التطبيقات لتكنولوجيا النانو فى المجالات الطبية و إنتاج الطاقة الشمسية و تحلية مياه البحر.

فى السنوات الماضية تمكن فريق البحث من تسجيل عدة براءات إختراعات و التعاقد على تسويق بعضها. و اهم ما فى الموضوع أن كل ذلك تم فى مصر بمجهود مصريين و تحت قيادة سيدة مصرية!


لم أنل شرف التعرف شخصيا على هذه السيدة العظيمة، ولكنى كنت خلال اليومين الماضيين أحضر فعاليات مؤتمر عن تكنولوجيا النانو و تفعيل إقتصاديات مجتمع النانو. و كانت منى بكر هى النجم الذى كان يتحدث عنه الجميع. قال كل من عرفها أن أهم ما يميزها أنها لا تبخل بقيد أنملة من المعرفة على أى من كان يطلب منها المعرفة كما أنها فى خلال المحاضرة التى قدمتها فى المؤتمر، أعلنت أن مركز البحوث التابع لشركة "نانو تك" يمد يده لكل من يريد أن يتعلم أو يقوم بتجارب أو أبحاث فى مجال تكنولوجيا النانو فى أى وقت.


تمنيت أن أكون قد تعرفت عليها منذ عشر سنوات لأعمل معها فى مصر بأموال مصرية و مع عقول مصرية لأكون جزئا من هذا الإنجاز الذى كان يراود الكثير من أبناء مصر.


من يريد أن ينجز عملا أو بحثا لا ينتظر المال و لا الشهرة و لا يتعلل بصعوبة الحياة فى مصر فيهجرها، و إنما يبقى و يجاهد الظروف المحيطة ليخرج بإذن الله بما يرد به جزءا ضئيلا من فضل الله عليه الذى أرسله له على أرض مصر و فى نيل مصر.


لا تنسوا منى بكر ... أعلموا كل من تعرفونهم من هى منى بكر ... و أعلمو كل من تعرفونهم بكل منى بكر فى مصر

Wednesday 22 June 2011

يعنى إيه متعلم؟

سؤال بسيط، يعنى إيه متعَلِّم؟

المعنى المتعارف عليه لكلمة متعلم هو الشخص الذى نال قسطا من التعليم يزيد عن المتوسط الموجود فى مجتمعه.
ألم يخطر فى بالك أبدا أن هذا التعريف ليس دقيقا؟ فكر لحظات فى معنى الكلمة. متعَلِّم كلمة تفيد الإستمرارية و لا تفيد تمام الفعل فى الماضى! لكى نقول أن فلان نال قسطا من العلم يجب أن نقول مُعَلَّم.

و لنعترف جميعا أن أغلب من نالوا قسطا من العلم فى المدارس أو الجامعات ليسوا متعَلِّمين و إنما مُعَلَّمون. لكى تستحق لقب متعَلِّم يجب أن تستمر فى تحصيل العلوم.

قد يظن البعض أن تحصيل العلم يجب بالضرورة أن يكون من خلال المؤسسات التعليمية أو من المعلمين، فى الحقيقة إن إنصاتك للخطيب فى المسجد أو مشاهدتك المنتبهة للأفلام الوثائقية و غير ذلك لهو من الوسائل السهلة و المتوفرة لتحصيل العلم.

قراءة الكتب، للأسف ليست من العادات التى تربى عليها معظمنا، فحياتنا عادة ما تدور من "البيت للشغل للتليفزيون" و من يقوم بزيارة أبيه أو أمه يقول متفاخرا أنه يقوم بنشاط إجتماعى!

إن لم تكن من مالكى السيارات، كم من الوقت تقضى فى المواصلات العامة؟ إن كنت من مالكى السيارات، كم من الوقت تقضى باحثا عن مكان للإنتظار؟

الفكرة ببساطه أنك يمكن أن تستغل وقتا قد يصل إلى ساعات يوميا فى تحصيل العلوم. "يعنى عاوزنى أقرا و أنا سايق؟"، "هى فكرة موش بطاله لتخفيف مشكلة السكان"

الكثير منا يملكون هواتف محمولة، و الكثير من هذه الهواتف بها خاصية تشغيل الملفات الصوتية و هناك الألوف من الكتب و المحاضرات العلمية فى كافة التخصصات و بكثير من اللغات موجودة على الإنترنت .... أكمل أنت باقى الجملة!

هل هذه دعوة لتشجيع الناس على تحميل الملفات المسجلة بشكل غير قانونى؟ نعم بكل تأكيد

"مساء سرقة الملفات الإلكترونية" 

Monday 20 June 2011

المستقبل: البنوك و القروض

مجرد فكرة، ليست مبنية على أى أساس علمى، خطرت لى مع قراءة بعض الأخبار الإقتصادية. فأرجو أن تكون مفيدة ولو بدرجة محدودة.

على حد علمى، البنوك فى مصر تعمل طبقا لقانون يحظر عليها الإستثمار المباشر فى أى نشاط تجارى أو صناعى أو زراعى، بمعنى أنها تقرض أموالا لأصحاب المشروعات و تحصل امواها بالفوائد فقط.

بغض النظر عن الحلال و الحرام فى هذه العملية المالية، فإن البنوك تواجه مخاطرة فى إقراض الأموال على أساس أن المقترض قد لا يستطيع إرجاع الأموال المقترضه أو قد يتهرب من السداد. و بذلك، فإن سعر الفائدة يغطى هذه الإحتمالات و يضمن للبنوك أرباح سنوية تزيد عن سعر الفائدة الذى تدفعه على ما تقترضه هى من أموال من الأفراد أو البنوك الأخرى.

ماذا لو أن البنوك قامت بالمشاركة فى بعض المشروعات بجزئ ضئيل من الأموال المتاحة لها للإقراض، فلنقل 5%؟

عندما يتقدم أحد المستثمرين أو أصحاب الأفكار الإستثمارية، الذين يحتاجون إلى أموال لتنفيذ المشروعات، إلى البنك يقوم البنك بإعطائه المال المطلوب، بعد دراسة المشروع طبقا للقواعد الإئتمانية المعمول بها، بحيث لا تزيد نسبة مشاركة البنك فى المشروع عن 49% فيظل صاحب المشروع هو صاحب حق الإدارة. بينما يقوم البنك بدور المدير المالى و المحاسب فى الشركة.

يستقطع البنك جزء من الأرباح، يتفق عليها فى عقد الشركة، لإستعادة رأس المال و يحصل كذلك نسبة من الأرباح بإعتباره شريك. بعد سنوات (من 5 إلى 10 سنوات) سوف يكون البنك قد إستعاد كامل رأس المال و أرباح إستثمارية على الشراكة.

