Friday 29 July 2011

الجامعات مشلولة

لا بد أن تتغير الثقافة فى الجامعات!

إجتمع الكثيرون ممن يحملون الأجندات الأجنبية و الأجندات الفلولية و الأجندات الإسلامية و الأجندات ال 9 مارسية و غيرها من التيارات الفكرية و السياسية التى تحمل أفكارا لتطوير التعليم فى الجامعات.

خرجت أفكار و رؤى. و صدرت قرارات من وزراء التعليم العالى و تأسست إدارات لضمان الجودة فى الجامعات و وحدات تتبعها فى كل الكليات. بعض السياسات التى خرجت جميلة جدا و بعضها يحتاج الأخذ و الرد عليه. المهم أن هناك سياسات و خطط و إستراتيجيات و رؤى موجودة.

إقتنع بعض الجامعيين بفكرة ضمان الجودة و التطوير و البحث عن التحسين المستمر. من هؤلاء عمداء لبعض الكليات و منهم بعض رؤساء مجالس الأقسام. كلام جميل!

تعالوا نطبق سياسات التطوير
ما تيجى نحاول نحقق الإعتماد الأكاديمى
لازم نغير المناهج الدراسية اللى ما بتخدمش الرؤية الجديدة

ثم يأتى الرد ...

مين إنت علشان تقول لنا كدة، دا إحنا أساتذة من 30 سنة
أنا بأدرس الكورس ده من 20 سنة، هاتيجى دلوقتى تقوللى أدرسة إزاى
ما فيش فايدة من موضوع الجودة, دة تضييع وقت
هاتدفعوا كام؟
إحنا بندرس على أعلى مستوى عالمى و موش هاننزل عن المستوى ده أبدا

من يقول هذا الكلام؟ للأسف يقولة الأساتذة الكبار

طب ما تشيلوهم! للأسف القانون لا يسمح بذلك

طب رئيس القسم ما يخليهومش يدَرِّسو! للأسف القانون لا يعطى رئيس القسم أى صلاحيات على الأساتذة، بالقانون هو يمثل ما يقولون فقط و لا يملك أى سلطة لإجبارهم على تطبيق سياسات معينة

طب العميد و رئيس الجامعة؟ و لا ليهم أى سلطة!

إذا الحل سهل، يتفق مجلس القسم على قواعد تجبر الجميع على تطبيقها أو لا يسمح لهم بالتدريس! "هو إنت ما تعرفش يعنى إيه إحترامك لأستاذك؟"

يا سيدى الفاضل، الإحترام شئ و تحقيق ما هو أفضل للطلاب و للجامعة و للوطن شئ آخر! "عيييييب، دا بردوا أستاذك و لازم تسمع كلامه!"

طب و إيه الحل؟

أولا يجب أن يكون لرئيس القسم و العميد و رئيس الجامعة سلطة مباشرة و حق للتدخل فى كيفية إدارة الأستاذ للعملية التعليمية

ثانيا يجب فصل الإدارة الجامعية عن الدرجة العلمية بحيث يتقدم الأصلح لإدارة الجامعة و الكلية و القسم من حيث قدراته الإدارية و القيادية على تطبيق السياسات و تغيير الثقافة القديمة بأخرى جديدة و قادرة على التغيير

ثالثا خلق آلية لتمكين القيادات الجامعية من مكافأة الملتزمين بتنفيذ السياسات و مجازاة الذين يعملون على تعطيلها

رابعا وضع آلية لتمكين الجامعة من مكافأة الأساتذة الذين يحصلون على تقدير عالى من الطلاب

خامسا تحقيق الرقابة الكاملة للمجتمع على عمل الجامعات و السياسات التى تحقق متطلبات المجتمع منها حيث أن الشعب هو الذى يدفع الأموال للجامعات و له كامل الحق فى محاسبتها على النتائج، كما أن هذه الهيئة الرقابية يجب أن لا تحتوى على أى من عناصر الأساتذة الجامعيين

بإختصار شديد، يجب أن تقوم ثورة شبابية داخل الجامعة على النظام القديم و فلول الأفكار القديمة!

و الله الموفق
المجلس الأدنى لقوى الشعب المكتوفة الأيدى

العودة للرؤية

Sunday 24 July 2011

هل الشعب فعلا يريد الحياة؟

قال الله تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"

فى الخامس و العشرين من يناير قامت مجموعة كبيرة من شباب مصر بمظاهرات و إعتصام فى ميدان التحرير مطالبين بالكرامة و الحرية

فى الثامن و العشرين من يناير خرج الملايين من بيوتهم لنصرة الشباب و دارت "معارك حقيقية" بين الشرطة و المتظاهرين مات فيها من مات و أصيب من أصيب و تغيرت المطالب إلى "الشعب يريد إسقاط النظام" و توافدت الملايين على كل الميادين فى مصر تنادى بسقوط النظام الفاسد

فى الأول من فبراير إجتمع الملايين و خرج عليهم الرئيس المفضوح بخطاب يقطر بالمسكنة و الإستعطاف و تعاطف الشعب و انقسم الثوار، عاد لبيته من عاد و بقى فى الشارع من بقى

فى الثانى من فبراير حدث هجوم منظم من مجموعة من "العربجية" بقيادة وزارة الداخلية و بأوامر من القيادات "الفرعونية" فهاجمت المعتصمين فى التحرير و وقف القناصة التابعين للداخلية أو الجيش أو الحرس الجمهورى (الله أعلم) يقتنصون من الناس ما استطاعوا، فهب الناس مرة أخرى إلى الميدان و لم يصبح هناك من يقول "فلنصبر" بل قال الجميع "إرحل"

فى العاشر من فبراير خرج المفضوح مرة أخرى بكلام يقطر "سماجة" و لا مبالاه بالشعب و لا بالناس، فبدأ الناس زحفا على القصر الرئاسى كنوع من التصعيد الواجب ليسمع "الأطرش" و يرى "الأعمى" أن الشعب "الأخرس" أصبح له لسان و صوت قوى لا يمكن إسكاته

فى الحادى عشر من فبراير نقل المفضوح جميع صلاحياته للمجلس العسكرى و ذهب فى أجازة مفتوحة إلى شرم الشيخ

فرح الناس و عاد كل واحد إلى عمله و بدأت السياسة تتكلم!

السؤال هو: هل نجحت الثورة؟
هل تغير النظام؟
هل مصر حرة؟
هل المصرى عزيز؟

الإجابة تعود بنا للتاريخ. على مر الألوف من السنين حكم مصر الفراعنة و غيرهم من الرجال الذين يؤمنون تماما أن المحكوم عبد الحاكم ...

على الجانب الآخر كان و مازال المصرى يحب الحياة السهلة المستقرة التى لا تتطلب المخاطرة و لا تغيير الأحوال كثيرا

أحب المصريون أرض مصر لأنها أرض يمكن لهم الإعتماد عليها فمهما كانت الظروف تنبت الأرض "من بقلها و قثائها و فومها و عدسها و بصلها"، لم يخيب ظن المصريين بأرضهم طوال الزمان، فلماذا يلجأ إلى التغيير؟

أما الثورة فلم تكن أبدا فى حساب المصريين، لا يهم من يحكم، المهم أن أعيش، أى نوع من الحياة، لا يهم ديموقراطية و لا دكتاتورية و لا همجية و لا شئ!

الحق أن هذا الشعب كان يثور من حين لآخر و لكن كان هذا دائما هو الخيار الأخير و البعيد و الغير متوقع و الغير منتظر!

