Saturday 14 May 2011

أنا عاوز سلطة

يعنى إيه مسؤولية؟
يعنى إيه "Responsibility"؟
هناك فرق كبير بين الكلمتين. المسؤولية هى أن تكن "مسؤولاً" عن ما تفعله. أنت مسؤول أمام الله عن أعمالك و سوف تحاسب عليها. أنت مسؤول أمام أسرتك عن توفير القوت اللازم لهم. أنت مسؤول أمام أبيك و أمك عن البر بهم و طاعتهم .... بإختصار "كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته"

أما القدرة على الفعل "responsibility" فهى شئ آخر. أن تكون قادرا على فعل الخير يستلزم توفر بعض المقومات. أن تكون قادرا على العمل السياسى يتطلب المناخ السياسى المناسب و توفر الإمكانيات القانونية التى تسمح بالعمل السياسى.
عندما تتوفر هذه الإمكانيات و هذا المناخ تصبح مسؤولا عن العمل السياسى!

تمر مصر بمرحلة من مراحل التطور لم تتوفر منذ أجيال و لن تتوفر لأجيال قادمة إلا إذا حافظنا عليها. إنك مسؤول عن الحفاظ على المناخ السياسى حتى تتمكن الحكومة القادمة و ما يأتى بعدها من العمل بشكل يسمح لها خدمة الوطن كما لا يسمح لها باللعب بمقدرات الوطن

أنت مسؤول أمام الله و أمام الأجيال القادمة عن تقديم كل ما يمكنك تقديمه اليوم حتى تحافظ على هذا الوطن الذى أنعم الله عليك به. إنك مسؤول عن صياغة الدستور الجديد. إنك مسؤول عن إنتخاب المجلس النيابى. إنك مسؤول عن إنتخاب رئيس الجمهورية القادم. إنك مسؤول عن قول كلمة حق لخدمة الوطن. إنك مسؤول عن التفكير فى حلول لمشاكل الوطن. إنك مسؤول عن توصيل رأيك للآخرين بغض النظر عن أخذهم به، فإنها أمانة و إنك لست نبى يوحى إليه من الله!

الوسائل المتاحة لقيامك بهذا العمل كثيرة و متنوعة. لعلك تقرأ هذا المقال الآن، و لكن هل فكرت فى أن تكتب رأيك و تحاول إيصاله للآخرين؟ هل قرأت عن الأحزاب المصرية الجديدة التى تريد أن تعمل لصالح هذا الوطن؟ هل فكرت فى القيام بتسجيل رأيك و بثه على الإنترنت ليسمع و يرى رأيك الآخرون؟

وسائل عرض الأفكار لم تعد قاصرة على من يملكون محطات التلفزيون أو الصحف، و بالتالى لم تصبح الكلمة مسؤولية الإعلاميين و الصحفيين المحترفين فقط، لقد أصبحت الكلمة الحرة فرض عين على كل منا!

لا تنسى أنك "واحد" من الناس. إنضم إلى مجموعة من الناس الذين يحملون أفكارا متقاربة منك و ناقشهم كى تتعلم منهم. أنصت للآخرين و تعلم من خبراتهم و اعرض عليهم وجهة نظرك بتواضع و رغبة فى التغيير و التحسين لها.

عندما تتبلور الفكرة و يجتمع حولها الناس يحين الوقت للسعى للسلطة كى تنفذ الفكرة و تجنى الثمرة، و تذكر دائما أن أصحاب الأفكار الأخرى يحبون هذا الوطن مثلك تماما و لكنهم يرون العالم من وجهة نظر أخرى! 

No comments:

Post a Comment