Saturday 28 May 2011

مصر عاوزة إيه؟

لعل أهم سؤال يبحث عن إجابته كل مصرى غيور على وطنه هو "مصر عاوزة إيه؟"

ولا أدعى أنى سوف أقدم الإجابة على هذا السؤال، فما أنا إلا واحد من ملايين المصريين، و ما أنا إلا قادر، بالكاد، على رؤية إحتياجات أولادى حين تتاح لى فرصة الجلوس و الحديث معهم.
من هذا المنطلق، تصورت أنه يمكننى أن أنظر أبعد قليلا، لعلى أرى صورة لما تحتاجه مصر!

مصر تحتاج إلى رجلين! الرجل الأول يدرس و يبحث المشاكل اليومية فى حياة المصريين من تعليم و صحة و مأكل و ملبس و إنتاج زراعى و صناعى، ثم يضع تصورا لما يجب أن تكون عليه مصر بعد سنة أو عشرة أو خمسين، و أخيرا، يضع الخطة للوصول من الحال إلى الصورة المستقبلية و يعمل على تنفيذها.

أما الرجل الآخر فهو الذى لا يدرس و لا يخطط و إنما يعيش مع الناس يوم بيوم يعرف آلامهم و آمالهم، يضمد جروحهم و يشبع جوعهم و يحملهم إلى قبورهم، ذلك هو رجل العمل التطوعى. العمل التطوعى هو أحد أعمدة تطوير الحياة فى أى مجتمع، العمل التطوعى يبدأ من وضع جنيهات قليلة فى صندوق الزكاة و يمتد إلى أن تبقى ساعات و أيام فى ملجأ للأيتام أو مستشفى خيرى أو فصل لتعليم الكبار، كما أنه يشمل مساعدة كبار السن فى الحصول على رغيف العيش فى الزحام أو حتى كنس الشارع من باب "إماطة الأذى عن الطريق"

لا يتصور أحد أنى أقول أن هذا و ذاك لا يمكن أن يعملا معا، بالعكس تماما، إن الرجل الأول يسعى لخدمة الوطن من خلال التصورات و الخطط التى يجب أن تبنى على أساس المعلومات التى يستقيها من الرجل الآخر، و لا يمكن للآخر أن يستمر إلى الأبد فى علاج مشاكل المجتمع بدون أى فرصة أن يتم حل هذه المشاكل الأول فالأول!

أما المشكلة التى نعيشها فى مصر، منذ أن عرفنا معنى الإنتخابات و المجالس النيابية، فهى أن الناس تذهب إلى صناديق الإقتراع فتصوت لمن قدم لها الخدمات من أكل و تعليم و علاج بدون إنفاق أى جهد فى البحث عن "ما هى رؤيته فى المستقبل؟ و "كيف سيحقق هذه الرؤية؟"
إن العمل النيابى ليس موجها لحل مشاكل الناس اليومية و إنما لوضع الخطط اللازمة لنقل الوطن من حال إلى حال أحسن و وضع القوانين اللازمة لتحقيق هذا.

أما المشاكل اليومية فهى عمل الحكومة التى تسعى إلى تطبيق القوانين و معالجة المشاكل اليومية لتنفيذ الخطة التى يضعها لها المجلس النيابى.

دعنا فى هذا المقام لا نهمل الدور المهم للمجالس المحلية و التى يجب أن يكون دورها الأساسى هو معالجة المشاكل اليومية للمواطن على مستوى الوحدات الصغيرة فى إطار العمل العام للحكومة المركزية على مستوى الوطن ككل.

الصورة بالكامل أكبر من أن أراها من حيث أجلس، فلكى أرى بعيدا يجب أن أقف على أكتاف العمالقة و أضع على عينى منظار الحكماء و لست من هؤلاء و لا هؤلاء ... فساعدونى أرجوكم!

1 comment:

  1. Reverse analogy and reflecting back on the small family, I'd give it a wild 'educated' guess and claim that the First man mentioned above is the Woman (The Mother and the wife), and the Second man is the Man (The Father and the Husband) in the lifes of their kids on their own small scale :)))))

    RH

    ReplyDelete