ما هى الفوائد التى تعود على البنك من هذه العملية؟
1- بما أنه من المفترض ان المقترض، أصلا، سيتمكن من إعادة رأس المال و الفائدة من أرباح المشروع، فإن ذلك يعنى قطعا أن الأرباح أعلى من الفوائد بما يتيح للبنك تحصيل أرباح أعلى

2- يصبح للبنك حق التدخل المباشر فى سير العمل و مراقبة العمليات المختلفة بما يقلل من إحتمالات عدم القدرة على السداد

3- يستطيع البنك أن يتدخل فى حالة الخسارة لوقف المشروع لتقليل خسائره بدلا من الدخول فى مشاكل إعلان إفلاس المقترض و ما يستتبع ذلك من ضياع رؤوس الأموال المقترضه

ما هى الفوائد التى تعود على المجتمع؟
1- عندما يعمل صاحب الشركة تحت خطر عدم القدرة على سداد فوائد القروض قد يضطر إلى القيام ببعض العمليات التجارية التى ليست ذات أرباح مرتفعة و إنما فقط لتسييل البضائع

2- الخبرة المالية و الإدارية التى سيوفرها البنك لصاحب العمل سوف تزيد من فرص النمو و الربح

3- سيشجع هذا النظام الأفراد و المجموعات الصغيرة على العمل الحر مما يقلل من معدلات البطالة و يزيد من معدلات النمو الإقتصادى على المستوى المتوسط و الصغير

4- سيتوفر للعاملين فى هذه المشروعات الحد الأدنى من الضمانات الإجتماعية و الصحية بسبب وجود البنك كشريك مما سيضطر المستثمر لتطبيق القوانين الخاصة بهذا الشأن


قد يكون ذلك كله فكرة خيالية من "ثورجى من منازلهم" إلا أنى أرجو أن تصل الفكرة إلى أحد المتخصصين فينفذها أو يخرج منها بفكرة أحسن أو يلقى بها فى سلة المهملات

و الله الموفق
المجلس الأدنى لقوى الشعب الفقرانه

Sunday 19 June 2011

وظيفة و عروسة يا رب

التعليم العالى مرحلة من التعليم تتطلب فى أغلب دول العالم إنهاء مستوى معين من التعليم فى المدارس. فى معظم دول العالم ينقسم التعليم قبل الجامعى إلى إثنى عشر عاما. يتقدم خريج المدارس إلى الجامعات و التى تقبله وفق معايير تتغير من بلد إلى آخر ثم يقضى الطالب الجامعى فترة من التعليم تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات (لمعظم التخصصات) للحصول على الشهادة الجامعية.

أغلب الظن أنك، عزيزى قارئ هذا المقال، خريج إحدى الجامعات أو طالب فيها أو تخطط لدخول إحداها. لماذا تريد الحصول على الشهادة الجامعية؟

"علشان ألائى عروسة/عريس يقبلنى" (معقول)
للحصول على عمل ذو دخل مجزى (غالبا)
لأن هذا ما يريده أبى (ممكن)
للزيادة من العلم ("تبقى بتضحك عليا")

لنعود معا بالتاريخ إلى قرون مضت من تاريخ الحضارة الإنسانية حين كانت وسائل الإنتقال صعبة و الكتب من السلع النادرة، إن كانت موجودة على الإطلاق. كان بعض الناس مولعون بتحصيل العلوم كالفلسفة و الفلك و المنطق و الحساب و الفيزياء و الطب و غيرها من معارف البشرية. فكان هؤلاء يحزمون أمتعتهم و يذهبون إلى من اشتهر بالعلم فى أثينا أو الإسكندرية أو المدينة المنورة أو بغداد أو القاهرة أو الآسيتانه أو باريس أو لندن.

كان هؤلاء يطلبون العلم من العلماء فى أى مكان فيقضون شهوراً أو سنين يتعلمون منهم و كثيرا ما كانوا يرحلون بعد ذلك عائدين إلى بلادهم أو إلى بلد آخر ينشرون ما تعلموه و يستزيدون من العلم.

مع زيادة عدد سكان الأرض و إتساع رقعة الإمبراطوريات العظمى و سهولة الإنتقال، زاد عدد طلاب العلم و بدأوا فى التزاحم على العلماء فى بيوتهم و أماكن عملهم، فكان من الطبيعى أن يتغير شكل وسيلة نقل العلم. بدأ العلماء يجتمعون بطلابهم فى أماكن واسعة كالمساجد أو ساحات مخصصة لذلك فى المدن الكبرى. ثم أصبح التعلم على يد كبار العلماء مما يؤهل الطالب للعمل فى وظائف الدولة المتميزة كالقضاء و الإمارة و خزانة بيت المال.

مع الوقت أصبح من الضرورى للحصول على مثل هذه الوظائف أن يكون المتقدم لها قد حصل على حد أدنى من المعارف المتخصصة و بالتالى أصبح من الضرورى التأكد من ذلك، فقامت المعاهد العلمية بهذا الدور حيث يتقدم طالب العلم إليها و تتم متابعة إجتيازه للمراحل العلمية المطلوبة للتأهل للأعمال المختلفة.

مع الزيادة المستمرة فى أعداد طلاب العلم، و الذين بدأوا تدريجيا فى التحول إلى طلاب وظائف متميزة، اصبح من المربح الحصول على مصاريف تعليمية منهم و بالتالى أصبح التعليم العالى فرصة إستثمارية جيدة لأصحاب رؤوس الأموال. مع زيادة عدد المؤسسات التعليمية، أصبح من الضرورى أن تتنافس فى إجتذاب الطلاب إليها. فأصبحت الجامعات و المعاهد تتنافس أساساً بقدرة خريجيها على الحصول على فرص عمل ذات دخول مرتفعة.

أصبح من العادى فى بعض المجتمعات، كالمجتمع المصرى، أن يكون الشاب أو الفتاه المنتمى للطبقة المتوسطة خريج أحد الجامعات و قد يحجم بعضهم عن الزواج مِن مَن ليس على نفس المستوى التعليمى، بغض النظر عن إن كان متعلماً فى الحقيقة أو لا.

هكذا تحولت مؤسسات التعليم العالى من مؤسسات يطلبها طلاب العلم إلى مؤسسات يطلبها طلاب الوظائف أو الزيجات المتميزة!

دعنا لا نخدع أنفسنا إذا بالقول بأن الجامعات مؤسسات تعليمية، فإنها مؤسسات "تأهيلية" على أحسن تقدير.

