Saturday 26 February 2011

المعلم: مشاكل و مقترحات - رغبة المعلم فى التعليم

رغبة المعلم فى التعليم
إجتمع بعض علماء النفس على تصنيف الإحتياجات الأساسية للإنسان إلى أربعة أنواع
الحاجة للحياة
الحاجة لأن تحِب و ان تحَب
الحاجة للتعلم و إكتساب خبرات جديدة
الحاجة للإحساس بالإهتمام

قد يختلف البعض فى عدد الحاجات الأساسية أو فى ترتيبها، إلا أن الجميع يتفق على أن "الحاجة الأساسية" للبشر جميعا هى الحاجة للحياة. لكى يرغب المعلم فى تأدية عمله، يجب أن يشعر بأن عمله يغطى إحتياجاته الأساسية فى الحياة، بل و يتعداها إلى التطلعات إلى المُكَمِّلات و المُرَفِّهات فى الحياة. إن الوضع فى هذه الحالة سيتحول من سعى المعلم لكسب لقمة العيش، و التمكن من تعليم أبنائه و توفير المعيشة الكريمة لهم، إلى السعى إلى تطوير إمكانياته و السعى إلى القبول من الطلاب و السعى إلى تحسين صورته فى مجتمع العلم. سوف يتأتى ذلك أساسل عن طريق رفع مستوى الدخل للمعلمين مع توفير تغطية تعليمية و صحية و إجتماعية لأفراد أسرتهم مما سيفرغهم للتركيز على عملية التعليم

الرغبة فى أن تشعر بالحب المتبادل مع من حولك حاجة لا ينكرها أى إنسان طبيعى. و دعنى هنا أقول، كمعلم، أن الشعور بالحب و التقدير من طلابى يعطينى طاقة مهولة و رغبة شديدة فى الإستزادة من هذا الحب و التقدير. حب المعلم للمتعلم يأتى من الإحساس بأن المتعلم يرتبط بتحقيق الإحتياجات الأساسية له (نظريات التعلم و الإرتباط). يمكن تحقيق ذلك عن طريق
ربط المكافآت بتقييم الطلاب للمعلم
تقديم جوائز للمعلمين مرتبطة بتقييم الطلاب
النشاطات الإجتماعية المشتركة بين المعلمين و الطلاب
و غير ذلك من الوسائل التى تقوى العلاقات الشخصية بين المعلمين و المتعلمين

يأتى فى إطار الرغبة فى التعلم، إشباع الرغبة لدى المعلم فى التطور و السعى لإيجاد فرصة عمل أفضل فى إطار عمله كمعلم. تتعدى الرغبة فى التعلم لدى الإنسان من مجرد الحصول على الشهادات المؤهلة للعمل إلى الرغبة فى إكتساب المعارف المختلفة التى تمكنه من أداء عمله بشكل أفضل و تؤهله للقيام بالأعمال القيادية و الإدارية فى مجال عمله. من هنا يأتى الدور المهم للمجتمعات التعليمية المتمثلة فى المدرسة و المنطقة التعليمية و القسم العلمى فى الجامعات و الذى يجب أن تكون له القدرة على إختيار و رفض المعلمين و القيادات التعليمية من مجموع المعلمين المتاحين فى مصر. للتأكيد على هذه النقطة، فإن الرغبة المستمرة فى العمل ستولد الرغبة فى التطوير و التى يجب أن يصاحبها القلق من فرصة فقدان العمل إن توفر فى سوق العمل من هو أكثر قدرة و كفاءة على أداء المهمة. لتحقيق ذلك، يجب أن تتوفر السلطة لدى مجموعة من المسؤولين عن العملية التعليمية، فى المدرسة أو المنطقة التعليمية أو القسم العلمى، لفصل أو تعيين أو تغيير عمل القائمين على العملية التعليمية بالكامل

التطبيق هنا يتأتى عن طريق اللامركزية الكاملة فى التعليم الجامعى و قبل الجامعى. اللامركزية من منطلق إختيار الأفراد و القيادات و السلطة الكاملة على الموازنة المالية و حتى المحتوى التعليمى فى إطار أصول التربية و أهداف و مخرجات المرحلة التعليمية

سيقتصر دور وزارات التعليم على تحديد مخرجات العملية التعليمية و تقويمها على مستوى المناطق التعليمية و التى تضم مجموعة محدودة من المدارس فى نطاق جغرافى محدود. إن تطبيق سياسات فى هذا الإطار سيتيح جمع التبرعات و الهبات من المؤسسات الإستثمارية و الإجتماعية و السياسية فى إطار المجتمع لرفع المستوى التعليمى فى إطار تنافسى صحى بين هذه المؤسسات و إطار تنافسى صحى بين الوحدات التعليمية المختلفة

لعل حديثنا فى هذا المقال تعدى موضوع المعلم إلى موضوع البيئة التعليمية التى يعمل بها، إلا أن التشابك القوى و التأثير الذى لا يمكن تجاهله بين الأطراف و المحاور المختلفة يجعل من الصعوبة الشديدة الفصل فى الحديث بين كل النقاط

يبقى لنا مع المعلم، الوقوف على موضوع القدرة على التعليم، ثم نذهب إلى النقاش حول الوسط التعليمى، و الذى سيكون لنا معه وقفة طويلة، ثم نعود لموضوع المتعلم لاحقا إن شاء الله  

 

No comments:

Post a Comment