عندما ثار الشعب فى الخامس و العشرين من يناير و رحل المفضوح فى الحادى عشر من فبراير كان الناس قد وصلوا إلى آخر ما عندهم، فهم لا يحبون حالة الترقب و عدم الإستقرار و يريدون أن تعود الحياة إلى طبيعتها: الكل يذهب فى الصباح إلى محل عمله و يقبض آخر الشهر المرتب بغض النظر هل أنتج أم لم ينتج و "حرام ترفده أصل عنده عيال" و "حرام توديه القسم موش هيعمل كدا تانى" و و و و

قال أبو القاسم الشابى
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر

فهل أراد الشعب حقا الحياة أم أراد فقط "حياة" أى حياة؟

قال تشه جيفارا
الشعوب وحدها هى من تحرر نفسها

فهل يحرر الشعب نفسه أم أنه يطلب من المجلس العسكرى أن يعطيه الحرية؟

قال سعد زغلول
لا وجود لوطن حر إلا بمواطنين أحرار

هل طلبنا الحرية و سعينا إليها بحق أم أننا وقفنا بعد تحقيق أول خطوة للحرية؟

قال أحمد شوقى
و ما نيل المطالب بالتمنى و لكن تؤخذ الدنيا غلابا

كم تمنينا أن ينصلح الحال و أن تنهض البلاد و أن يسعد العباد؟ و كم غالبنا لنحقق أمانينا؟

قال المتنبى فى خطابه للمصريين
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم يا أمة ضحكت من جهلها الأمم

كم أخذنا من الدين بعد الصلاة و الزكاة و الصيام؟ هل نسينا قول الله تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"؟ هل نسينا قول رسول الله صلى الله عليه و سلم فى ما معناه "لا يكن أحدكم إمَّعة يقول إن أحسن الناس أحسنت و إن أساؤا أسأت"؟

لماذا يقول مالكولم إكس فى أمريكا منذ أكثر من أربعين عاما "نريد الحرية و العدل و المساواة بأى طريقة كانت" و لا يصل صوته إلى مصر حتى الآن؟

لماذا ذهب صوت أحمد عرابى و هو يقول "لقد خلقنا الله أحرارا ... فلن نورث و لا نستعبد بعد اليوم" أدراج الرياح بعد أن هزم على يد الإنجليز و الخونة من المصريين و الأتراك؟

إذا كان الاستقرار و الحياة يعنى أن نتنازل عن الحرية و الكرامة فلا استقرار و لا حياة و لا فرعون بعد اليوم!

أنصتوا لما يقال فى هذا الفيديو ففيه مطالبى


خلاصة القول، إن الثورة لم تنتهى بعد! لا بد أن تأتى الثورة بنظام جديد و وجوه جديدة و عقلية جديدة

اللهم إن هذا بلدك و فيه عبادك و على أرضه عاش أنبياؤك فارفع عن أهله الذل و القهر و الفقر و المرض و ارزقه اللهم من الخيرات و الطيبات و لا تُمَكِّن فيه ظالما و لا فاجرا و لا من لا يرضى به أهله

اللهم آمين

Saturday 23 July 2011

الثورة هى الحاكم و هى الآمر الناهى

لك الله يا مصر

ليس من مصلحة أحد التخوين أو التشكيك أو التقسيم! كلام جميل و سهل القول و لكن يبدو أنه صعب الفهم.

من الذى دعا للثورة؟ الشباب و خصوصا على الفيسبوك و تويتر

من الذى قام بالثورة؟ الشباب من كل شوارع مصر و خصوصا أصحاب المبادئ الثورية و ألتراس الأندية المصرية

من الذى دافع عن الثورة؟ الشباب من كل الفئات و كان للطبيعة المنظمة للإخوان دور كبير فى هذا

من الذين ماتو على يد القناصة؟ الشباب الذين اعتصموا فى ميدان التحرير

من الذى أجبر المخلوع على الهروب بجلده؟ الشباب الذين توجهوا إلى قصر الرئاسة بعد البيان "الخايب" يوم 10 فبراير

من الذى أعطى للمجلس العسكرى الشرعية لإدارة شؤون البلاد؟ الشباب الذين لم يجدوا أى مؤسسة يمكن توظيفها فى هذا الوقت إلا الجيش

من الذى يملك الشرعية الحقيقية فى البلاد؟ الشباب المعتصم فى ميدان التحرير و القائد إبراهيم و الأربعين و فى كل ميادين مصر

من الذى إستولى على الحكم و يريد أن يبعد كل قوى المعارضة؟ محمد على الكبير و جمال عبد الناصر و المجلس العسكرى

من الذى يزرع بذور التشكيك فى القوى المعارضة؟ الراجل إللى واقف قودام الراجل اللى واقف ورا عمر سليمان و المجلس العسكرى

من الذى يقول عن المعارضة أنها تحمل أجندات أجنبية؟ حسنى مبارك و عمر سليمان و صفوت الشريف و المجلس العسكرى

من يستطيع التغيير و الإطاحة بالقديم و الفاسد و المتعفن؟
الشباب فقط
و الشباب خصوصا
و الشباب الذى يحب مصر
و الشباب الذى يصيح لرفع الذل و الهوان عن مصر
و الشباب الذى لا يرضى أن تغتصب ثورة شباب مصر
و الشباب الذى لا يقف صامتا أمام الفاسدين و الخونة و الموالين للمفضوح و خُدَّام معبد الفراعين

خرج علينا مجلس هامان و جنوده برسالة "زى وشه" ليلة أمس يتهم فيها حركة 6 أبريل بالوقيعة و يلمح بأنها تعمل بأجندات أجنبية!

على ما أذكر أن هذا الموضوع كان يختص به الإخوان المسلمون فى العهد البائد! سبحان مغير الأحوال

إن كان هناك من يعمل "بأجندة" ضد الثورة فإنهم من خدموا النظام البائد و رئيسه المفضوح كل سنوات عمرهم الضائع و ما زالوا يحمونه فى شرم الشيخ و يعملون ما فى وسعهم لتفريق قوى الثورة التى تريد التطهير و لا شئ غير التطهير

الأجندة التى لا تعترف بالشرعية الثورية و تعمل على "تطليع روح الشعب" حتى "يزهق" و "ترجع ريما لعادتها القديمة" هى الأجندة التى يجب ان ترحل و يشار إليها "بصوباع الفنجرى" و يقول لها العقيد "من أنتم؟"

إما أن يعترف المجلس بالشرعية الثورية و الشباب الثائر كحاكم للبلاد يأتمر المشير و الغفير بأمره أو أن يرحل المجلس و يتم تعيين مجلس عسكرى يحمل الولاء الكامل للثورة و يتأسس مجلس رئاسى يحكم المرحلة الإنتقالية ...

الثورة تحكم و لا تُحكم
الثورة تقود و لا تقاد
الثورة تأمر و لا تؤمر
الثورة هى الشرعية


و أخيرا، ما تنسونيش بالعيش و الحلاوة و حيات أبوكم

Tuesday 19 July 2011

إنقلاب العسكر

فكرت فى دعوة للإنقلاب على العسكر؟

فكرة جميلة، يمكن ان تنجح و يمكن أن تفشل، عادى. لكن الهدف منها هو أن يعود الوضع الطبيعى، الثورة تحكم و العسكر يحمى ... الآن الوضع هو العسكر يحكم و الشعب يا عينى عليه

طبعا كل من يدعو للإستقرار و الوصول بالبلاد لبر الأمان و أن لولا حماية العسكر للثورة لما نجحت الثورة و أن الأمور يجب أن تتحرك بشكل لا يؤدى إلى مشاكل، كل هؤلاء سيرفضون الدعوة للثورة على العسكر ... و الحقيقة أنهم أغلبية و أنا لست منهم

رأيى أن الثورة ثورة على كل القديم و المتهالك و المتعفن و الفاسد و الراكن للهدوء و الحيطة، لكن هى دى. الدنيا طب و إيه الحل؟

الحل الثانى، و قد يكون هو الحل الممكن قبوله من أغلب الشعب فى هذه المرحلة، هو أن نصبر! نعم، الصبر جميل!!! أصبر على جار السَوّ يا يرحل يا تيجى مصيبة تاخده

الفكرة ببساطة أنه إن عاجلا أو آجلا سيتم إنتخاب برلمان جديد و رئيس جديد و عندها سيعود العسكر من حيث أتَو و يصبحون تحت إمرة الحكومة المنتخبة ... فى هذا الوقت يمكن للشعب أن يعود لمناورة التغيير الجذرى المرغوب فيه، فى هذا الوقت ستكون الحكومة مدنية و يمكن التعامل معهم بالمنطق و السجال و الضغط و حتى المظاهرات و الإضراب

طبعا أول ما يخطر فى بالك هو لماذا يجب أن نعود إلى ذلك الموقف مرة أخرى فى المستقبل؟ الإجابة ببساطة، العسكر "مخهم" ناشف جدا و خصوصا بعد سن السبعين و الثمانين! و كلما ضغط الشعب فسوف يزيدهم ذلك عنادا و إصرارا، لا تنسى العهد البائد و الرئيس المفضوح ... فربما تكون مناورة السكينة و الصبر ذات منافع فى هذه الحالة، ممكن

