Monday 9 May 2011

لا تقل سلفيين و لكن قل

ذهب النظام البائد إلى حيث لا رجعة، خرج الجميع من مخابئهم، تناثرت الأفكار، إنتشرت فكرة الحرية ... "طيب أعمل إيه دلوقت؟"

أصبح المصريون قسمان: ثورجى و فلول حزب وطنى
إكتشف الجميع أن "البعبع" ليس الإخوان المسلمون، "لكن فين البعبع أومال؟" "إزاى هنعيش من غير بعبع؟" "فلول الحزب هما البعبع؟" "الحركة الإسلامية هى البعبع؟"

وجدتها! "البعبع هما الناس اللى شكلهم مختلف، اللى دقنه طويله و اللى لابسه نقاب و اللى لابس جلابيه قصيرة. كدا بقا، أقدر أعيش مستريح علشان دلوقتى عرفت البعبع. من هنا و رايح أى حاجة وحشة تحصل، يبقى البعبع هو اللى عملها. الحمد لله!"
للأسف، فإن هذا المنطق هو الذى يحرك الشارع المصرى الآن.

من هم "السلفيون"؟

بشكل عام، السلفى هو من يبحث عن أحكام و حلول المشاكل التى تمس الأمور الدينية عن طريق البحث فى سنة النبى، صلى الله عليه و سلم، و سنة الصحابة و التابعين كمصدر أساسى من مصادر التشريع بعد القرءان الكريم. فى هذا، يتفق كل المسلمون من اهل السنة و الشيعة سواء بسواء: المذاهب الأربعة المشهورة و المذاهب الشيعية المعتمده و الوهابيون و الصوفية و حتى الخوارج و الرافضه.

إذن، فالكل سلفيون! من إذن أولئك الذين يطلق عليه إسم السلفيين؟ بشكل عام، هؤلاء مجموعة من المسلمين المنتمين إلى أهل السنة و الذين يتمسكون بالنصوص الواردة عن النبى، صلى الله عليه و سلم، و الصحابة و التابعين و لكن بشكل أكثر حَرْفية من غيرهم من التيارات الدينية الأخرى التى تبحث فى أسباب و مسوغات القول و الفعل الوارد عن النبى، صلى الله عليه و سلم، و الصحابة و التابعين.

لست هنا فى مقام النقد أو التفنيد حول مبادئ الأخوة "السلفيين" و لكنى أكتب اليوم لتنبيه الجميع للخطأ الجسيم الذى نقع فيه جميعا حين نلصق الجرائم، التى ترتكب فى حق المسيحيين و الصوفية و غيرهم من المصريين فى هذه الأيام، بالسلفيين!

يجب أن نتعلم من دروس الماضى. ليس الخطر فى الفكر المختلف و الإتجاهات السياسية و الدينية المعارضة. الخطر، كل الخطر، فى الجهل! بإفتراض أن من حرق الكنيسة أو هدم الضريح أو قطع أذن الرجل من أولئك الذين يقولون أنهم سلفيون، هل يعنى ذلك أن السلفية حركة إرهابية؟ أو أنها خطر على المجتمع؟ أم يعنى ذلك أن هذا الرجل أو ذاك جاهل بدينه و مجرم فى حق نفسه و حق المجتمع؟

لا تنسى ما قيل فى الغرب عن العرب و المسلمين فى الماضى القريب. هل يمكن القول أن الإسلام دين إرهابى لأن من قام بقتل العزل فى هذه البلد أوتلك مسلم؟ هل تقبل أن يتم تفتيشك بشكل مبالغ فيه فى كل مطار لمجرد أنك تحمل جواز سفر مصرى أو لأن إسمك "محمد"؟

يجب أن تقول كلمة الحق و تدافع عن صاحب الحق و المظلوم مهما كانت إتجاهاته السياسية و الفكرية. لا تقبل أن تطلق الأكاذيب على إنسان لمجرد أنك لا تتفق معه فى الرأى أو طريقة اللبس. لا تساعد على نشر الظلم حتى ولا على أعدائك!

"و لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى" 

2 comments:

  1. لا فُضَّ فيهك !!!
    Thank you my Brother:)
    These words needed to be said ages ago!

    ReplyDelete
  2. البعبع هو الجهل اللى كبر معا الناس دى والجهل مش هيتحارب الا بتعليم كويس وخطاب دينى اكتر موضوعية وواقعية واكتر ارتباطا بالظروف اللى بنمر فيها دلوقت الناس لازم تلاقى هدف واحد بدل ما كل واحد بيجرى وراء اهدافه كل واحد وجماعة بيحاول يثبت ان فكره هو الصح بالرغم من ان الناس مش كل الناس متعلمتش ازاى تحلل الافكار والاتجاهات

    ReplyDelete