Sunday 24 July 2011

هل الشعب فعلا يريد الحياة؟

قال الله تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"

فى الخامس و العشرين من يناير قامت مجموعة كبيرة من شباب مصر بمظاهرات و إعتصام فى ميدان التحرير مطالبين بالكرامة و الحرية

فى الثامن و العشرين من يناير خرج الملايين من بيوتهم لنصرة الشباب و دارت "معارك حقيقية" بين الشرطة و المتظاهرين مات فيها من مات و أصيب من أصيب و تغيرت المطالب إلى "الشعب يريد إسقاط النظام" و توافدت الملايين على كل الميادين فى مصر تنادى بسقوط النظام الفاسد

فى الأول من فبراير إجتمع الملايين و خرج عليهم الرئيس المفضوح بخطاب يقطر بالمسكنة و الإستعطاف و تعاطف الشعب و انقسم الثوار، عاد لبيته من عاد و بقى فى الشارع من بقى

فى الثانى من فبراير حدث هجوم منظم من مجموعة من "العربجية" بقيادة وزارة الداخلية و بأوامر من القيادات "الفرعونية" فهاجمت المعتصمين فى التحرير و وقف القناصة التابعين للداخلية أو الجيش أو الحرس الجمهورى (الله أعلم) يقتنصون من الناس ما استطاعوا، فهب الناس مرة أخرى إلى الميدان و لم يصبح هناك من يقول "فلنصبر" بل قال الجميع "إرحل"

فى العاشر من فبراير خرج المفضوح مرة أخرى بكلام يقطر "سماجة" و لا مبالاه بالشعب و لا بالناس، فبدأ الناس زحفا على القصر الرئاسى كنوع من التصعيد الواجب ليسمع "الأطرش" و يرى "الأعمى" أن الشعب "الأخرس" أصبح له لسان و صوت قوى لا يمكن إسكاته

فى الحادى عشر من فبراير نقل المفضوح جميع صلاحياته للمجلس العسكرى و ذهب فى أجازة مفتوحة إلى شرم الشيخ

فرح الناس و عاد كل واحد إلى عمله و بدأت السياسة تتكلم!

السؤال هو: هل نجحت الثورة؟
هل تغير النظام؟
هل مصر حرة؟
هل المصرى عزيز؟

الإجابة تعود بنا للتاريخ. على مر الألوف من السنين حكم مصر الفراعنة و غيرهم من الرجال الذين يؤمنون تماما أن المحكوم عبد الحاكم ...

على الجانب الآخر كان و مازال المصرى يحب الحياة السهلة المستقرة التى لا تتطلب المخاطرة و لا تغيير الأحوال كثيرا

أحب المصريون أرض مصر لأنها أرض يمكن لهم الإعتماد عليها فمهما كانت الظروف تنبت الأرض "من بقلها و قثائها و فومها و عدسها و بصلها"، لم يخيب ظن المصريين بأرضهم طوال الزمان، فلماذا يلجأ إلى التغيير؟

أما الثورة فلم تكن أبدا فى حساب المصريين، لا يهم من يحكم، المهم أن أعيش، أى نوع من الحياة، لا يهم ديموقراطية و لا دكتاتورية و لا همجية و لا شئ!

الحق أن هذا الشعب كان يثور من حين لآخر و لكن كان هذا دائما هو الخيار الأخير و البعيد و الغير متوقع و الغير منتظر!

عندما ثار الشعب فى الخامس و العشرين من يناير و رحل المفضوح فى الحادى عشر من فبراير كان الناس قد وصلوا إلى آخر ما عندهم، فهم لا يحبون حالة الترقب و عدم الإستقرار و يريدون أن تعود الحياة إلى طبيعتها: الكل يذهب فى الصباح إلى محل عمله و يقبض آخر الشهر المرتب بغض النظر هل أنتج أم لم ينتج و "حرام ترفده أصل عنده عيال" و "حرام توديه القسم موش هيعمل كدا تانى" و و و و

قال أبو القاسم الشابى
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر

فهل أراد الشعب حقا الحياة أم أراد فقط "حياة" أى حياة؟

قال تشه جيفارا
الشعوب وحدها هى من تحرر نفسها

فهل يحرر الشعب نفسه أم أنه يطلب من المجلس العسكرى أن يعطيه الحرية؟

قال سعد زغلول
لا وجود لوطن حر إلا بمواطنين أحرار

هل طلبنا الحرية و سعينا إليها بحق أم أننا وقفنا بعد تحقيق أول خطوة للحرية؟

قال أحمد شوقى
و ما نيل المطالب بالتمنى و لكن تؤخذ الدنيا غلابا

كم تمنينا أن ينصلح الحال و أن تنهض البلاد و أن يسعد العباد؟ و كم غالبنا لنحقق أمانينا؟

قال المتنبى فى خطابه للمصريين
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم يا أمة ضحكت من جهلها الأمم

كم أخذنا من الدين بعد الصلاة و الزكاة و الصيام؟ هل نسينا قول الله تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"؟ هل نسينا قول رسول الله صلى الله عليه و سلم فى ما معناه "لا يكن أحدكم إمَّعة يقول إن أحسن الناس أحسنت و إن أساؤا أسأت"؟

لماذا يقول مالكولم إكس فى أمريكا منذ أكثر من أربعين عاما "نريد الحرية و العدل و المساواة بأى طريقة كانت" و لا يصل صوته إلى مصر حتى الآن؟

لماذا ذهب صوت أحمد عرابى و هو يقول "لقد خلقنا الله أحرارا ... فلن نورث و لا نستعبد بعد اليوم" أدراج الرياح بعد أن هزم على يد الإنجليز و الخونة من المصريين و الأتراك؟

إذا كان الاستقرار و الحياة يعنى أن نتنازل عن الحرية و الكرامة فلا استقرار و لا حياة و لا فرعون بعد اليوم!

أنصتوا لما يقال فى هذا الفيديو ففيه مطالبى


خلاصة القول، إن الثورة لم تنتهى بعد! لا بد أن تأتى الثورة بنظام جديد و وجوه جديدة و عقلية جديدة

اللهم إن هذا بلدك و فيه عبادك و على أرضه عاش أنبياؤك فارفع عن أهله الذل و القهر و الفقر و المرض و ارزقه اللهم من الخيرات و الطيبات و لا تُمَكِّن فيه ظالما و لا فاجرا و لا من لا يرضى به أهله

اللهم آمين

No comments:

Post a Comment