العيب من هذه المناورة أن "الناس هتبرد" و يعود كل واحد للجرى وراء لقمة العيش و ننسى الثورة و ننسى التطهير و تعود ريما لعادتها القديمة

موش عارف ... إنت إيه رأيك؟

Monday 18 July 2011

عجلة الإنتاج "المفسية" و الدخل القومى

العجلة هتقف

إلحق لحسن العجلة تقع

لازم عجلة الإنتاج تدور علشان البلد ما تقعش

كثر الكلام عن العجلة السحرية للإنتاج المصرى و التى تتعرض للخطر الشديد منذ قيام الثورة حيث أن ذلك يؤثر على الدخل القومى و العملة الصعبة و الأمن الداخلى و ماتش الأهلى و الزمالك

يا سيدى الفاضل، البلد دى ماشية بالبركة

البترول، السياحة، تحويلات المصريين بالخارج، قناة السويس ... أليست هذه هى المصادر الرئيسية للدخل فى مصر؟ ما هى قيمة المنتج المصرى فيها؟

ما هى قيمة الصادرات المصرية؟ ما هى قيمة المنتجات الزراعية و الصناعية من إجمالى قيمة الصادرات، بعد خصم قيمة المواد الخام المصدرة بالطبع؟

ما هى قيمة صادرات البطاطس و القطن المغزول و الملابس الجاهزة و السيارات و التليفزيونات و الهواء المعبأ فى قزايز؟

الثورة معطلة عجلة الإنتاج! كلام ممتاز، فقط أريد منك أن تشير إلى العجلة لكى أقوم بإعادة تدويرها

عند إنخفاض معدلات إقبال السائحين على مصر، يجب أن نرى فى ذلك فرصة كبيرة لتحويل العمالة الفائضة إلى عمالة منتجة، بدلا من بناء الفنادق الخمس نجوم و السبع نجوم لنبنى ورش لإنتاج الملابس الجاهزة و مصانع لتجميع و تصنيع الأجهزة الإلكترونية بتكلفة أقل بكثير و لن تخرج كل تكاليف التأسيس و الأثاث إلى مصانع أوروبا و أمريكا، بل ستبقى فى البلاد و تساعد على دوران العجلة

إن الدخل بدون إنتاج ميزة كبيرة جدا و نعمة يحمد الله عليها كل من يحب عجلة الإنتاج طالما أنها تدور بدون أى مجهود منه! إن تحويلات المصريين بالخارج و التى تمثل دخلا يقارب دخل قناة السويس فى بعض الأوقات، ما هو إلا مخدر قوى و قاتل للإقتصاد المصرى، فإن هذا الدخل، و إن كنت أحمد الله عليه حقيقة، يعطى أموالا لمن لا يعمل و يساعد على رفع أسعار العقارات بعيدا عن إمكانيات أصحاب الدخول فى الداخل، كما يساعد على زيادة الطلب على المنتجات الإستهلاكية و لا يشجع كثيرا على الإستثمار، اللهم إلا العقارى

لا تسئ فهمى، أرجو من كل قلبى أن تزيد معدلات التحويلات من الخارج، و لكن أرجو بكل ما أوتيت من رغبة أن تزيد معدلات الإنتاج الحقيقى فى مصر فترتفع معدلات المعيشة لكل مواطن مصرى يعمل فى داخل مصر حتى يصبح دخل مصر من البترول و السياحة و قناة السويس و التحويلات جزءا صغيرا من الدخل القومى

صباح الفل
المجلس الأدنى لقوى الشعب على العجلة

Sunday 17 July 2011

الأجور و الضحك على العقول

ترددت على مدار الأسابيع السابقة آراء عن كيفية ضبط الأجور بحيث لا يمكن أن تسمح بالفساد

كلام جميل جدا، خصوصا عندما يكون فى أثناء ثورة على الفساد

الأجور موضوع تحدث عنه علماء الإقتصاد منذ بزوغ شمس هذا العلم. المشكلة دائما كانت كيفية تحديد قيمة الأجر العادل الذى يستحقه الأجير مع المحافظة على مصالح صاحب العمل بحيث تكون النتيجة هى أعلى فائدة ممكنة للطرفين و للمجتمع فى العموم

من النظريات التى تناقش موضوع الأجور، النظريات التى تعتبر الأجير سلعة فى سوق العمل تتعرض قيمتها لموازين العرض و الطلب، فيرتفع أجر الطبيب حين لا يتوفر أطباء أو عندما تكون المتطلبات القانونية لأداء عمل الطبيب صعبة التحقيق. أو ينخفض أجر العامل الزراعى حين تكون العمالة زائدة بسبب زيادة عدد السكان أو فى الأوقات التى لا توجد بها "مواسم" زراعية

هذا المنطق، و إن ظهر فى شكل يتعامل مع الأجير كسلعة غير آدمية، يحقق التوازن الطبيعى فى مجتمع العمل! حينما يزيد عدد المهندسين فى مصر عن حاجة سوق العمل، تنخفض مرتباتهم فيبدأون فى البحث عن عمل فى دولة أخرى مما يقلل من عدد المهندسين فى مصر فيعود الأجر مرة أخرى للإرتفاع

من الطبيعى أن تتواجد مع مثل هذا النظام مؤسسات للتكافل الإجتماعى و التأمين لتوفير معدلات مقبولة من الإستقرار للعمال

  فى بعض الأحيان، يكون من المصلحة للسياسيين أن يضعوا حد أدنى للأجور من باب الحفاظ على كرامة العامل و توفير حد ادنى من مستوى المعيشة، كلام جميل، و فى المقابل يحجم أصحاب العمل عن تشغيل العمال حيث أن ذلك سيشكل عبئ مادى عليهم مما سيرفع من تكلفة الإنتاج و بالتالى تزيد متطلبات أصحاب العمل من العاملين الموجودين فى العمل لتعويض هذه الخسائر، و قد يضطر أصحاب العمل إلى الإستعانة بعاملين بشكل غير قانونى أو الخروج برؤوس الأموال إلى بلد آخر حيث تكون العمالة أرخص، مما سيؤدى بالضرورة إلى زيادة معدلات البطالة مرة أخرى


على الجانب الآخر، نرى نداءات تأتى من هنا و هناك تطالب بوضع حد أقصى للأجور، كلام جميل، و عندما يصل الأجر إلى الحد الأقصى المسموح به على الأجير أن "يطفش" من البلد إلى حيث يجد عملا بأجر أحسن


كيف نريد أن نستقطب الكفاءات المصرية فى الخارج لتساهم فى بناء بلد لا ينقصه إلا العقول المستنيرة، و فى نفس الوقت نقول لهم لن ندفع لكم فوق الحد الأقصى للأجور؟ بينما الأجور فى مصر متدنية أصلاً مما يدفع المصريين إلا هجر بلادهم للعمل فى بلاد أخرى بأجر أعلى ... بالطبع ستكون هذه فكرة ممتازة إذا كان الغرض منها هو زيادة تحويلات المصريين فى الخارج بغض النظر عن قيمة المصريين فى الداخل


 من ذلك لا يصبح من الصعب إستنتاج أن العودة لأصول العرض و الطلب فى تحديد الأجور ليس بالحل السيئ حتى نجد حلولا أحسن بدلا من المحاولات اليائسة لإرضاء الشعب و التى سينتج عنها إما هروب رؤوس الأموال أو هروب أصحاب الرؤوس القيِّمة


و الله أعلم

المجلس الأدنى لأصحاب الدخول الجميلة

Saturday 16 July 2011

إلترامكو و إفريقيا

نعم، أقصد السيارات ذات الشكل "الغير جميل" التى تستخدم غالبا كسيارات ميكروباص فى شوارع مصر

