Sunday 15 May 2011

فين الأفيون؟

يعد كارل ماركس أحد أعلام الفلسفة و علوم الإقتصاد على مر التاريخ. و سواء إتفقت معه فى الرأى أو خالفته، فلا يمكن أن تبخسه حقه!
من المقولات المشهورة، عن كارل ماركس، قوله: الدين أفيون الشعوب.

يظهر من هذه المقولة تقدير ماركس لقدرة الدين على التأثير فى الشعوب حيث يمكن أن يستخدم فى تغييب العقول و التأثير فى الشعوب بدون أى مقاومة تذكر. كذلك يمكن ان تستنبط ضرورة نزع الأفيون كى تتمكن الشعوب من اليقظة و العمل تحت تأثير العقل الواعى! هنا يأتى الإختلاف. بدلا من أن ننزع الدين من الشعب و نتركه تائها بلا هدف أو رؤية للحياة، يجب أن نشجع الشعب على تناول الترياق الشافى من كل داء، الدين!

العجز الحالى لدور المساجد فى توجيه و تشكيل الرأى العام هو نتيجة مباشرة لضعف المستوى العلمى لأئمة المساجد. أصبح القائمون على توعية الأمة من أدنى مستويات السلم التعليمى! لذلك لجأ الناس إلى الإستماع لكل "من هب و دب" لملئ الفراغ التوعوى.

كم من مرة ذهبت إلى مسجد لتستمع إلى الخطبة فتجد من يصيح و يتكلم عن تقوى الله؟ قل لى، بالله عليك، هل قال كيف تطبق مبادئ تقوى الله فى حياتك اليومية؟ هل حاولت أن تعُد الأخطاء اللُغوية التى أخطأها الإمام؟ هل تعلم أن "اللحن فى اللغة" يبطل صلاة الجمعة عند الإمام الشافعى؟

كم من المرات سمعت الإمام يتحدث عن كيفية الوضوء فى الخطبة؟ هل تعلم ان الوضوء ذكر فى القرآن مرة واحدة فقط؟ كم من المرات سمعت الإمام يتحدث عن الإلتزام بقواعد المرور أو عدم التلاعب فى مكونات المبانى أو أهمية كتابة الديون و أنواع التعاملات الربوية؟ هل تعلم أن الدين المعاملة؟

كم تسمع عن عدم الغش و كيف كان "السلف الصالح" يتجنبون الغش، كم من المرات إقترح الإمام عليك كيف يمكن "للخلف الطالح" أن يتجنب الغش بشكل عملى؟

كم من المرات سمعت عن الإعجاز العلمى فى القرآن؟ كم من المرات سمعت أن النظرية أو المشاهدة التى تثبت هذا الإعجاز قام بها أحد المسلمين؟ كم من المرات سمعت الإملم يدعوك إلى القيام بأمر الله تعالى حيث قال "قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق"؟

لعل هذه الأمثلة بعض من كثير، فما هو الحل؟ يتحدث الكثير عن تطوير الخطاب الدينى، كيف؟

فاقد الشئ لا يعطيه! لابد أن يكون أئمة المساجد مؤهلون التأهيل الكافى حتى يُمَكَّنوا من إعتلاء منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم. أولا يجب أن يكون الإمام حاصل على شهادة عليا فى أى تخصص جامعى ثم يحصل بعد ذلك على مؤهل من الأزهر الشريف حتى يتمكن من القيام بهذا الدور الشريف الذى ينوب فيه عن نبى الأمة، محمد بن عبد الله، صلى الله عليه و سلم.

لا يمكن أن يسمح لكل من هب و دب أن يعتلى هذا المكان الشريف دون التأكد من تأهيله التأهيل المناسب على يد أئمة و علماء متخصصون فى العلوم الشرعية. إن إمامة الصلاة و خطبة الجمعة ليست أقل أهمية من إجراء العمليات الجراحية و بناء المبانى الشاهقة و إدارة البنوك الدولية. إن بناء الأمة و جراحة العقول و إدارة الشعوب لهى أهم و أسمى أنواع العلم و لا يمكن أن تترك لكن من أرادها بغير حقها! 

1 comment:

  1. هل حاولت أن تعُد الأخطاء اللُغوية التى أخطأها الإمام؟

    في الكثير من الأحيان، بتضيع مني أغلب الخطبة من كتر الأخطاء في الأحاديث، و حتى الآيات ناهيك عن الأخطاء اللغوية القاتلة
    :S

    بس من بعد ما خلصت الثورة تلمست ارتفاع في المستوى قليلاً. مش بالقدر المطلوب أكيد، بس أهو يمكن ربنا يكرمنا مع الصبر، عقبال ما يتعلموا فينا
    :D

    ReplyDelete