Saturday 31 March 2012

الأزمة!

بعض من التشاؤم قد يكون مفيدا من حين إلى آخر!

"تعالوا نبص على نص الكوباية الفاضى"
 
تعاقبت على مصر فى الأربعة عشر شهرا الماضية حكومات شفيق و شرف و الجنزورى. إختلفت أشكال هذه الوزارات و اتفقت فى شئ واحد، "العمل على هدم الإقتصاد المصرى"!!!

دعنا ننظر إلى الوضع الحالى بمنظور يميل إلى الموضوعية:
  1. وعدت هذه الحكومات مئات الألوف من الموظفين المؤقتين بالتثبيت كما قامت برفع المرتبات و خاصة المرتبات الأدنى. المشكلة ليست فى رفع المعاناة عن محدودى الدخل، المشكلة هى من أين للدولة بالمليارات اللازمة لدفع هذه الأجور؟!
  2. إستمرت هذه الحكومات فى فتح الباب لخروج الأموال من البلاد عن طريق الخسارة المستمرة فى أسعار الأسهم فى البورصة و التى كان أغلب المبيعات فيها من المستثمرين الأجانب الذين استردوا أموالهم بالعملة الصعبة حت إنخفضت قيمة المخزون بما يزيد عن 70% من قيمته قبل الثورة. قد يدفع ذلك بسعر الجنيه المصرى للإنخفاض بشكل حاد فى الأشهر القليلة المقبلة
  3. وصل عجز الموازنة إلى 160 مليار جنيه بما يمثل أكثر من 10% من الناتج المحلى و يزيد عن 30% من إجمالى الإنفاق الحكومى فى الموازنة 2011-2012 و لا تزال الحكومة تعد المواطنين و الموظفين برفع المرتبات و المعاشات
  4. بلغت قيمة خدمة الديون حوالى 111 مليار جنيه بما يزيد عن 20% من قيمة الموازنة و بالتأكيد ستزداد هذه القيمة بسبب القروض الجديدة المطلوبة لسد العجز فى الموازنة بينما ستنخفض إيرادات الدولة، بسبب خسائر الشركات و إنخفاض عائدات الجمارك، بما يعنى أن العجز سوف يتفاقم فى الموازنة القادمة
  5. تدفع الدولة 160 مليار جنيه لدعم المحروقات و الكهرباء و المواد التموينية بما يعادل قيمة عجز الموازنة. منها 99 مليار جنيه لدعم المحروقات. من وجهة نظرى الشخصية، دعم رغيف العيش حتى يتم توفيره للدواجن و دعم البنزين حتى أقود سيارتى الخاصة، ليسا الطريقة الطبيعية ليصل الدعم لمستحقيه!
كان هذا هو الجانب الأول. أما الجانب الثانى فهو ما ينتظر مصر و العالم بالرغم من حسن أو سوء سياسات الحكومة.
  1. العالم متجه إلى أزمة طاقة فى العشر سنوات القادمة و التى قد يرتفع فيها سعر برميل البترول إلى أكثر من 200 دولار.
  2. سيرتفع عدد سكان مصر إلى ما يقارب 100 مليون نسمة فى السنوات العشرة القادمة و لا يمكن توفير الموارد المائية اللازمة لإنتاج المواد الغذائية اللازمة لإطعامهم حتى و إن أمكن زيادة الرقعة الزراعية بنسبة 25% (2 مليون فدان) و الذى لن يفى بإحتياجات أكثر من 60-70% من الغذاء (على أحسن تقدير)
  3. تحتاج الدولة إلى زيادة معدلات إنتاج الطاقة الكهربائية بمعدل قدرة 1 جيجاوات بإستثمارات تصل إلى 10 مليار جنيه سنويا
  4. ستنخفض معدلات السياحة فى العالم مع الأزمات الإقتصادية المتوقعة و مع إرتفاع أسعار البترول، كما ستنخفض معدلات السياحة فى مصر خاصة بسبب الإضطرابات المتوقعة فى الشرق الأوسط فى السنوات العشر القادمة بينما تمثل السياحة من 10 إلى 25% من الناتج المحلى (حسب طريقة حسابك للدخل من السياحة) بما يعنى تعرض الإقتصاد المصرى إلى صدمة أخرى أكيدة

هذه مجموعة من المشاكل التى تظهر لى على أنها واقعية جدا و مع ذلك لا أجد الكثير و لا القليل منها تتم مناقشته كما تتم مناقشة "كرامة المواطن" او "تحويل مصر إلى دولة عظمى" أو "تصفية الصناديق الخاصة" أو "البحث عن الأموال المنهوبة فى بنوك أوروبا" أو حتى "إستمرار الدورى العام لكرة القدم" أو "من سيتولى إدارة إتحاد الكرة"

"أنا عاوز أرقام و حقائق موش أحلام و قصور من الرمال"

Friday 30 March 2012

الزعيم!

بمناسبة السلسلة البشرية لمؤيدى حازم أبو إسماعيل رئيسا للجمهورية، أردت أن أشارككم بعضا ممما يدور فى خاطرى.