إفريقيا بشكل عام قارة فقيرة، تتميز أغلب الطرق فيها بأنها غير ممهدة تمهيد جيد كما أن وسائل المواصلات بشكل عام سيئة، و تفتقر لرؤوس الأموال اللازمة للتطوير
مصر منتج لسيارات بأنواع مختلفة و كلها تنتج على خطوط تجميع تحت إشراف منتج أجنبى، هيونداى، مرسيدس، بى إم دبليو، شيفروليه، و غيرها. تستهلك هذه السيارات الموارد المالية للدولة حيث أن الكثير من المواطنين يقبلون عليها، و من لا يشترى من هذه الأنواع، يشترى سيارات مصنعة و مجمعة بالخارج فيذهب كل المال إلى دولة أجنبية! لن يمكن الإستغناء عن هذه السيارات بكل تأكيد، على الأقل حتى يمكننا تصنيع سيارة مصرية بالكامل

إلترامكو كانت تجربة مصرية، بنسبة عالية جدا من التصنيع، و لم تتوفر بها الكماليات و لا وسائل الراحة المتاحة فى غيرها من المستورد أو المجمع محليا، إلا أنها كانت منتج مصرى فى أغلب الأجزاء
الفكرة بكل بساطة،أن السوق الإفريقى يحتاج إلى منتج رخيص للمساهمة فى المواصلات الداخلية فى الدول التى تتسم عموما بالفقر، لماذا لا يكون هذا المنتج هو إلترامكو؟

السيارة المصرية ستدر دخل حقيقى لمصر، و إن كان قليلا، إلا أنه نتيجة إنتاج حقيقى، على عكس البترول و قناة السويس و السياحة، كما أن دخول السيارة فى أى سوق سيستلزم توفير قطع غيار بشكل مستمر 
على الجانب الآخر سيكون ذلك بذرة لتواجد رؤوس أموال مصرية فى أفريقيا مما سيساهم فى خلق عمق إستراتيجى لمصر فى هذه القارة و خاصة الدول التى تملك منابع النيل منها

مجرد فكرة
صباح الفل

Wednesday 13 July 2011

لا يمكن محاكمتهم

جهاز الشرطة المصرى به حوالى واحد و نصف مليون ضابط و صف ضابط و عسكرى، حوالى ثلثهم يحملون سلاح خاص (حسب تقديرى) و أكثرهم متضرر من الثورة

بعض القيادات فى مؤسسة الشرطة أصبحت ذات نفوذ واسع و شعبية عريضة. البعض من هؤلاء إستطاع توظيف جيش من أفراد المؤسسة لحسابه الخاص فى إدارة سيارات الميكروباص المملوكة له أو حماية بعض المقاهى و الأندية الخاصة التى يديرها و بكل أسف منهم من يتاجر فى المخدرات و السلاح و التهريب

هل تعتقد أن العيسوى بكل ما أوتى من قوة و نفوذ (بغض النظر عن أنه لا يملك الكثير منهما) سيستطيع أن يطهر هذه المؤسسة الفاسدة المسلحة و الواسعة التمويل؟ هل تظن أن طنطاوى يستطيع أن يصدر أمرا بإستنفار جيش من المنتفعين من فساد وزارة الداخلية يبدأ به حربا أهلية بين الجيش و الداخلية
أنا بالتأكيد لا أدافع هنا عن موقف طنطاوى أو شرف أو العيسوى مع "خُرَّاج" الفساد فى مصر، و لكنى أردت أن أكتب لنفسى ما يذكرنى أن المهمة ليست سهلة

أضف ذلك إلى أنه لن يمكن أن تتم محاكمة مبارك و لا العادلى و لا أى من رموز النظام السابق بتهمة الفساد (إقرأ بعض الحقائق) ولا أن يدان أيهم بالطبع

خلاصة القول، أرجوا أن نستطيع أن نبذل جهدا أكبر فى رسم رؤية أوضح للمستقبل و كيف سنصل إليه

الرؤية

إن لم تعرف إلى أين تريد الذهاب فإن أى طريق سيوصلك إلى هناك

إقرأها مرة أخرى أرجوك

المقصود ببساطة هو أن تضع هدفا أمامك قبل أن تتحرك

فكرة منطقية طبعا، من منا لا يتحرك إلى هدف يعرفة و يريده؟

للأسف، هناك ملايين لا يعرفون ماذا يريدون، الملايين خرجت فى ثورة كان هدفها الوحيد إسقاط النظام، و من هذه الملايين بضع مئات فقط كانت تفكر فى ما بعد إسقاط النظام. قد يكون السبب ببساطة أن من خرجوا فى الثورة، فى الغالب، لم يكونو يتصورون أنهم سيسقطون النظام فعلا

لا تتسرع فى الحكم على ما أقوله، أنا لم أكن أتصور أبدا أن الثورة ستنجح، و لكنى بالتأكيد كنت من الكثيرين الذين تحول فرحهم إلى بكاء عندما سمعت "الراجل إللى أودام الراجل إللى ورا عمر سليمان" يعلن رحيل المخلوع. كما كنت من الملايين الذين لم يكن لهم رؤية واضحة عن الهدف أو سنغير النظام بماذا

بعد مرور الوقت، كان يجب أن يتم صياغة تصور واضح عن المستقبل لنتمكن من إعداد الخطط المطلوبة للوصول لهذا التصور. للأسف تتعدد التصورات بتعدد الأشخاص، طبيعى طبعا، و لا يمكن أن تتصور أن يجتمع كل الناس على رؤية واحدة. و لكن يمكن تصور أن يتفق كثير من الناس على رؤية تحقق أغلب ما يتمنونه. و بما أنى لم أقرأ رؤية واضحة من أى من التيارات السياسية أو مرشحى الرئاسة، ما قد يعتبر تقصيرا منى شخصيا، فقد أردت أن أكتب رؤيتى الشخصية ثم أحاول كتابة خطط طويلة المدى لتحقيقها

الرؤية

أولا: مصر دولة مستقرة سياسيا لها رؤية واضحة حول القضايا المصيرية و تصيغ خططا واضحة لتحقيق هذه الرؤية من خلال إطار حكم ديموقراطى يرتضيه جميع أطياف الشعب
برامج: رؤية نظام الحكم ، مصر عاوزة إيه 

 ثانيا: مصر دولة تملك نظام قضائى مستقر و عادل و يحظى بالثقة المطلقة من الشعب و الإحترام من كل الجهات الخارجية
برامج: القضاء


ثالثا: مصر دولة متميزة عالميا على مستوى الأمن الداخلى حيث تنخفض فيها معدلات الجرائم عن كل المستويات العالمية عن طريق التوعية و نشر الحس الدينى و المجتمعى الرشيد و عن طريق منع أسباب الجرائم قبل وقوعها و عن طريق التطبيق الرادع و السريع للعقوبات القانونية للجرائم

رابعا: مصر دولة تملك من القوة العسكرية و التحالفات الدفاعية ما يكفل لها ردع أى قوة خارجية عن العدوان العسكرى على حدودها أو حدود حلفائها


خامسا: مصر دولة تكفل لكل مواطن حق التعبير عن الرأى و حق العمل و حق الملكية الخاصة و حق التنقل و حق العقيدة فى إطار الدستور و القانون
برامج: حقوق الملكية

سادسا: مصر دولة تحفظ لكل مواطن حق الخدمة الطبية المتكاملة المتميزة كما تنخفض فيها معدلات الإصابة بالأمراض المتوطنة و الوبائية بشكل مستمر


سابعا: مصر دولة توفر خدمة تعليمية متميزة عالميا لتوفر للبلاد أصحاب الشهادات العليا و المتوسطة و الفنية التى تخدم كل خطط التنمية طويلة و قصيرة المدى كما تضع مصر فى مصاف الدول المنتجة للبحث العلمى فى العلوم النظرية و التطبيقية و تكون مركز جذب للباحثين من جميع أنحاء العالم فى كل التخصصات
برامج: مدرسة الأم ، تطوير التعليم ، التعليم العالى


ثامنا: مصر دولة ذات نظام إقتصادى متكامل و ينموا بشكل مستمر لتوفير الإحتياجات الإستراتيجية للبلاد من منتجات و فرص عمل و موارد مالية و تأثير فى الإقتصاد العالمى لحفظ المكانة المستحقة و المكتسبة لمصر
برامج: إلترامكو ، البنوك و القروض ، الدعم و مستحقيه ، البنزين و المواصلات


تاسعا: مصر دولة ذات نفوذ عالى فى كل الدول العربية و الإسلامية و الإفريقية يضمن لها الإستقرار السياسى و الإقتصادى و العسكرى. كما أن لمصر نفوذ إقتصادى فى باقى دول العالم التى تربطها معها مصالح مشتركة بحيث يضمن عدم قدرة أى دولة أخرى على التأثير فى حرية القرار الوطنى

