Friday 29 April 2011

إشمعنا يعنى دول؟

بعد الثورة، تبين لنا أنه ليس من الممنوع القيام بمظاهرات ... عندئذ خرج كل من يريد أن يقول شيئا للشارع، الموظفين، العمال، الشرطة، حتى الطلبة فى الجامعة خرجوا مطالبين بتنحى العميد و رئيس الجامعة!

بعض أصحاب المطالب أخذوا مطالبهم و بعضهم لم يأخذ. البعض دخل فى مفاوضات و وصلوا لحلول وسط و البعض الآخر تنازل بالكامل عن مطالبه!
إلا طائفة واحدة إعتبرها الجميع عدوا للوطن و مصدر خطر للجميع! "السلفيون" هذه الجماعة التى تسمى بالسلفيين (مع إعتراضى على الإسم) تتسم فى عموم مواقفها بالتشدد و عدم الميل للتفاوض أو الحلول الوسط ... هذا هو الإنطباع العام على الأقل عندى شخصيا

على الجانب الآخر، نسبت لهذه الجماعة الكثير من المواقف المخالفة للقانون و الأعراف كحرق الكنائس و هدم الأضرحة و الإعتداء على المواطنين الخارجين على القانون أو العادات و الأحكام الشرعية. و إنى أشهد أن "السلفيين" أبرياء من هذه التهم جميعها! قد يدعى الذين قاموا بهذه الجرائم أنهم سلفيون، إلا أنى، و بالرغم من عدم قبولى للمنطق الذى يستلهم "السلفيون" منه أحكامهم، أشهد أنى لم أسمع من أى منهم أو من شيوخهم المعتد برأيهم أى دعوة لمثل هذه الجرائم التى لا تأتى إلا من جاهل أو مجرم!

اليوم، خرج "السلفيون" للتظاهر أمام الكاتدرائية القبطية بالعباسية مطالبين "بالإفراج" عن نساء يظنون أنهم محتجزون من قبل الكنيسة! إرتفع صوت الجميع رافضا تلك المظاهرة ... "إشمعنى؟!" ... ألم يخرج كل ذى طلب على حق أو على باطل فى مظاهرات و إعتصامات يطالبون بكل ما يخطر فى بالهم حتى ظن البعض أن الرجال سيخرجون فى مظاهر مطالبين "بتغيير المدام"

إلى السلفيين، أرجوا أن تعيدوا النظر فى طريقة تفكيركم و إصداركم للأحكام

إلى باقى المصريين، أرجوا أن تتعاملوا مع السلفيين كما تتعاملون مع أى طائفة أخرى من طوائف المجتمع

مساء الفل!

Wednesday 13 April 2011

نجحت؟ ما نجحتش؟ نجحت؟ ما نجحتش؟

متى يمكن أن نقول أن الثورة نجحت؟

الإجابة المنطقيه هى: حين أن تتحقق الأهداف
ما هى أهداف الثورة؟ لماذا قامت ثورة 25 يناير؟

هل قامت الثورة لعزل مبارك؟
هل قامت الثورة لحل الحزب الوطنى؟
هل قامت الثورة لمحاربة الفساد؟

إن الثورة التى تغير النظام بدون تغيير أهم مكون فى النظام، الشعب، هى ثورة فاشلة بكل المقاييس!

قامت الثورة فسالت دماء. قامت الثورة فتكبد الوطن أموالا طائله. قامت الثورة فسقط نظام الحكم. قامت الثورة و مازال المعتصمون و المتظاهرون ينادون بحبس هذا و شنق ذلك و إعادة أموال هؤلاء

مصر عاشت ستين عاما من الظلام و التدمير المستمر للأخلاق و التعليم و الدين و الصناعة و الزراعة. جيلين كاملين دمرهما نظام فاشل أسفر عن 80 مليون جائع و جاهل و مريض ... ثم تأتى الثورة للتغيير! تغيير الحكومة و تغيير الدستور و تغيير الأسماء