الحقيقة أن هذا ليس هو موضوع المقال الأساسى! فإنى قد أردت فقط أن ألفت الأنظار إلى تطور أشكال التعليم العالى مع تطور البشرية و التكنولوجيا على مر العصور مشيرا إلى أن نظام التعليم العالى فى العالم يجب أن يمر بمرحلة تطور جديدة و عميقة لمواكبة التطور الذى لحق بكل أشكال الحياة فى العقود الماضية. لعل من أبرز أشكال التطور هو تطور شبكة الإتصالات و المعلومات فى العالم و التى مازالت تستخدم فى أغلب المؤسسات التعليمية على أنها وسيلة لنقل المعلومة المكتوبة أو تسجيلات المحاضرات و لم يتم تطوير نظام جديد بفلسفة تعليم جديدة يمكنها توظيف الإمكانات المتوفرة.

خلاصة القول، إن التعليم على كافة مستوياته يجب أن يشهد فى العقود القليلة القادمة "ثورة" على فلسفة التعليم التقليدية لتمكين طلاب العلم من التعلم مهما كان غرضهم من التعليم.

Saturday 18 June 2011

المستقبل: دعم البنزين و المواصلات

الموازنة العامة للدولة تعطى صورة لكل مواطن عن كيفية إستخدام موارد الدولة فى خدمة المواطنين. موازنة العام المالى 2011-2012 هى الأولى بعد ثورة 25 يناير. يتضح لكل من يطلع عليها أن مشاكل الحكومة أكثر بكثير مما يتوقعه أى مصرى شريف.

الدعم هو أحد العناصر الأساسية فى موازنة مصر على مر العقود الماضية، ذلك أن الحكومة المصرية ملتزمة منذ عهد الفكر الإشتراكى بدعم بعض السلع الأساسية التى لا غنى للمواطن عنها. كانت و مازالت المشكلة الأساسية فى دعم السلع هى ضمان وصول الدعم لمن يستحقه فعلا من المواطنين.

المحروقات البترولية فى الموازنة الجديدة تتحمل فيها الدولة حوالى 99 مليار جنيه للدعم بما يمثل حوالى خمس الموازنة العامة. تدعم الحكومة البنزين و السولار و الكيروسين و البوتاجز و الغاز الطبيعى و المازوت بما يضمن إنخفاض سعر هذه السلع و التى يؤثر سعرها على تكلفة المواصلات و نقل البضائع و تشغيل المخابز و المصانع و غيرها من أشكال الإنتاج حيث أن الطاقة هى عماد الإقتصاد و من المستحسن أن لا تتعرض أسعار مصادر الطاقة لتغيرات تؤدى إلى هزات فى الإنتاج الوطنى.

من ال99 مليار جنيه، يوجد حوالى 4.2 مليار جنيه لدعم بنزين 92 بمعدل حوالى 2 جنيه لكل لتر و حوالى 2 مليار جنيه لدعم بنزين 90 بمعدل 1.4 جنيه لكل لتر. بينما دعم بنزين 80 يصل إلى حوالى6.4 مليار جنيه بمعدل 1.7 جنيه لكل لتر.

من الواضح من البيانات السابقة أن معدل الدعم للبنزين غير متساوى. بل و للأسف يعطى نسبة أكبر من الدعم للبنزين المخصص للسيارات الحديثة و التى يمتلك معظمها أصحاب الدخل الفوق متوسط. كما أن بنزين 80 دائما ما يوجد بندرة حتى أن السيارات تصطف طويلا للحصول عليه.

بناء عليه أقترح الآتى:
1- تخفيض الدعم على بنزين 92 بمعدل 60 قرشا لكل لتر بما يوفر مبلغ 1.2 مليار جنيه
2- تخفيض الدعم على بنزين 90 بمعدل 40 قرشا لكل لتر بما يوفر مبلغ 560 مليون جنيه
3- إبقاء معدلات الدعم على بنزين 80 مع زيادة كمياته بمعدل 10% بتكلفة حوالى 600 مليون جنيه
4- زيادة عدد سيارات مترو الانفاق بتكلفة 300 مليون جنيه
5- زيادة سيارات النقل العام بقيمة 700 مليون جنيه (إجمالى الدعم للنقل العام فى الموازنة 850 مليون جنيه فقط)
6- إعادة تشغيل و زيادة كفاءة مترو مصر الجديدة الذى يخدم مناطق مصر الجديدة و مدينة نصر بتكلفة 160 مليون جنيه

سوف يؤدى رفع سعر البنزين إلى زيادة إقبال المواطنين أصحاب السيارات على إستخدام المواصلات العامة و التى سيتم تطويرها لإستيعاب أكثر من الزيادة المتوقعة من إقبالهم عليها. كما سيؤدى تطوير وسائل النقل العام إلى تخفيف حدة الإختناقات المرورية بما يزيد من سيولة المرور و توفير الراحة لمستخدمى المواصلات كما يؤدى إلى إنخفاض معدلات إنبعاث الغازات الملوثة للبيئة. و أخيرا ستوفر زيادة عدد مركبات النقل العام بضع مئات من فرص العمل و التى يمكن تغطيتها من العمالة العاطلة فى مؤسسات الحكومة.

ما رأيكم دام فضلكم؟



(موضوع سابق: الدعم و مستحقيه)

Wednesday 15 June 2011

"دا ديموقراطى" و "دا ليبرالى كافر"

يتذكر الكثير منا مشهد مشهور جدا من فيلم "البداية" حيث يحاول "نبيل بيه" أن يقنع إثنين من البسطاء أن الذى يعارضه فى إستيلائه على "الواحة" رجل غير مؤمن بالله ذلك أنه لا يقول أن "الحكم لله" و إنما "دا ديموقراطى"!

للأسف أن هذا الموقف "واقعى جدا" حيث أنى شخصيا سمعت من بعض الزملاء فى مصر و فى الخارج أن "الديموقراطية ضد الإسلام". لم أعبأ بمناقشة هؤلاء الزملاء من باب "و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" ذلك أن من له عقل يعى و عين تقرأ يجد ما لا حصر له من الأدلة الشرعية على أن هذه المقولة عبث و جهل لا يبغى أى ذو عقل أن يخوض فيه.

بعد ثورة 25 يناير، بدأ المصريون فى تكوين كيانات سياسية تعبر عن آرائهم و طموحاتهم فى المستقبل، و أصبحت المصطلحات السياسية متداولة بين عامة الناس و خاصتهم مما يدل على فرصة كبيرة جدا لنشر الوعى السياسى الذى نفتقر إليه منذ قيام ثورة يوليو 1952. و هنا وجد كثير من أصحاب الأفكار السطحية خطرا شديدا على وجودهم على الساحة السياسية، و خاصة أن الناس قد تم عندهم الوعى بأن "الديموقراطية الإسلامية" واقع يمكن الـتسليم بأهميته فى المرحلة القادمة لتغيير مصر إلى ما يحلم به كل المصريين.