نظام الحكم

مصر دولة يديرها رئيس الجمهورية و يحكمها مجلس الشيوخ و يشرع لها المجلس التشريعى

رئيس الجمهورية

رئيس الجمهورية هو المسؤول عن إدارة البلاد و يرأس الحكومة و يمثل الدولة فى الخارج

رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة و له الحق فى تعيين و تغيير و فصل القيادات العليا للقوات المسلحة بعد إستشارة لجنة القوات المسلحة فى مجلس الشيوخ

رئيس الجمهورية له الحق فى تعيين و تغيير و فصل الوزراء و المستشارين المطلوبين لإدارة الحكومة. لمجلس الشيوخ الحق فى رفض تعيين واحد أو أكثر من الوزراء أو المستشارين فى الحكومة بأغلبية ثلثى الأعضاء

رئيس الجمهورية له الحق فى التفاوض بإسم الدولة على الإتفاقيات الدولية و التوقيع بإسم الدولة على أن يتم التصديق أو الرفض من مجلس الشيوخ

رئيس الجمهورية يصدر مشاريع قوانين تعرض على مجلس الشيوخ الذى يقرها أو يرفضها بالأغلبية المطلقة

رئيس الجمهورية بمساعدة الحكوم يعد الموازنة السنوية للدولة و تصبح فى حكم القانون بعد موافقة مجلس الشيوخ عليها

رئيس الجمهورية ينتخب بشكل مباشر من الشعب لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة

مجلس الشيوخ

مجلس الشيوخ هو الحاكم الأعلى للدولة

مجلس الشيوخ يقوم برسم السياسات طويلة المدى للدولة و يوافق على القوانين و الإتفاقيات التى تتوافق مع هذه الخطة

مجلس الشيوخ هو الجهة الوحيدة التى تملك حق محاسبة و سحب الثقة من رئيس الجمهورية بأغلبة 75% من الأصوات

 مجلس الشيوخ يقدم مشاريع قوانين للمجلس التشريعى للتصويت عليها و تصبح فى مقام القانون فور تصويت المجلس التشريعى عليه بالأغلبية المطلقة

مجلس الشيوخ هو المسؤول عن صياغة و تعديل و مراجعة الرؤية طويلة المدى للدولة 

مجلس الشيوخ هو المسؤول عن وضع و مراجعة و تعديل الخطط الإستراتيجية العامة للدولة

مجلس الشيوخ ينتخب بالنظام الفردى لمدة ست سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة

المجلس التشريعى

المجلس التشريعى يملك الحق فى إصدار قوانين تكون سارية ما لم يعترض عليها ثلثى مجلس الشيوخ

المجلس التشريعى هو الممثل للتيارات السياسية فى البلاد و يعمل على تحقيق الخطط متوسطة و قصيرة المدى فى إطار الخطة العامة للدولة التى يصدرها مجلس الشيوخ

المجلس التشريعى يراقب عمل الحكومة و يتقدم بطلبات المساءلة و الشكاوى و طلبات الإحاطة و طلبات سحب الثقة من الحكومة لمجلس الشيوخ

المجلس التشريعى ينتخب مباشرة من الشعب بنظام القائمة لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد أكثر من مرة

Tuesday 12 July 2011

بعض الحقائق

الثورة قامت

عصام شرف رئيس مجلس الوزراء
عصام شرف يستأذن المجلس العسكرى فى كل قراراته
عصام شرف يطلب من وزير الداخلية و لا يصدر له أوامر
عصام شرف أضعف فى سلطاته من ملكة بريطانيا
عصام شرف أضعف فى شخصيته من حكم المجلس المحلى لقرية صغيرة

المعتصمون فى ميادين و شوارع مصر عشرات الألوف
المعتصمون لهم مطالب متشابهة فى كل الميادين
المعتصمون أجمعوا على رحيل الحكومة

الثورة تتصاعد منذ الثامن و العشرين من يونيو
المجلس العسكرى لا يتجاوب بشكل مباشر مع مطالب الجماهير
المجلس العسكرى يضع عصام شرف فى المواجهة بدون أى قدرة على إصدار قرار حقيقى
المجلس العسكرى، و هو المالك لكل مقاليد السلطة فى مصر، لم يتدخل لدعم مطالب المعتصمين و لا تسريع المحاكمات و لا تسريح الضباط المتهمين
 المجلس العسكرى يدعى أنه يقوم بإنتقال شرعى للسلطة و لا يعترف بسقوط الشرعية بقيام الثورة

طنطاوى خدم مبارك حوالى عشرين سنة
طنطاوى لا يمكن أن يقدم مبارك للمحاكمة
طنطاوى لم يحمى الثورة و لكنه إحتوى الثورة حتى لا تتحول إلى حمام دم و له الشكر
طنطاوى يقود البلاد بكل ما له من سلطة و قوة فى طريق إبقاء الوضع على ما هو عليه

كل المرشحين للرئاسة يتكلمون كما لو كانو سيصبحون مبارك جديد

الشعب يريد حرية
الشعب يريد حرية فقط
الشعب يريد حرية و لا شئ غير الحرية
الشعب يريد حرية فى أن يحلم بمستقبل لا يكون صورة من الماضى

أنا تعبت

Saturday 9 July 2011

أحلى من الشرف ما فيش

ذهب مبارك إلى مزبلة التاريخ

نقل صلاحياته للمجلس العسكرى لإدارة شؤون البلاد حتى الإنتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة

ذهب شفيق و جاء شرف ففرح الشعب أن البلاد أصبحت فى يد رجل يثقون به بالرغم من عدم وضوح الرؤية و وجود بعض العناصر المشكوك فيها

قام شرف بالعديد من الأعمال الممتازة، ثم تغيرت طبيعة عمله من رئيس للحكومة إلى "ساعى" فى مكتب المشير

نعم، ساعى، يحمل الرسائل و ينوب عن المشير فى إجتماعات. أين كان شرف فى الأسبوع الماضى؟ أين هو اليوم؟ إين كان منذ عشرة أيام؟

إذن، من يدير شؤون البلاد؟ العسكر أم الجمل؟

من يلعب من وراء الكواليس بمشاعر الشعب فيثيره تارة بدماء من مات و عاهات من أصيب ثم يشغله تارة أخرى فى الدستور أولا و الإنتخابات أولا و تارة فى مباراة الزمالك و تارة فى الإفراج عن هذا و حبس ذاك؟

ما هو دور العسكر الحقيقى؟

حماية البلاد و الشعب

دور نبيل و جميل و أرجو من الله أن يثيبهم عن كل دقيقة حسنات

العسكر بشر يحبون و يكرهون و يخافون و يحملون مشاعر الولاء و العداء. إن المشير خصوصا يجب أن يحمل كل مشاعر الولاء و الحب للمخلوع، هذه ليست إهانة و لا تخوين، إن من لا يحمل هذه المشاعر نحو الرجل الذى خدم تحت إمرته عشرين عاما يكون مريضا أو خائنا

لن يسمح المشير، و من خلفه العسكر، بمحاكمة مبارك و "بهدلته على آخر أيامه" و لا يجب منا أن نتصور هذا أبدا

طب و دم الشهدا و حق المصابين؟

فى حالة الثورة، لا يمكن، و أكرر لا يمكن، تحديد من الجانى و من المجنى عليه! ليس من العدل و لا من المنطق أن تطالب القضاء بالحكم بالإعدام على رجل من رجال الشرطة أخذ أوامر بفض المظاهرات بالقوة و لا أن تقتل من كان يدافغ بسلاحه عن قسم الشرطة أو مديرية الأمن

لا يمكن أن تقتل وزير داخلية فى حكومة مبارك لأنه كان يقوم بأعباء وظيفته حتى لو كان مخطئا، الثورة لها أحكام

يجب أن يرضى أولياء دم القتلى بالدية الشرعية و تتم المحاكمات لمبارك و العادلى و المسؤولين بالعدل عن الأخطاء و لكن لا يمكن أن يكون الإعدام أحد الخيارات فى الأحكام فذلك، بكل تأكيد، لا يتناسب مع العدل الذى أمرنا الله به

