Sunday 29 May 2011

أنا و الإخوان و هواك

يبدو أن "الكلام فى السياسة" يخلق "كلام فى السياسة"! و أرجو من الله أن لا أكون من أولئك الذين يقولون ما لا يفعلون.

إلى إخوانى الذين يظنون أنى إخونجى و أولئك الذين يظنون أنى ضد الإخوان أوجه هذه المقالة.

لطالما دافعت عن بعض آراء الإخوان و عن أفراد منهم على مر السنوات الماضية. فالحق هو أنهم كانوا يقدمون فى كثير من الأحوال أفكارا واعية و آراء مستمدة من واقع الحياة بسبب إحتكاكهم المستمر بجميع طوائف الشعب على مدى عقود من الزمن. كما أبهرنى فى مناقشاتى معهم أنهم لا يتسمون، غالبا، بالجمود فى الرأى أو عدم القدرة على المقارعة بالحجة العلمية فى الأمور الشرعية. لذلك كنت أصفهم دائما بأنهم أحسن التنظيمات "الإسلامية" فى الساحة السياسية المصرية.

على الجانب الآخر، لطالما عبت على الإخوان خطابهم المملوء بالمشاعر التى تجتذب الناس إليهم بدون الرجوع للمنطق و العقل. فلطالما لعب الإخوان بورقة الإضطهاد و الإعتقال و المطاردة القانونية. كما أنهم كانوا و مازالوا يتكلمون عن من حكم عليه بالإعدام منهم كشهداء و قديسين، بل و يطلقون لقب "رضى الله عنه" على كثير من شيوخهم و علمائهم! أما على أرض الواقع، فإن تنظيم الإخوان المسلمين يدين بالولاء الكامل لمجلس الإرشاد و المرشد العام كما يدين الكاثوليك للفاتيكان و البابا أو كما يدين الشيعة الإمامية لنائب الإمام و آيات الله فى إيران!!! وفى ذلك خطر، أيما خطر، على النسيج العام للمجتمع و الساحة السياسية حيث يصبح الإخوان "المسلمون" و يصبح ما عداهم من غير ذلك.

"إنت ضد الإخوان يبقى إنت علمانى أو ليبرالى"!!!

يجب أن ندرك جميعا أن جميع التيارات السياسية فى مصر إسلامية بحكم الدستور، ذلك أن الدستور ينص صراحة على أن "الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع" كذلك فإن كل التيارات السياسية يجب أن لا تخرج عن إطار الدستور! إذا فلماذا كل هذه الضجة حول الحركة الإسلامية فى مصر.

إن أى حزب أو إئتلاف سيشكل الحكومة المصرية سوف يعمل فى إطار الشريعة الإسلامية و إلا فلنقف جميعا أمام المحكمة الدستورية العليا للحيلولة ضد أى قانون يخالف نص الدستور!

ثم، ما هو معنى العلمانى أو الليبرالى؟

العلمانى هو كل من يرغب فى عدم حكم المؤسسات الدينية للدولة! هل يريد الإخوان أو السلفيون أن يحكم شيخ الأزهر مصر؟

الليبرالى هو من يبحث عن الحلول للمشاكل السياسية خارج الإطار الأيديولوجى لأى تيار سياسى! هل يريد الإخوان أو السلفيين أن يحكموا البلاد طبقا لمبادئ كارل ماركس أو موسولينى؟

الكل يعمل فى إطار إسلامى و لكن لا يجب أن ينسى أى من الذين ينادون على مصلحة البلاد فى إتجاه أن الآخر ينادى على مصلحة البلاد أيضا و لكن من منظور مختلف فليس منا من هو أكثر وطنية من الآخر و ليس منا من هو أقل إسلامية من الآخر.

و لمن لا زال يشكك فى إتجاهاتى الفكرية، أرجو أن تقرأ عنى 
 

3 comments:

  1. تعرفيك للعالماني يشوبه القصور العلمي فالرجاء مراجعة أصل المصطلح

    ReplyDelete
  2. كذا تعريفك لليبرالية ... برجااااااء التثبت من المصطلحات

    ReplyDelete
  3. المصطلحات بسيطة و واضحة و ثابته، المشكلة فى إضافة ما ليس منها عليها

    ReplyDelete