بدأ هؤلاء بدعوى أن الليبرالية تساوى التحلل من الدين و القِيَم و إعطاء الحرية لكل من يريد أن يفعل ما يريد. و بالتالى فهذا فيه تعارض، فى بعض الأحيان، مع المعروف من الدين بالضرورة مما يؤدى إلى الخروج عن "المِلَّه"! وبدأ الظهور لمصطلح جديد و هو "الليبرالى الكافر" على وسائل المعلومات المختلفة.

أولاً، أحب أن أوضح أنى أعتبر نفسى ذو إتجاهات سياسية يمكن ان يطلق عليها إسم "الليبرالية الإسلامية". لكن يجب أيضا أن أوضح الصورة التى رسمها لى أحد الأصدقاء عن سبب رفض المصريين لكثير من المصطلحات السياسية حين قال لى "هذه المصطلحات لا تحمل أى عمق فى الثقافة المصرية و لذلك تُنَفِّر منها المواطن المصرى العادى" ... و كانت هذه الجملة كمصباح أضاء فرأيت من خلاله جانب كبير من المشكلة!

الليبرالية بالمفهوم العام هى التحلل من كل القيود الفكرية و البحث عن حلول المشاكل خارج كل الأطر التقليدية. من الطبيعى أن ينفر من هذا التعريف الكثير من المصريين و غيرهم من الغيورين على معتقداتهم و مبادئهم الثقافية. إلا أن المنظور يختلف تماما عندما نرجع إلى الإطار العام الذى نرى من خلاله الصورة.

إن الدستور فى مصر ينص على أن "الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع" و بما أن أى تيار سياسى يجب أن يلتزم بالدستور، فكل التيارات مهما كانت مسمياتها يجب أن تعمل و تطبق أفكارها فى إطار الشريعة الإسلامية. و إذا رجعنا إلى "السلف" فإنه يمكن القول بأن عمر بن الخطاب كان إشتراكيا ليبراليا و أن عثمان بن عفان و عمر بن عبد العزيز كانا رأسماليين و أن أبو ذر الغفارى كان شيوعيا! كما أننا نجد أن عبد الله بن الزبير بن العوام و معاوية بن أبى سفيان كانا ممثلين لتيار المعارضة لعلى بن أبى طالب و الخوارج يمثلون الميليشيات المسلحة التى تشن عمليات إرهابية على المواطنين الآمنين فى الدولة!

الليبرالى ليس كافراً!
الشيوعى ليس كافراً!
الديموقراطى ليس كافراً!
الكافر هو من يرمى الآخرين بالكفر بغير وجه حق!

هؤلاء الذين يرمون الآخرين بالكفر يرغبون فى زرع فكرة "الرفض" لكل المبادئ و الأفكار السياسية لمن ليس فى حزبهم و يستميلون إليهم كل ذى عقل ضحل و جهل كبير. إنه من الواجب على كل مصرى شريف أن يدعو من حوله إلى التفكر و التدبر فى كل ما يقال و أن يحسب عواقب الآراء المختلفة ثم يبدأ فى بناء وجهة النظر بعد التعرف على كل ما هو موجود على الساحة و يرفض من يتعامل معه على أنه غير قادر على التفكير و إتخاذ المواقف إلا فى إطار قد وضعه له الآخرون و أن يتدبر قول الله تعالى "لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى"

أنا أدعوك انت شخصيا إلى ممارسة العمل السياسى فى إطار أى حزب مصرى تظن أن أفكاره تتناسب مع أفكارك و إلا فلتجتمع مع من يفكرون بطريقة تتمشى معك و أسس حزبا جديدا يعبر عن رأيك

Monday 13 June 2011

"هى دى مطالب العبد الفقير إلى الله"

يبدو أن المصريين قد أفاقوا من مخدرات "الكورة" و لم يصبح شغلهم الشاغل هو "شيكابالا" و "متعب" و "شحاته" بعد أن أدركوا، و لو لفترة قليلة أن "الكورة موش هى اللى تعمل بلد محترم"

تمر مصر منذ ثورة يناير بمرحلة فاصلة فى تاريخها الحديث بل و تاريخها على الإطلاق. أصبح المصريون، لأول مرة فى تاريخهم، قادرين على تشكيل مستقبل بلادهم بأنفسهم. لأول مرة أصبح من الممكن أن لا يُملَى على مصر الحاكم و لا القوانين و لا الدساتير.

إنتزع المصريون، لأول مرة فى تاريخهم، الحق فى تقرير مصيرهم. أصبح من حق كل مصرى أن يختار و يتحمل مسؤولية إختياره.

"موش ممكن، المصريين لسة ما عندهمش الخبرة و لا القدرة على تحديد مصيرهم" ... "سوف يتم التغرير بهم بإسم الدين و لقمة العيش، دول لسة ما يفهموش حاجه"

بات فى مصر من يظنون أنهم أصبحوا الأوصياء على مصر، فبدلا من أن تصبح مصر تحت الحماية الإنجليزية كما حدث فى أواخر القرن التاسع عشر، أصبحت تحت حماية مجلس الوفاق الوطنى و المجلس العسكرى و شباب الثورة و الإخوان المسلمين و الجماعة السلفية و فلول الحزب الوطنى و بوجى و طمطم!

قال حافظ إبراهيم على لسان مصر منذ ما يقارب قرنا من الزمان
أترانى و قد قضيت حياتى فى مراس لم أبلغ اليوم رشدى

بات هؤلاء الأوصياء يعصرون أفكارهم بحثا عن ما يبعد الناس عن الكلام فى السياسة و التفكير فى تشكيل المستقبل الذى أضحى نورا تمتد إليه الأيدى لمتسك به.

"طب نلهيهم فى إيه؟"

جاسوس إيرانى، جاسوس إسرائيلى
حبس على ذمة التحقيق
حكم غيابى بالإعدام
مفاوضات لإعادة المال المنهوب
إعادة جرد محتويات قصور الرئاسة
ضبط أسلحة مهربة
مصادرة مخدرات
محاكمة عسكرية للبلطجية
.....
أى كلام بعيدا عن المواضيع المصيرية!