و إن كان ضميرك يسمح، فقم بمحاكمات "ثورية" تحكم فيها بما تريد و قابل ربك بعملك

قبل أن تبدأ فى شتمى إصبر معى دقائق أخرى

ما هو الحل الذى أقترحه إذن؟

الحل فى مطلب واحد، تسليم السلطة العليا فى البلاد لرئيس حكومة مدنى يدير البلاد وفقا لخطة واضحة فى المرحلة الإنتقالية و يبقى العسكر فقط لضمان عدم "سرقة" الثورة لصالح هذا أو ذاك حتى يتم إنتخاب الحكومة القادمة ثم يعود العسكر تحت أمر الشعب و الحكومة

و فى المقابل يضمن الثوار للمجلس العسكرى عدم التحقيق أو المحاكمة لأى من قيادات المجلس عن أى قضايا فساد من أى نوع كما يضمن الثوار عدم الحكم بإعدام أى من رموز النظام السابق و يضمن لمبارك الخروج الآمن من مصر أو البقاء تحت الإقامة الجبرية لحين موته

أرجو منك ان تفكر فى ذلك بالعقل و ليس بالقلب

الأموال هربت و تم تأمينها فى الخارج
الدماء سالت و لن يمكن الحكم بالقصاص
الفساد حكم البلاد لمدة ستين عاما و لن يصلح الحال البكاء على الماء المسكوب
لن يسمح العسكر بمحاكمتهم و لا محاكمة مبارك
لا يمكن أن تستمر البلاد فى ثورة و تغفل عن 80 مليون جوعان للأخذ بثأر 800 قتيل ماتو فى الأصل من أجل ال 80 مليون
العند يولد العند و لا يوجد من هو أعند من "كهول" القوات المسلحة 

نقطة أخيرة، لو جمعت كل المطالب المعلنة فى ميدان التحرير و الأربعين و القائد إبراهيم و غيرها من ميادين مصر و نظرت فيها جميعا، لوجدت أنها كلها تصب فى إتجاه واحد: عاوزين نعيش بحرية و كرامة

Wednesday 6 July 2011

المستقبل: مدرسة الأم

قال أمير الشعراء أحمد شوقى:
الأم مدرسة إذا أعددتها ... أعددت شعبا طيب الأعراق

فى المجتمع المصرى، مثل الكثير من مجتمعات الدول النامية، لا توجد الإمكانات المناسبة لتعليم و تدريب النساء كما أنهن يمثلن النسبة الأكبر فى المتسربين من التعليم، بل و ترتفع نسبة الأمية فى النساء عن الرجال.

من المنطقى أن فاقد الشئ لا يعطيه. بالتالى تتدنى المستويات التعليمية فى الأبناء و الأدهى أن الوعى الصحى المتدنى يؤدى إلى إصابة الأبناء بالأمراض المستعصية و التى تؤدى إلى بزوغ نجم جيل من ضعاف العقول و الأجسام ليتحمل مسؤولية بناء المستقبل! ناهيك عن التكاليف الإقتصادية الباهظة التى يتحملها المجتمع كاملا لعلاج أمراض الأطفال و الكبار من هذا الجيل.

من هنا أتت فكرة مدرسة الأم. 

الرؤية
مع حلول عام 2060 سوف تكون كل أم فى مصر فادرة على تطبيق المبادئ العلمية فى الرعاية الصحية و التغذية و التعليم و الصحة النفسية مع أبنائها.

المهمة

مدرسة الأم ستقدم الخدمات التعليمية و التوعوية اللازمة لتتمكن كل أم من رعاية أبنائها الرعاية الصحية اللازمة فى المنزل و تغذيتهم بالغذاء الصحى الذى يتناسب مع مستوى دخل الأسرة و يتناسب مع المرحلة العمرية للطفل كما ستتمكن الأم من زرع حوافز التعلم فى أبنائها لدعم المستوى الفكرى و الصحى و النفسى و الإقتصادى للشباب.



سوف تقوم مدرسة الأم على مجموعة من التربويين و الأطباء و أخصائيى التغذية و علم النفس بإعداد برامج متكاملة لتوعية الأم بكيفية العناية بالطفل فى مراحله المختلفة:
  • الجنين
  • الوليد
  • الرضيع
  • الطفل
  • الصبى
  • البالغ
كما ستوفر المدرسة المتابعة المستمرة للأم و الطفل طوال هذه المراحل بدراسة المؤشرات الصحية و التعليمية و النفسية للطفل و الأم و تقديم الدورات التدريبية و التعليمية المستمرة لخدمة الأم و الطفل.

لتشجيع الأمهات على حضور و تنفيذ توصيات الدورات التعليمية و التدريبية سيتم صرف معاش إستثنائى لهن و تقديم حوافز مادية و معنوية فى كل المراحل.


مرحلة الإعداد
الأهداف:
  1. إعداد دراسة تفصيلية عن أوضاع الأم المصرية من حيث التعليم و عدد الأطفال و معدلات دخل الأسرة و الحالة الصحية و التعليمية للأبناء تشمل المحافظات المختلفة
  2. إعداد البرامج التدريبية و التعليمية المختلفة التى تحقق أهداف المدرسة من قبل متخصصين فى المجالت المختلفة
  3. تحديد مجموعات من المجتمعات المصرية لتنفيذ الخطة و متابعتها فى مرحلة الإختبار لمشروع المدرسة
  4. تجنيد المتتطوعين من المتخصصين و تقديم التدريب اللازم لهم للقيام بتعليم و تدريب الأمهات فى المجالات المختلفة
المدة الزمنية لهذه المرحلة سنتين ميلاديتين يتم خلالهما تنفيذ الأهداف و الإعداد للخطة اللازمة لتنفيذ المرحلة الإختبارية.

يخصص مبلغ 5 ملايين جنيه مصرى لتغطية التكاليف اللازمة لهذه المرحلة. توزع الميزانية كالآتى:
  1. 2 مليون جنيه مكافآت الفرق البحثية خلال فترة البحث (الفرقة الطبية و الفرقة التربوية و الفرقة النفسية و فرقة التغذية)
  2. 1 مليون جنيه مصاريف إجراء البحث من الإنتقالات و المطبوعات و غيرها
  3. 1 مليون جنيه لإعداد المادة التعليمية و تكلفة الدورات التدريبية للمتطوعين للعمل فى المشروع
  4. 1 مليون جنيه إعداد المادة التعليمية و أماكن التدريب اللازمة لتدريب الأمهات

    مرحلة الإختبار
    الأهداف:
    يتم تنفيذ البرنامج الإختبارى على 500 أم موزعات على خمسة مجتمعات إختبارية. عند إنتهاء هذه المرحلة سوف تتمكن الأمهات فى المجتمعات الإختبارية من:
    1. القراءة و الكتابة و الحساب بمستوى إتمام مرحلة التعليم الأساسى
    2. تعريف المتطلبات الصحية الأساسية لأطفالهن 
    3. تعريف المتطلبات الأساسية لتغذية أطفالهن
    4. تعريف المبادئ الأساسية لتحفيز الطفل على التعلم
    5. تعريف المبادئ الأساسية للصحة النفسية للطفل
    6. تطبيق السياسات الصحية اللازمة فى منازلهن
    7. تطبيق سياسات التغذية السليمة لأبنائهن
    8. رفع المستوى التعليمى لأبنائهن
    9. تطبق مبادئ التربية النفسية السوية على أطفالهن
    المدة الزمنية المطلوبة لتنفيذ هذه المرحلة خمس سنوات ميلادية يتم خلالها تقديم الدورات التعليمية و التدريبية للأمهات بمعدلات تتراوح بين 4-6 دورات سنويا كما تتم متابعة تنفيذ البرامج التدريبية بمعدل 6-10 مرات سنويا لمتابعة تطور الوضع الصحى و التعليمى و النفسى و الغذائى للأبناء.