كم قامت نقابة الأطباء بمناوشات مع النظام السابق؟ أين برامجها الآن لتطوير الخدمة الصحية للمواطن؟ أم أنهم ينتظرون قدوم الوزير الجديد ببرامجه و رؤيته حتى يناوشوه هو أيضا؟

أساتذة الجامعات أسسو حركة 9 مارس و غيرها لرفض النظام القائم، أين برنامجهم لتطوير نظام التعليم و البحث العلمى؟ أم أن كل مطالبهم تنحصر فى رفع المرتبات بدون رفع مستوى التعليم و العمل؟

عمال المصانع قاموا بعدد لا يحصى من الإضرابات و المظاهرات مطالبين بمطالب متعددة، و الآن ما زالو يضربون عن العمل بدون أى مبالاة لواجب العمل و الإنتاج

"كله عاوز فلوس"
"ما حدش عاوز يتعب"

إن تغيير المجتمع سيحتاج إلى جيل أو إثنين ليتم تربية الشباب على المبادئ السليمة و لكن على المدى القصير يجب أن يعى كل ذى عقل أن دوره هو توعية الآخرين بأن من لا يعمل لا يستحق أن يطالب، بدلا من أن ينفخ هؤلاء و هؤلاء فى أبواق المطالبات و التخوين و اللعب بمشاعر شعب يسود فيه الجهل و المشاعر الجياشة

"أنا تعبت من إللى بيحصل فى البلد، كل واحد فرحان علشان ده إتحبس و ده إتقبض عليه و ما حدش واخد باله إن ما حدش واخد باله إن البلد عاوزه شغل موش شماته"

Thursday 7 April 2011

هو مين عاوز إيه؟

من أجمل مظاهر الحرية أن تصبح قادرا على إبداء رأيك بدون خوف أو قلق أن تتعرض لأى منغصات

حين إندلعت الثورة إكتشف كثير أنهم أصبحوا أحرارا فى الكلام و الكتابة و الظهور على شاشات التلفزيون و على صفحات الإنترنت

كل يعلو صوته برأى و كل ينادى على الآخرين لإتباع هذا الرأى، من منطلق حب الخير للآخرين و رغبة فى الوصول بالوطن إلى أحسن الدرجات

و مثلما تمكن الجميع من إبداء الرأى، تمكنوا من سماع الرأى الآخر. عندئذ إكتشف الجميع أن رأيه لا يمثل الكثير من الناس بينما كان يظن أن "هذا هو الرأى" و أن "كل الناس عارفة كده" ... حاجه غريييييبه

هنا أحس أولئك الذين لم يتعلموا الحوار و الإنصات للغة الخلاف أن شيئا ما ليس فى نصابه الصحيح! لنعترف أن هذا الوطن لم يتعود أن يناقش و ينصت للرأى الآخر و إنما تعود على تصنيف الآخر ... ده حكوم و ده إخوان، ده شيوعى و ده حرامى، ده بيخلط الدين بالسياسة و ده كافر

و عندما تبين لهم أن هناك آراء متعددة لتحقيق نفس الهدف، تبين لهم صعوبة مناقشة كل هؤلاء و المبارزة بالحجة، فأبرزوا السلاح الآخر .... العلمانيون كفرة و هيجيبوا علينا لعنة ربنا ... السلفيين جهلة و هيرجعونا للعصر الحجرى ... الراجل ده تاريخه إسود و عمره ما كان يهمه مصلحة البلد ... الخيانة، العمالة، الجهل، الأجندات ....

WAKEUP

أنصتوا فى صمت ...
تدبروا ما يدور بعيدا عن أتربة الجرائد و التلفزيون و الفيس بوك ...
ثم تكلموا لوضع الحلول و عرضها بالحجة ...