فى المطاعم، بعد أن تطلب ما تريد أن تأكله، يقدمون لك فواتح شهية ثم شيئا لتشربه ثم الشوربة ثم ... "علشان الزبون ما يزهقش"

أين الكلام عن الإنتخابات المقبلة و تاريخها؟
أين قانون المحليات الجديد؟
أين الخطة، الواضحة المعالم، للوصول إلى الإنتخابات الرئاسية؟
ألم يَعِد المجلس العسكرى، حين أمسك بمقاليد السلطة، أن الفترة الإنتقالية ستكون 6 شهور؟
حكومة تسيير الأعمال أصبحت حكومة تبرم معاهدات و إتفاقيات بإسم مصر و شعب مصر الذى لم يختارها
من الذى يحاول أن يزيد من مستوى الوعى السياسى للمواطن المصرى؟
من الذى يعد الكوادر التى ستتولى مقاليد الحكم بعد بضعة أشهر؟

هل من أهم إنجازات الثورة نقل مبارك من قصر الرئاسة فى مصر الجديدة إلى مستشفى شرم الشيخ؟
هل نجحت الثورة لأن مرتبات "العاطلين" الحكوميين قد إرتفعت؟
هل قامت الثورة لحل مجلس الشعب و الشورى و العمل بمراسيم بدلا من القوانين؟
هل فرح الناس بإلغاء وزارة الإعلام و تنصيب لواء من الجيش قائما بأعماله؟
هل قامت الثورة ليقف الناس أمام المحاكم يسُبُّون الداخل و الخارج؟

هل فقدت الثورة القوة الدافعة لتحريك الشارع ليطالب بحق تقرير المصير؟!

أنا عاوز:
1- تحديد تاريخ الإنتخابات البرلمانية
2- تحديد الشكل النهائى لطريقة الإنتخابات (فردى، قائمة، مسلوق و مشوى ...)
3- تحديد موعد إنتخابات الرئاسة
4- ضمان أن الجيش لن يتدخل فى نتائج الإنتخابات
5- فض مجلس الوفاق الوطنى و مجلس "الأنس الوطنى" و على من يريد أن يعرض رأيه أن يشكل حزب سياسى "يصرف عليه من جيبه"
6- إقالة الجمل من الوزارة فورا
7- أن يصبح المتحدث الرسمى بإسم مصر و الحاكم الفعلى فى المرحلة الإنتقالية هو رئيس مجلس الوزراء و ليس المجلس العسكرى
8- عدم توجيه أى تهم من أى نوع لمن يتهم المجلس العسكرى أو المشير طنطاوى أو وزارة الدفاع أو الجيش المصرى أو أى رمز من رموز الحكم السابق أو الحالى بأى تهمة حقيقية أو غير حقيقيه
9- إنتفاء صفة السرية عن أى نوع من أنواع التحقيقات أو المشاورات
10- أقرر مصيرى و أتحمل نتائج قرارى الحسنة و السيئة

"هى دى مطالب العبد الفقير إلى الله"
و الله الموفق
المجلس الأدنى لشباب الثورة المحبطين 

Sunday 12 June 2011

موّال النهار

"لازم كده برضو الواحد يعيش شوية تشاؤم من وقت للتانى"


بمناسبة فقدان شباب الثورة مصداقيتهم و القوة الدافعة و الجيش الجرار من الناس الذى كان يساندهم

بمناسبة نجاح المجلس العسكرى فى تفريق صفوف الحركات السياسية و أصبح كل ما يحلم به المواطن المصرى هو أن يرى مبارك مشنوقا و أولاده فى السجن و عز :بيشحت على باب السيدة"

بمناسبة إن التلفزيون "بقى يجيب كلام فارغ تانى"

بمناسبة إن حوار مجلس الوفاق الوطنى أصبحت جلساته سرية و إن "إللى هيقولوه هو اللى هيمشى"

بمناسبة إن الجيش أصبح هو الآمر الناهى فى بلد كاد أن يصل إلى تحقيق حلم الحرية، فأصبح يبحث عن كابوس العهد البائد

بمناسبة أن السيد الأستاذ الدكتور رئيس مجلس الوزراء ذهب إلى جوهانسبورج و ألقى كلمة نيابة عن رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة!

بمناسبة إن الثورة شالت مبارك و بعدين قالت "ها وبعدين؟"

بمناسبة إن المثقفين و المستنيرين و أصحاب التيارات السياسية المعتدلة لم يستطيعو حتى الآن أن يشكلوا الجبهات السياسية المتماسكة بينما إتحاد الجبهة اليسارية و الإخوان و الوهابيين أصبحوا القوى السياسية على الساحة المصرية!

بمناسبة إنى موش على بالى إلا "عدا النهار و المغربية جاية تتخفى ورا ضهر الشجر"

تصبحو على نهار جميل


Saturday 11 June 2011

رسالة لك أنت

الدكتور/ فلان الفلانى قام بتأسيس حزب جديد تحت إسم "حزب الحاجات الحلوة أوى"

الحزب ده فيه الواد المشهور أوى إلى بيكتب فى جرنان الناس الكويسين

الجدع أبو فلوس كتيرة أسس حزب كبير علشان يقول كلمته

الجماعة المحترمة جدا قامت بتأسيس حزب "المستقبل زى السكر" و من خلالة ستخوض غمار الحياة السياسية

ماذا عنك أنت؟
من الذى يتحدث بإسمك؟
أين الحزب الذى يقوم على المواطن الفرد؟
أى هذه الأحزاب يعتمد على مساهماتك أنت لتمويل نشاطه؟
أى هذه الأحزاب سيسألك عن رأيك قبل أن يتخذ القرارات؟
أى هذه الأحزاب يمد لك أنت يده طالبا العون و المساعدة؟
أى هذه الأحزاب يصدر قراراته من القاعدة إلى القمة؟

نعم إن هذه المقالة دعاية لحزب النيل!

أنظر حولك و تَفَكَّر. هل تريد أن تكون ترس فى ماكينة؟ هل تريد أن تكون جندى ينفذ أوامر القيادة؟ هل تريد أن يحكم من يملك المال فقط؟ هل تريد أن تسير فى القطيع خلف هذا المشهور أو ذلك النجم؟

ألا يراودك شعور بأنك يجب أن تكون مها؟
أليس لك حلم عن شكل مصر التى تريد أن تعيش فيها؟
ألم تراودك أفكار عن حلول للمشاكل اليومية التى تعيش فيها؟
هل تريد أن تنتظر أن يأتى الوحى إلى "واحد من الشاهير"؟
هل تريد أن تنتظر أن يأتى العالم الكبير الذى لم يعش مشاكل الشارع المصرى من 30 عاما ليحل لك مشكلة المواصلات؟
هل تظن أن التنمية التى نتحدث عنها سيأتى بها أحد من الذين يشاهدون مصر من كاميرات الأقمار الصناعية أم من الذين يشاهدونها من على رصيف محطة مصر؟

حزب النيل يبحث عنك أنت.
حزب النيل يريد أن يرى مصر من عيون المصريين الذين يحلمون و هم يرفعون التراب من على رؤوسهم.
حزب النيل يريد أن يصل إلى كل مواطن فى كل قرية و مركز و محافظة ليطلب منه المساعدة فى بناء مصر.
حزب النيل لا يملك الوصفة السحرية لحل مشاكل مصر!
حزب النيل لا يضم، حتى الآن، الأسماء الرنانة التى تجذب إليها القطيع
حزب النيل لا يعتمد فى تمويله على واحد أو أكثر و إنما يحتاج و بشدة إلى إشتراكك الرمزى لكى يمول نشاطه
حزب النيل سيعتمد على صوتك و رأيك أنت لإتخاذ الموقف و القرار العام للحزب
حزب النيل يريد أن يسمعك أنت لنبنى معا مستقبلك أنت بمالك أنت و مجهودك أنت لأبنائك أنت!