    يخصص مبلغ 33 مليون جنيه مصرى لتغطية التكاليف اللازمة لهذه المرحلة. توزع الميزانية كالآتى:
    1. 10 ملايين جنيه مكافآت و معاشات إستثنائية للأمهات اللاتى لا يعملن أو اللاتى حصلن على إجازة رعاية طفل طوال فترة المرحلة الإختبارية
    2. 16 مليون جنيه لإجراء الإختبارات و الدراسات اللازمة لمتابعة تطبيق البرنامج التدريبى
    3. 250 ألف جنيه للمواد التعليمية و التدريبية اللازمة للأمهات
    4. 2 مليون جنيه لصيانة أماكن التدريب و توفير التدريب اللازم للمتطوعين الجدد و مكافآت المتخصصين المطلوبين لسد العجز فى أعداد المتطوعين
    5. 1 مليون جنيه لإعداد الدراسة المتكاملة عن نتائج المرحلة التجريبية و تطوير النظم الموضوعة لتحقيق مستويات أعلى من النجاح و الإعداد لمرحلة التنفيذ الكامل للمشروع على مستوى مصر فى حالة التوصية بذلك.
    6. 750 ألف جنيه متفرقات
    7. 3 مليون جنيه مكافآت العاملين على إدارة و متابعة المشروع
    فيما تقدم، مشروع لدراسة فكرة مدرسة الأم يمتد على مدى 7 سنوات ميلادية و يتكلف أقل من 40 مليون جنيه مصرى. فى حالة الحكم على المشروع بالنجاح يتم تعميمه على كافة أنحاء مصر ليغطى كل الأمهات المصريات بكافة الأعمار و المراحل التعليمية و الثقافية.  

    Monday 4 July 2011

    أعزائى الشهداء، من أنتم؟

    سأحاول قدر إستطاعتى أن أبتعد عن السخرية، و مع ذلك أرجو المعذرة مقدما.

    على مدى حياتى، كنت دوما أصف نفسى أنى لست من أصحاب القلب الحنون و لا ممن يتعاطفون مع المصابين بالألم أو المصائب المختلفة. لست أدرى هل هذه نعمة من الله فأحمده عليها أم هى إختبار من الله فأصبر عليه، عى أى حال، كثيرا ما ظهرت لى هذه السمة من شخصيتى على أنها نعمة كبيرة من الله أحمده عليها عندما تتسم المواقف بالشدة التى تهز المشاعر!

    منذ قامت ثورة 25 يناير، تَنَادَى الكثير من الناس بإسم "الشهداء" تارة لشحذ همم الثوار و تارة للضغط على الحكومة و تارة لإبتزاز الشرطة (مع العلم أنى لم أكن من المطعاطفين مع الشرطة قبل و لا أثناء و لا بعد الثورة) و تارة أخرى لإستجداء الأموال من الحكومة الإنتقالية.

    عزيزى الشهيد، هل قتلت أثناء تحركك السلمى إلى ميدان التحرير؟ هل قتلت أثناء إعتصامك فى أحد ميادين مصر؟ هل قتلت برصاص قناص كان يصطاد البشر عشوائيا من فوق الأبنية العالية؟ هل قتلت عندما دهستك سيارة تتعمد صدم المتظاهرين؟

    إذا كانت إجابتك على أى من الأسئلة السابقة بنعم، فهنيئا لك و عسى الله أن يلحقك بالصديقين و الأنبياء و أن يلحقنا بك فى جنة الخلد.

    عزيزى الشهيد، هل قتلت دفاعا عن قسم الشرطة الذى تعمل به؟ هل قتلت على يد مقتحمى أحد السجون التى تحميها؟ هل قتلت دفاعا عن سلاحك "الميرى" من أن يسرقه أحد؟

    إذا كانت إجابتك على أى من الأسئلة السابقة بنعم، فهنيئا لك و عسى الله أن يلحقك بالصديقين و الأنبياء و أن يلحقنا بك فى جنة الخلد.

    عزيزى الشهيد، هل قتلت فى محاولة لإقتحام أحد أقسام الشرطة؟ هل قتلت فى محاولة إقتحام وزارة الداخلية؟ هل قتلت فى أثناء محاولتك الإستيلاء على سلاح أحد أفراد الشرطة؟ هل قتلت بزجاجة مولوتوف كنت تريد أن تلقيها على نقطة الشرطة؟

    إذا كانت إجابتك بنعم على أى من الأسئلة السابقة، فعسى الله أن يغفر لك و لنا و يرحمنا جميعا برحمته الواسعة.

    أما رسالتى إلى أهل الشهداء و القتلى، فهى أرجوا أن يلفكم الله بالصبر و أرجوا أن يساعدكم هذا الصبر عن التوقف عن إبتزاز مشاعر المصريين!

    أرجو منك عزيزى القارئ أن تعذرنى إن كنت قد جرحت مشاعرك، و عسى الله أن يغفر لى و لك

    تصبحوا على خير

    Saturday 2 July 2011

    التوازن و الثورة

    تعريف الثورة يتناقض مع كل مبادئ التوازن و الإستقرار ... إنها ثورة

    و لكن بعد الثورة يبدأ المجتمع فى إتخاذ الشكل الجديد الذى يسمح له بمحو أسباب الثورة و بناء نظام مستقر يرفع المجتمع إلى المستوى الذى تريده الأمه.

    بعض الثورات تأتى بقوة سياسية واحدة تتغلب على باقى القوى و تؤسس دولة تضمن إستقرارها كما كان الحال فى مصر منذ عام 1952 و قد عشنا و لامسنا نتيجة ذلك. و إنه لجدير بالذكر أن لا ننسى النظام الشيوعى فى الإتحاد السوفيتى و الصين و النظام الدينى فى إيران و السعودية و النظم السورية و الليبية و اليمنية و غيرها من نظم "الرأى الواحد". لا يخفى على أحد أنه بإستثناء النظام الصينى، فإن كل النظم التى ذكرت هنا تتسم بعدم الإستقرار الداخلى و التى ستؤدى فى القريب أو البعيد إلى ثورة شعبية أو إنقلاب عسكرى يأتى بنظام جديد.

    إذا نقلنا النظر إلى بعض من دول العالم المستقرة إلى حد كبير كالولايات المتحدة و المملكة المتحدة و اليابان و فرنسا و ألمانيا، فإنه من الملاحظ أن القوى السياسية التى تتنافس على الحكم من خلال الرئاسة و البرلمان هى إما قوتين أو ثلاثة فقط! عادة اليمين و اليسار و قد يظهر بعض الأحزاب الأخرى كالأحزاب المدافعة عن البيئة (عادة يسارية) أو الأحزاب ذات المرجعية الدينية و التى تنحاز عادة لليمين.

    عندما تتعدد القوى السياسية، يكون ذلك، عادة، لأسباب دينية أو عرقية، كما هو الحال فى إسرائيل و لبنان و العراق. و كثيرا ما ينتج عن هذا التعدد، مع وجود الإختلاف العرقى أو الدينى، صراعات داخلية تؤدى إلى نشأة و إنهيار إئتلافات لأهداف سياسية مرحلية كتشكيل الحكومة بعد الإنتخابات أو الوقوف ضد قوة سياسية طاغية بغض النظر عن الأجندة السياسية.

    من الطبيعى فى مصر أن تظهر حوالى أربع قوى سياسية تمثل التيارات الفكرية المختلفة:

    1- التيار اليسارى و الذى ينادى بحقوق العمال و الفقراء عن طريق التأميم أو تملك الدولة لمقومات الإنتاج الأساسية على أساس أن الدولة هى المسؤول الأول عن توفير فرص العمل و عدالة توزيع الدخل القومى. و يجد هذا التيار صدى واسع فى أوساط العمال الصناعيين بالذات كما يؤيده الكثير من المنتمين إلى الطبقة "المثقفة" من الكتاب و الصحفيين و الناشطين السياسيين

    2- التيار الرأسمالى و الذى يتبنى نظرية حرية التجارة و الصناعة و الزراعة للجميع و يتيح الفرصة لأصحاب رؤوس الأموال الوطنية و الأجنبية فى الإستثمار فى كافة المجالات. و يتيح هذا النظام للفقراء و محدودى الدخل الفرصة فى الحياة الكريمة عن طريق توفر فرص العمل فى المجتمع من خلال التزايد فى الإستثمارات كما يقدم خدمات صحية و تعليمية يتم تمويلها من الضرائب المفروضة على الأفراد و الشركات. و عادة ما يتبنى هذا الفكر أصحاب رؤوس الأموال و من يطمحون إلى ذلك كما يتبناها أصحاب المواهب المختلفة من مخترعين و مبدعين حيث يتيح لهم الخيال الخصب الرغبة فى تغيير الأوضاع الإجتماعية بسرعة

    3- التيار الليبرالى و الذى يخرج من الأطر التقليدية لنظام الدولة و يقدم على تجربة الأفكار الجديدة فى السياسة و الإقتصاد و التعليم و غيرها من جوانب الحياة فى المجتمع. يميل هذا الإتجاه عادة إلى "التَهَوُّر" فى الإقدام على الأفكار الجديدة إلا أنه كثيرا ما يخرج بما لم يمكن أن يتصوره أى من أصحاب الأفكار الأخرى. عادة ما يميل إلى هذا الإتجاه الشباب من الطبقة المتوسطة و الذين ما يتسمون عادة بكونهم متعلمين و ذوى دخول متوسطة إلى مرتفعة نسبيا.