كن دائما مستعدا للتخلى عن وجهة نظرك لأنك مؤمن تماما أنها وجهة نظرك أنت فقط و أتك تفتقر دائما لرؤية العالم بعيون الآخرين

مصلحة الوطن هى الهدف و لا يوجد بيننا خائن و لا عميل و لا صاحب أجندات، كلنا "الشاب السيس" و ليس بيننا "واد فلول" الكل ينظر للمصلحة العليا و يؤمن بقصور رؤيته للعالم و يؤمن بالإحتياج لعيون الآخر حتى يرى العالم بشكل أفضل

إسمع و تدبر و لا تسرع فى الرد 

Monday 4 April 2011

"يا مطرة رخى رخى"

الربيع فى مصر هو فصل التقلبات الجوية و الرياح و الخماسين و الأهم من ذلك، فهو فصل نزلات البرد!

لعل فصل الربيع، فى هذا العام خاصة، بدأ مبكرا. بدأ الربيع فى مصر يوم 25 يناير فى وقت لم يتوقع أحد بدايته. نفضت الأشجار أوراقها الميتة و القديمة و تمددت براعم الأوراق الخضراء و الزهور المبشرة بثمار و خير كثير.

لعل الربيع يرتبط عند المصريين بالعواصف الترابية التى تعكر صفو الحرارة المعتدلة، إلا أنهم إعتادو على أمطار تأتى بعد الأتربة لتزيلها من الهواء و تتيح الفرصة لضياء الشمس أن تسطع من خلال هواء نظيف.

بعد إنجلاء الغمام، أدرك الجميع أن وقت الزراعة قد أتى. فاندفع البعض محاولا إعادة الأوراق على أشجارها، و البعض يبحث عن الحصاد السريع من الحشائش و الطفيليات، و البعض ينادى إلى اشجار مغناطيسية تجذب من يقترب و لا تنبت جديدا، و اخذ البعض فى البذر فى أرض مالحة و صخرية!

أخذت انظر إلى هؤلاء و هؤلاء باحثا عن من يزرع و يرعى زرعه حتى يؤتى ثمره و إنهم لقليل! فرأيت أن أتعلم الزرع مع هؤلاء الذين يريدون التعلم فى ساحة خصبة و يبذرون بذرا طيبا و يصبرون على رعايته حتى ينموا و يكتمل و يؤتى الثمرة النافعة و الظل اليافع

"حزب النيل" بدأ يتأسس من مجموعة من المصريين الشرفاء بهدف إستغلال التربة الخصبة التى أوجدتها الثورة لكى يبحث فى إحتياجات المصريين لبلوغ المكانة التى تستحقها مصر عن طريق تنظيم العمل السياسى و الإجتماعى للنهوض على كافة الميادين. يتأسس الحزب من مجموعة من أولئك الذين لم يتلوثوا بالأفكار القديمة التى أعلت كلمة المصلحة الشخصية و الحزبية و الايديولوجية على كلمة الوطن.

الحزب حاليا فى مرحلة التأسيس المبدئية و يهدف فى الأيام القادمة إلى تكوين لجان من الشرفاء المتخصصين فى كل المجالات لوضع التصورات و الخطط للمرحلة القادمة و البعيدة المدى للوصول بكل المصريين إلى الآمال التى كانت حلما فأصبحت رأى العين

انا ادعو كل من يريد خدمة الوطن، بغض النظر عن خلفيته الفكرية أو العقائدية، للإنضمام لحزب النيل، و الذى يضع من مبادئه الأساسية أن مصلحة الوطن تأتى قبل أى مصلحة أيديولوجية، حتى نتمكن من إعادة الروح فى الأرض الخصبة و نجنى ثمار الأحلام و الجهود و الآمال

Saturday 2 April 2011

المادة الثانية بتقول إيه؟

ثار لغط كثير حول المادة الثانية فى الدستور و تعالت الأصوات بين مؤيد و معارض، و إنى أدعى أن معظم المؤيدين و المعارضين لا يفهمون المعنى الحقيفى لهذه المادة!

"الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع"

يقول المؤيدون أن المادة ضرورية حيث أن أغلب المصريين من المسلمين و أن ذلك يحفظ لهم الهوية و السلطة فى منع صدور تشريعات تخالف الشريعة الإسلامية حيث أن الإسلام "دين و دولة" لا يمكن الفصل بينهما

ما لا يتضح لهؤلاء ينحصر فى أن 90% من المصريين، على أقل تقدير، من المسلمين، و بذلك فلن يرضى أحد منهم بصدور تشريعات تخالف الشريعة فى الأصول أو الفروع التى تعتبر من العرف فى المجتمع و الثقافة المصرية. على الجانب الآخر، فى حالة صدور تشريع يخالف الشريعة، فلن يصوت المسلمون للنائب الذى دافع عن هذا التشريعو بالتالى فلن يدافع عنه أحد فى النظام الديموقراطى الحر!

ينادى المعارضود للمادة الثانية بأنها تمتهن حقوق الأقليات الدينية، فى هذه الحالة 10% من السكان، على أساس أنها لا تأخذ إعتبارات التشريع المسيحى فى الحكم كما أنها تتعارض مع مبادئ "فصل الدين عن الدولة" التى ينادون بها!

فلنفترض حذف المادة الثانية و تطبيق مبادئ المواطنة على كل المصريين! عندئذ فإن التشريعات المنظمة للزواج و الطلاق و إعادة الزواج تنطبق على كل المصريين سواء بسواء! يحق لكل مسيحى أن يطلق زوجته طبقا للشريعة الإسلامية و أن يعاود الزواج من أخرى بدون أى إعتراض من رجال الدين المسيحى، ذلك، أو أن يفقد المسلمون الحق فى الطلاق أو الخلع كما لا يحق لهم الزواج من أخرى بعد فسخ العقد الأول!!! الأدهى من ذلك أن أغلبية المصريين مسلمون، و لذلك فإنه من الأرجح أن تتبع القوانين النظام الإسلامى "بحق الأغلبية فى الحكم"

يأتى هنا منظور آخر للموضوع برمته. الغالبية المسلمة فى مصر تنقسم إلى ثلاثة أقسام "غير متساوية". القسم الأول، المسلمون المؤمنون بفصل الدين عن الدولة و حذف المادة الثانية و يسعدهم ذلك الحل الإفتراضى. القسم الثانى، المسلمون الراغبون فى بقاء المادة الثانية إلا أنهم سيقبلون بحكم الأغلبة إن نادت بحذفها، و إنى أعتقد أن ذلك سيصيبهم بغصاصة تمس العقيدة التى يؤمنون بها. أما القسم الثالث، فلن يقبل بحذف المادة الثانية تحت أى مسمى و، فى الغالب، سيلجأ للعنف و الذى سيوجه أساسا إلى الأقلية الغير مسلمة فى المجتمع!!!

إن المادة الثانية فى الدستور هى الحافظ لحقوق الأقليات الغير مسلمة فى مصر. إن الشريعة الإسلامية هى العماد الذى يحفظ الإستقرار فى مصر. إن مصر دولة مسلمة بحق أغلبية السكان و بحق أن الشريعة الإسلامية تنظم التعاملات فى الدولة الإسلامية بما يتيح التغيير فى القوانين بحسب الظروف المتاحة فى الزمان و المكان من خلال خطوط عريضة لا يمكن أن يقبل المجتمع الخروج عليها. الشريعة الإسلامية تقبل الديموقرطية. الشريعة الإسلامية تقبل الإشتراكية. الشريعة الإسلامية تقبل الرأس مالية. الشريعة الإسلامية تقبل الشيوعية. الشريعة الإسلامية تقبل كل ما يتفتق عنه ذهن البشر من نظم حكم!

نعم للمادة الثانية