فى هذه المرحلة، يجمع حزب النيل التوكيلات لوكلاء المؤسسين و هم:
أسامة محمد حجى
محمد توفيق أبو السعود

تعالى معنا فى حزب يوحد كل المصريين

للإتصال: 0120253333
أو mohammad.tawfik@gmail.com
thenileparty@gmail.com 

Wednesday 8 June 2011

"لأ إنت الإرد"

قد يذكر بعضنا أغنية من أحد الأفلام القديمة تدور حول مجموعة من "القرداتيه" حيث يتهم بعضهم الآخر بأنه هو القرد. بينما يلبس البعض منهم لبس القرود و الآخر لبس الآدميين.

الملفت للنظر فى هذا الموقف هو أن الجميع يتصرف مثل القرد فى حركات "قرود" بحيث يختلط على المشاهد من القرد و من الإنسان.

فى مصر الآن قرود كثيرة! الكل يشير إلى الآخر قائلا "هو ده القرد"، هذا هو الخائن، هذا هو صاحب الأجندة الخارجية، هذا هو عدو الدين، هذا هو عدو الفقراء، هذا هو السبب فى تدمير الإقتصاد المصرى، هذا هو مصدر أنفلونزا الخنازير!

فى الأمس القريب، كانت تنادى الحكومة البائدة أن الخطر الأكبر على مصر هو الإخوان المسلمون، بدعوى أنهم سيفرضون على المجتمع مبادئ و نظريات لا تتناسب معه.

حين سقطت الموانع و الحوائط، و تبين أن الإخوان و غيرهم "ناس زيهم زينا" بدأ أصحاب الفكر التكفيرى (أقصد كل من يبحث عن عدو ليصوره فى صورة الشيطان الذى سيقضى على المجتمع) فى البحث عن جماعة أخرى ليشيروا إليها بأصابع الإتهام و التخويف. فإذا بنا نرى "اليساريين" يشيرون إلى أصحاب اللُّحَى الطويلة على أنهم العدو القادم و الخطر الأكبر على الوطن مطالبين بإقصائهم من الساحة السياسية "للحفاظ على أمن الدولة"

و إذا "باليمينيين" يشيرون بأصابع الإتهام إلى "العلمانيين و الليبراليين" (كما يسمونهم) على أن هؤلاء هم من سيجلب علينا جميعا غضب الله و أنهم سيقودون المجتمع كله "للكفر و الفسوق و العصيان". كان كلامهم بالأمس عن "العلمانيين" و أصبح كلامهم اليوم عن "العلمانيين و الليبراليين" و سيصبح كلامهم غدا عن "العلمانيين و الليبراليين و الإشتراكيين" ثم يصبح بعد ذلك عن "كل الفئات الضالة"

قبل أن تفقد الإهتمام بالقراءة فى هذا المقال، دعنا نفكر قليلا معا. هناك نوعان من الدعوة السياسية. النوع الأول يكلمك عن مميزات ما يدعو إليه موضحا كيف يمكن لهذا النموذج أن يحقق الأهداف الوطنية. أما النوع الآخر فيعتمد على إظهار "الآخر" على أنه شيطان سوف يحرق البلاد و يأتى على الأخضر و اليابس فلا تجد لك سبيلا إلا أن تمشى فى طريقه لتنجو و ينجو الآخرون.

النوع الثانى هو النوع الذى لا يملك من الأفكار ما يمكن أن يقنع طفلا و لا سفيه، أما النوع الأول فهو ذلك الذى يستحق أن تستمع له، فإنه يخاطب العقل و لا يدعى أنه صاحب الفكر الأمثل و لا دعوة الحق، و إنما سوف تجده دائما يمد لك يده طالبا منك المساعدة لتحقيق مصلحة الوطن، بينما الآخرون يمدون لك أيديهم على أنهم هم المخلِّصون و أنك أنت الغريق.

"يا جماعة إصحوا بقى"
إستمعوا لصوت العقل
إستمعوا لمن يخاطبكم بالمنطق و الحجة
لا تستمعوا لمن يخاطب المشاعر
لا تستمعوا لمن يرفض الآخر
لا تستمعوا لمن يدعى أن رأيه فقط هو الصواب
لا تستمعوا لمن يشير بأصابع الإتهم لكل صاحب فكر مختلف
إستمع و أنصت لمن يطلب منك أن تعينه على بناء الوطن
إستمع و أنصت لمن يقول لك "إيه رأيك؟"

و الله الموفق
المجلس الأعلى لقوى الشعب المتخبطه

Friday 3 June 2011

إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ

من منا لا يذكر الموت؟

إن ذكر الموت يجعل القلوب أرق، و يبعث فى أذهاننا الحياة لنبنى لمستقبلنا، حياتنا التى هى الحق و التى نعيش على هذه الأرض طويلا أو قصيرا نبنى لها، إما الجنة و إما النار!
من منا لا يريد أن يعمل من الحسنات ما يكفل له من رحمة الله ما يدخله الجنة؟ من منا يظن أنه مهما فعل من الحسنات سَيَفِى نعمة الله علية؟

ورد مرفوعا إلى النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال ما معناه "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، ولد صالح يدعو له أو صدقة جارية أو علم ينتفع به" كما ورد عنه صلى الله عليه و سلم ما معناه "من سن فى الإسلام سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شئ"

إذا فيمكننى أن أموت و أنا مطمئن أن "عدّاد الحسنات شغال" ... الحمد لله
لن أتكلم عن أهمية تربية الأبناء الصالحين، فقد قتلت بحثا و كثير هم من سيتحدثون فيها أحسن منى. كذلك، فإن العلم الذى ينتفع به موضوع لا أول له و لا آخر، و أرجو أن أترك ولو قطرة فى بحر العلم ينتفع بها من بعدى.

أما حديثى اليوم فهو عن الصدقة الجارية!

"حنفية الميه إللى على راس الشارع تسألكم الفاتحة"
"الشجرة الموقوف ريعها لوجه الله"
"الكتاب فى مكتبة المسجد أو المدرسة أو الجامعة"
و كثير من الأعمال التى قد تخطر فى بالك حين نتحدث عن الصدقة الجارية.