    4- التيار الدينى و الذى يحمل أفكار مستوحاة من الدين و يبنى السياسات التى يتبناها على أساس لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية (فى مصر). يتسم هذا التيار عادة بإشكالات داخلية تنتج عن تبنى بعضها لمذاهب دينية مختلفة، و حينما يؤمن أى شخص بأن هذا الرأى أو ذاك من الشريعة يكون من الصعب جدا عليه تركه. و قد إتضح على مر السنوات الماضية و أصبح أكثر وضوحا فى الأسابيع الماضية فى مصر أن التيارات الدينية ذات توجهات مختلفة فمنها الوهابى (من يطلقون على أنفسهم إسم السلفيين) و منها الإخوانى (الذى كان و مازال أقوى التيارات الإسلامية فى مصر) و منها الصوفى و التبليغى و غيره. حين تتناظر هذه التيارات الدينية على الساحة السياسية يظهر بوضوح تباينها فى البرامج السياسية فالإخوان مثلا أصحاب مبادئ تميل للرأسمالية و الوهابيون يميلون إلى المبادئ الإشتراكية الوسطية (من الناحية السياسية) مع هذا التباين، تجد التيارات الدينية فى مصر قبول من كثير من المصريين حيث أن الشعب المصرى يتسم منذ القدم بميله للتدين

    قد تختلف معى، عزيزى القارئ، فى كثير أو قليل مما ذكرت، كما قد يكون قد خاننى التعبير أو حتى العلم فى نقطة أو أكثر! لكن بعد هذه المقدمة أريد أن أطرح نقطة جوهرية حول مستقبل الإستقرار فى مصر!

    من الواضح أن مصر ليست ذات صبغة سياسية واحدة، بالرغم من إعترافى الكامل بقوة الإتجاهات السياسية ذات المرجعية الدينية. و كما هو واضح فإن النموذج المستقر للدول المتقدمة يظهر فيه غالبا قوتان سياسيتان تتنافسان و تتعاقبان على الحكم. أما الحال فى مصر فلا يمكن، فى القريب العاجل على الأقل، إختزاله فى قوتين فقط! و لا أعتقد أن النموذج اللبنانى أو العراقى أو حتى الإسرائيلى (سياسيا فقط) هى من النماذج التى نريد أن نرى مصر تعيش عليها.

    من هنا أرى أنه من الواجب على المصريين الذين لا يتبنون أى من الأيديولوجيات (الإتجاهات السياسية) بشكل كامل أن يصبحو هم كفة الميزان التى تحافظ على التوازن السياسى! "ما تفهمنيش غلط ... أنا ما أقصدش أنك تصبح منافق"

    إنه من مصلحة مصر فى المرحلة القادمة، و التى سوف تمتد من خمس إلى عشر سنوات، أن لا تنفرد إحدى القوى السياسية بالقدرة المطلقة على ساحة الحكم. فإنه من المؤكد أنه إن انفردت إحدى هذه القوى فسوف تقوم بتشكيل النظام السياسى بالشكل الذى يضمن لها البقاء فى الحكم و الذى، بالتأكيد، سيولد درجة من الإحتقان فى المجتمع ستؤدى إلى ثورة أخرى فى خلال بضعة عقود (كما حدث مع ثورة 1952).

    على الجانب الآخر، إذا تمكنت كل التيارات من التأثير فى تشكيل النظام الجديد فسيؤدى ذلك إلى نظام حر و مرن و مقبول من كافة التيارات و التى ستقبل النظام حتى لو لم يكن من نفس الإتجاه السياسى لأنها تعترف بالطريقة التى أتى بها للحكم، أو ما يسمى فى النظام الحالى بالديموقراطية، و تعلم أن لها نفس الفرصة فى الوصول للحكم.

    لعله من المقبول أن لا تصبح لأى من التيارات السياسية قوة تزيد عن ثلث أعضاء البرلمان لضمان ذلك التوازن فهى لن تستطيع تمرير القوانين بدون التشاور مع الإتجاهات الأخرى كما أنها لن تستطيع سحب الثقة من الحكومة بدون موافقة تيارات سياسية أخرى و الأهم من ذلك أنها لن تنفرد بصياغة الدستور الجديد.

    لعلى قد أطلت عليكم بهذه الخواطر، و لكن لابد أن تكتمل الصورة لنتمكن من رؤية الحقيقة كاملة. 


    "موش كده و لّا إيه"

    Friday 1 July 2011

    خواطر "مُحَرِّض" من منازلهم

    أنا موش نازل التحرير!

    أنا عارف، لكن أرجوك، ما تشتمش جامد!

    لقد إعترفت منذ اليوم الأول أنى "ثورجى من منازلهم" و لم أنل شرف النزول إلى ميدان التحرير حتى الآن! لكن ذلك لا يعنى أنى ليس لى الحق فى أن أقول رأيى فيما يدور حولى و ما يفعله غيرى من باب "من رأى منكم منكرا فليغيره ....... بلسانه ......" و إنى لأرى منكرات كثيرة!

    للأسف بدأ الإنتهازيون فى الوصول إلى أهدافهم و اقتربوا من السيطرة على الثورة بالكامل. إن أمثال يحيى الجمل و ساويرس و طنطاوى ليعملون منذ اليوم الأول على إحباط محاولات الثورة للتغيير الحقيقى. كل منهم يسعى فى طريق مختلف عن الآخر لكن كل هذه الطرق تؤدى إلى هدف واحد و واضح "قتل الثورة بسرعة أو ببطئ" ... يسعى الإنتهازيون و أصحاب المصالح و أصحاب الولاء لمبارك و نظامه المتعفن إلى إقناع الشعب بأن التغيير و التطهير يمكن أن يأتى من الداخل بدون الحاجة لعناصر جديدة و نظيفة من الشباب.

    من قال أن إنتقال الحكم فى حالة الثورة يجب أن يسير على مسار "دستورى" ... "الحمار إللى قال كده ما يعرفش إن الثورة إنقلاب على الدستور"

    المهم ... لا اريد أن أطيل عليكم حتى لا يظن البعض أنى دسيسة لتأخير الناس عن النزول إلى ميدان التحرير.

    يجب أن تظهر الثورة و الثوار اليوم بمظهر القوة المتناهية

    يجب أن يعلم كل من يتحكم فى القرار (و لا يملكه فى الحقيقة) أن الثورة مستمرة إلى أن يتم تطهير النظام من كل الأوساخ العالقة به

    يجب أن يعلم المجلس العسكرى أن "الشعب يأمره بأن ينصاع لمطالب الشعب" و ليس لمطالب شرم الشيخ

    يجب أن يعلم المجلس العسكرى أن الشعب يريد الحاكم المدنى "الآن" و ليس غدا

    يجب أن يعلم المجلس العسكرى أن الشعب هو من يولى الحاكم و من يعزله و ليس المشير ولا الوزير و لا بورتو طره

    يجب أن يعلم المجلس العسكرى أن الشرعية تأتى من الشارع و لا تفرض على الشارع

    يجب أن يعلم المجلس العسكرى أن زمن الفراعين قد ذهب إلى مزبلة التاريخ و أن عليه أن يبقى معنا أو يذهب معه

    يجب ان يعلم أصحاب شرم الشيخ أن مصر لن تعود إلى الوراء و أن إرادة المصريين و إرادة ميدان التحرير، بإذن الله، ستحكم كل من فى مصر أو تدوسه بأقدامها

    والله الموفق
    المجلس الأدنى لقوى الشعب المحرضة