أولا، يجب التوضيح أنى لم أقرر من سيكون له صوتى فى إنتخابات الرئاسة حتى الآن.

ثانيا، ظننت أنى مسؤل عن مشاركة التساؤلات التى تدور فى ذهنى مع أصدقائى و زملائى و طلابى حتى تتاح لى فرصة التعلم من وجهات نظركم المختلفة حول هذا الموضوع و الذى أعتقد أنه يجب أن يكون الشغل الشاغل لكل مصرى غيور على وطنه فى هذه المرحلة التى سيذكر التاريخ عنها كل ما قام به المصريون.

"إن لم تعرف إلى أين تريد الذهاب، فإن أى الطرق سيصل بك إلى هناك!"

أو بشكل آخر، ماذا الشكل الذى تتخيل عليه مصر بعد عشرة أو عشرين أو خمسين سنة، و ما الذى تريد أن يقوم به الرئيس القادم لخدمة هذه الرؤية؟

كل المرشحين تقريبا متفقين على أهمية الإهتمام بالتعليم و الصحة و الحياة الكريمة للمواطن و رفع الأعباء عن الفقراء و القضاء على الفساد و إعادة الكرامة للمواطن المصرى و و و و و ...

المطلوب منك أن تسأله: كيف؟ و ما التكلفة؟ و من أين ستأتى بمصادر التمويل؟ و و و و؟

هنا يجب أن نقف عند نقطة مهمة جدا! يتكلم الكثيرون عن الأموال المنهوبة و الصناديق الخاصة و الأجور الفلكية و غيرها من الأمور التى يظنون أنها ستحول مصر من دولة نامية إلى دولة عظمى فى يوم و ليلة!!! يجب أن ننتبه أن أى تخطيط للمستقبل يجب أن يبنى على حقائق و أرقام و وثائق، و ما عدا ذلك فهو أحلام، إن تحققت سنكون جميعا سعداء بها و إن لم تتحقق سنسير فى طريقنا الذى خططنا له و نحقق أهدافنا بإذن الله.

بناء على ذلك، لا تنصت لمن يبيع لك أحلام "الأموال التى ستستردها مصر بعد عمر طويل" و لا "عائد الصناديق الخاصة الذى سيسدد ديون مصر منذ الخديوى إسماعيل" ... و لكن أنصت لمن يقول لك "هذا ما عندنا، و هذا ما نريده، و هذه خطة الوصول من هنا إلى هناك"

اقترح هنا مجموعة من الأسئلة التى نحتاج أن نسمع إجابات مقنعة لها:
  1. كيف ستستعد لأزمة الطاقة القادمة فى خلال عشرين سنة أو أقل؟ (كيف ستتغلب على مشاكل التمويل الأكيدة؟)
  2. ما هى أولى الخطوات لتحقيق نهضة حقيقية فى التعليم لأحفادى؟
  3. ترتيب مصر من حيث كفاءة العاملين فى سوق العمل هو 141 من 142 دولة، ما الذى ستقوم به لتغيير هذا الوضع المتدنى؟
  4. مصر بلد صحراوى و الإعتماد على الزراعة لتوفير الغذاء سيصبح مستحيلا مع وصول عدد السكان إلى 100 مليون فى خلال العشر سنوات القادمة! كيف ستخلق القدرة فى المجتمع على إنتاج ما يكفى و يزيد لإستيراد إحتياجات الطعام؟
  5. ما هى الخطوات القصيرة المدى التى ستتخذها لخلق سوق جاذب للإستثمارات الداخلية و الخارجية؟
  6. ما هى رؤيتك لفتح أسواق جديدة لزيادة الصادرات؟
  7. ما هو تصورك للتحالفات المصرية مع الدول الأخرى لتحقيق الأمن الإستراتيجى الرادع؟
  8. ما هى الوسائل التى ستتبعها لتحقيق القدرة المؤثرة لمصر فى السياسة الدولية؟
  9. ما هى تصوراتك لتطوير نظام الدعم لتحقيق العدالة الحقيقية للفقراء؟
  10. ما هى الخطوات المبدئية لتطوير نظام التأمين الصحى؟

 هذه بعض الأسئلة التى خطرت فى بالى، فما هى الأسئلة التى تدور فى بالك أنت؟

للحصول على بعض البيانات الضرورية لتبنى رؤية جيدة عن الواقع أنصحك بزيارة موقع وزارة المالية المصرية و موفع وزارة التربية و التعليم و موقع وزارة التعليم العالى و موقع البنك الدولى (World Bank) و موقع منتدى الإقتصاد العالمى (World Economic Forum). و لعلك تجد مواقع أخرى يمكنها أن توفر معلومات مفيدة عن الحقائق الإقتصادية و غيرها.

أخيرا، أريد أن ألفت نظرك إلى أن الإهتمام بكيفية إختيارك لمرشحك للرئاسة أمانة فى عنقك تجاه نفسك و أهلك و أبنائك و بالتأكيد سيسألك الله عنها