لطالما تفكرت فى هذا الحديث، و كنت دائما أظن أن الصدقة الجارية، مهما طال بها الزمن، سوف تفنى أو تبلى أو تذهب بها الرياح. اليوم خطر لى فكرة! إنها الفكرة التى لا تموت، أو على الأقل، يمكن أن تعيش قرونا بعد صاحبها

تصور معى إن أنت جئت بفكرة يمكن لها أن تغير مسار بلد كامل، أو نظام يخدم الملايين لسنين قادمة، ياااااااااه كام حسنة دول؟

لا تبخل على بلادك و أولادك و نفسك بفكرة مفيدة، إدرسها و نفذها و ادع الله أن تبقى بعد موتك تدر عليك أرباحا من الحسنات إلى يوم الدين

و الله الموفق
المجلس الأعلى لقوى الشعب الحيرانه

Thursday 2 June 2011

الشمعة و التراب

عندما يثار التراب فى غرفة مغلقة، من الأحسن أن لا تتحرك كثيرا لأن حركتك ستساعد على إثارة الأتربة أكثر، أما إذا بقيت ساكنا، فسيسكن التراب بعد بعض الوقت!

عندما يثار التراب، قد يصعب عليك أن ترى بوضوح و لعلك تتعثر إن تحركت فتقع و تصاب! إذا فمن الأصلح لك أيضا أن تقف ساكنا حتى يسكن التراب!!!

عندما تصعب عليك الرؤية ليلا، تبحث عن شمعة لتضئ لك طريقك، و تسير بها ببطئ حتى لا يطفئها الهواء بل و تحيطها بيدك لتحميها من الهواء حتى تستمر فى الإنارة لك.

"ماشى ماشى، أنا عارف إنى موش باتكلم مع عيال صغيرة"

"الكلام الجد"

بعدما أطاحت الثورة بأكبر رموز الفساد فى مصر، إنتبه الناس إلى الفراغ السياسى الذى تعيش فيه البلاد. الحزب الوطنى أصبح سُبّة لأى مواطن، الأحزاب الأخرى ظهرت على حقيقتها و هى أنها "مناظر". بدأ المواطن الشريف، الذى يريد أن يخدم وطنه فى إطار منظمة سياسية، حائرا بين ذلك و ذاك.

فهذا حزب أنشأه أحد المتلونين، و هذا حزب أنشأه صاحب الملايين، و هذا حزب أنشأه صاحب "الكرش المتين"

أين أنا؟ أين الحزب الذى يمثل المواطن العادى؟ المواطن المتوسط الدخل، المتوسط الإتجاه، المتوسط الشهرة و الجاه

أنا المصرى كريم العنصرين، لا أستطيع أن أبنى حزب للمصريين؟! حزب لا يتحكم فيه صاحب الملايين و لا صاحب النفوذ و لا صاحب الصوت العالى!

لعلى يجب أن أكون أكثر دقة، حيث أن بعض الأحزاب التى تحاول القيام الآن بجمع المصريين الشرفاء تحت عباءة العمل السياسى الوطنى الشريف هى أحزاب ليس لمؤسسيسها إلا الأهداف الوطنية الشريفة! إلا أن السؤال التقليدى الذى يواجهه أى داعى من دعاة الأحزاب هو "إشمعنى إنتو إللى هانضملهم؟"
دعنى إذا أجيب "إنضم لحزب النيل علشان:"

حزب النيل لا يتحكم فيه أحد. لا يوجد أى ممول رئيسى للحزب بحيث يتحكم فى قراراته السياسية، بل يعتمد الحزب على مساهمات كل الأعضاء لكى يضمن إستقلال قرار كل الأعضاء، أما من لا يستطيع أن يساهم بالمال فيمكنه أن يساهم بأى شئ، خدمات، أفكار، إتصالات، أى شئ!

حزب النيل يضع مبدأه الأول أنه حزب "يوحد كل المصريين" ذلك أن الفكير المتوازن يضع فى إعتباره إحتياجات كل المصريين، صاحب الأموال و الأعمال ليس أكثر و لا أقل أهمية من العامل و الفلاح، الرجل و المرأه، الشاب و الشيخ، المسلم و المسيحى، الصعيدى و البحراوى، كل واحد مهم، فلماذا نقصى أحد لحساب الآخر؟

حزب النيل ليس فيه أفراد مشهورون فوق العادة و لا أغنياء فوق العادة، حزب النيل يحتاج إلى كل مصرى ليساهم بأفكاره و يدلو بدلو مشاكله و يبحث مع المواطن الآخر عن حلول لها، فإن الذى يدعى أنه وحدة يعرف الحلول الممتازة لكل مشاكل مصر، ذلك هو أجهل الجهلاء و أغبى الأغبياء

إن أردت الإنضمام إلى حزب النيل فما عليك إلا أن تتصل بنا من خلال الموقع الإلكترونى
أو تابع أخبارنا من خلال نفس الموقع أو على موقع "فيس بوك" بأسم "حزب النيل" أو إتصل بى شخصيا على
mohammad.tawfik@gmail.com
أو تليفونيا
+20-12-025-3333

و إن لم ترى أن حزبنا يستحق ان تشترك فيه، أرجوا أن تبحث فى الأحزاب الأخرى و حتما ستجد فيها الوطنى المخلص الذى يتفق مع آرائك، المهم أن تبحث و تدرس و تقتنع

Wednesday 1 June 2011

تسالى: وصل النقط لترى الصورة

برجاء أن تتحمل القراءة حتى النهاية، فالمقدمة أطول من الموضوع!

فى حوار مع إحدى السيدات حول دور المرأة فى التنمية من خلال العمل خارج و داخل المنزل، أشارت إلى أن الكثير من السيدات الأرامل و المطلقات يتعرضن لضياع حقوقهن المالية و الإجتماعية و أضافت "إضمنلى حقوقى و أنا أقعد بكرة من الشغل". كان هذا الحوار واحدا من كثير دارت جميعا حول سهولة إغتصاب حقوق المرأة فى مجتمع يسود فيه الجهل بحدود الله فى حق المرأة و يسود فيه الجهل بالقوانين المنظمة لهذه الحقوق و الأهم لا تسود فيه ثقافة التوثيق للممتلكات و البيانات الشخصية للأفراد.

منذ بضعة أشهر، تحدث معى أحد الأقارب، والذى يملك منزلاً فى حىّ شعبى يدر له دخلا شهريا متواضعا من إيجار الشقق. تحدث معى حول مشكلة أن أحد السكان قام بتزوير عقد إيجار تحت شروط قانون الإيجارات القديم و كم أن ذلك قد تسبب له فى خسارة جزء محترم من دخله الشهرى و أنه يريد المساعدة فى معرفة بعض المعلومات لمساعدة المحامى فى القضية لإستعادة حقه. قمت بالإتصال بأحد أصدقائى من ضباط المباحث و الذى أخبرنى أن هذا الرجل مسجل فى الشرطة كمزور و أن عليه بضعة أحكام تزوير! و من الغريب أنه بعد مرور شهور عديدة على هذا الحديث و هذه المعلومات، مازال المزور مقيما فى الشقة و مازال قريبى يجرى فى المحاكم.

فى حديث مع إحدى السيدات و التى تقوم بأعمال قص و تهذيب الشعر للنساء فى بيوتهن، عرضت موضوع بيع شقة تملكها لتتمكن من مساعدة إبنها على مصاريف الزواج، وقالت أن أحد المشترين عرض عليها دفع جزء من السعر على الفور على أن يسدد الباقى بعد مرور عام. و كانت نصيحتى لهذه السيدة أن لا تقبل العرض لأن فى حالة دخول المشترى الشقة و إقامته بها لن تستطيع بسهولة أن تحصل على باقى مستحقاتها المالية و لذلك فمن الأفضل لها أن تقبل بسعر أقل فورى على أن تقبل ببعض السعر فى المستقبل.

بالرجوع إلى القرآن الكريم، نجد أن أطول آيه فى القرآن تسمى "آية المكاتبة" فى أواخر سورة البقرة و تبدأ بقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمىً فاكتبوه ..." ثم تمر الآية بقوله تعالى: "... و لا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ..." و فى الآية التى تليها، يقول عز و جل: "... و لا تكتموا الشهادة و من يكتمها فإنه آثم قلبه ..."

ما هى العلاقة بين هذه المشاكل و بين الآية الكريمة و موضوعنا فى هذا المقال؟

إعتمدت الآيات السابقة فى حفظ الحقوق أساساً على شهادة الشهود و أن الشهود على علم بموضوع الدَين أو البيع كما أنهم على علم بأطراف الموضوع. بالطبع، مع إتساع رقعة المعاملات المالية و إتساع رقعة "التزوير و شهادة الزور" أصبح لازما وجود طرف آخر محايد تماما لحفظ هذة الحقوق أو مايسمى فى علم الإقتصاد بحقوق الملكية "Property Rights" فأنشأت الحكومات مكاتب الإشهار و التى تقوم مقام الشهود على العمليات التجارية و المالية. و لتغطية مصاريف هذه المؤسسات، أصبحت تحصل مصروفات إدارية للقيام بهذا العمل، الذى هو فى الأصل عمل تطوعى يقوم به أفراد فى المجتمع لخدمة باقى المجتمع " ... و لا يأب الشهداء إذا ما دعوا ...".

لقد أدى نظام "الشهر العقارى" إلى نزوح الكثير من الناس عن إشهار معاملاتهم لما يستلزم ذلك من دفع الرسوم و الإنتظار لوقت طويل للوصول إلى موظف الشهر العقارى. كما إستتبع ذلك ضياع الكثير من الحقوق و خصوصا على الضعاف من النساء و الأطفال و كبار السن و خاصة الفقراء وغير المتعلمين منهم و الذين يمثلون أغلب المجتمع المصرى! حتى أنه قيل أن اللجوء للقضاء يحتاج إلى "عمر نوح و صحة موسى و صبر أيوب و مال قارون"

الحلول لمثل هذه المشكلة، التى تمس حقوق الضعفاء و المساكين أساسا، كثيرة. أولها و أعلاها فى الأهمية على الإطلاق هو توعية و تعليم الناس بكيفية الحفاظ على الحقوق و خطورة شهادة الزور. و يتطلب ذلك تغليظ العقوبة المدنية على شهود الزور و كذلك نزع حق الشهادة أو التعامل بالعقود عن كل من يثبت عليه ما يسمى "بالجرائم المخلة بالشرف".

يستلزم ذلك من الدولة:
  1. تفعيل نظام الرقم القومى بحيث يمكن الكشف بسهولة من خلال المكاتب الحكومية عن الذمة المالية و "مستوى الشرف" لأى مواطن يقوم بالتعامل من خلال هذه المؤسسات بحيث لا يكتفى القاضى، مثلا، بأن يطلب من الشاهد أو المتهم أن يقول "و الله العظيم أقول الحق" بل يكشف على تاريخ مثوله أمام المحاكم و معملاته المالية و القضايا المرفوعة عليه فى المحاكم المختلفة قبل ان يقبل شهادته.
  2. نشر صورة من كل العقود المسجلة فى "الشهر العقارى" على شبكة المعلومات ليتمكن أى مواطن من التأكد من صحة العقود و المستندات بدون الحاجة للذهاب لمكاتب الشهر العقارى حيث تصبح هذه هى الوسيلة المناسبة "للإشهار" طبقا لمعطيات العصر
  3. نشر صورة من الأحكام الصادرة من كل المحاكم على شبكة المعلومات ذلك أن الأصل فى الأحكام القضائية هو الإشهار.
  4. توفير "المشهرين" بحيث يذهب الموظف المسؤول عن الإشهار إلى مكان عقد البيع أو المعاملة المالية المطلوب إشهارها أو إستبدال ذلك بتوفير موظفى الإشهار فى كل التجمعات، كالبنوك و المستشفيات و المحال التجارية الكبرى و جميع المصالح الحكومية و غير ذلك، لتسهيل عملية الإشهار على المواطنين و تخفيض رسوم الإشهار بحيث لا تكلف المواطن العادى ما يمثل إرهاقا ماليا
  5. تسريع عمليات التقاضى الخاصة بالمعاملات بحيث يتم إصدار الأحكام فى أكثر من 80% من القضايا فى نفس اليوم كما تتكفل المحكمة بتوفير قوة تنفيذية من الشرطة لتنفيذ الحكم فى غضون ما لا يزيد عن 24 ساعة من صدور الحكم و توفير سبل الشكوى للمواطنين، الذين تتأخر الأحكام القضائية الخاصة بهم أو تنفيذها، فى صورة جهاز مستقل يتعامل مع هذه الشكاوى بشفافية و فاعلية
لقد أجمع علماء الإقتصاد على أن توفر سبل الحماية لحقوق الملكية يؤدى بالضرورة إلى إرتفاع معدلات التعاملات التجارية و زيادة معدلات الناتج القومى فى أى دولة. و إن مصر فى هذه المرحلة لهى فى أشد الحاجة لكل ما يمثل فرصة لزيادة الناتج القومى و خاصة الذى يرتبط بالمعاملات المالية.

و الله الموفق
المجلس الأدنى لقوى الشعب الغلبانة