هل تعمل فى وظيفة؟
هل تحترم أصحاب الخبرة فى عملك؟
هل تستعين بالمتقاعدين من أصحاب الخبرة قبل إتخاذ القرارات الهامة؟
ماذا لو أن المؤسسة التى تعمل بها لا تسمح بالإحالة إلى التقاعد؟
هل سيتيح ذلك الفرصة لك للوصول إلى مراكز إتخاذ القرار؟
ماذا لو أن القرار الذى يؤخذ لترقيتك من درجة إلى درجة يتحكم فى أفراد متقاعدين و سيبقون فى هذا الموقع مدى الحياة؟
هل سيسمح ذلك لأصحاب الأفكار الجديدة و الثورية بأخذ المواقع القيادية فى المستقبل؟
ماذا لو أن المتقاعدين يملكون الحق، مدى الحياة، فى التصويت على قرارات مجلس إدارة العمل؟
هل تتوقع أن يتم أى تطوير قوى فى السياسات التى تعمل بها؟
ماذا لو أن ذلك كله يحدث فى المكان الوحيد فى الدولة الذى يجب أن يكون دائما فى الصدارة و متابعا للتطور و مبدعا بالأفكار الجديدة، بل و الأدهى من ذلك، هو المكان الذى يبنى قيادات المستقبل؟
الجامعات فى أغلب دول العالم المتقدم و المتخلف على السواء، تتبع نظام هرمى محكم حيث يسيطر من هو فى أعلى الهرم على كل من تحته بحكم السن و حكم الأقدمية و حكم الأستاذية! يأتى الحاصل على درجة الدكتوراه فيدخل المنظومة من القاع!
لكى يشرف على رسائل الدراسات العليا يجب أن يكون ذلك مع أحد الاساتذة، كلام معقول جدا لنقل خبرة الكبير للصغير، و لكن الأستاذ فوقه أستاذ أكبر و هكذا حتى تصل إلى أقدم الأساتذة بالقسم العلمى و الذى يصل إلى هذا المستوى بعد "موت" من سبقه إليه، ذلك بالطبع مع إغفال من ماتو قبل الوصول لهذا المستوى لأن "الأعمار بيد الله"
لكى يترقى عضو هيئة التدريس، يجب أن يعرض أعماله على لجنة من العلماء و الذين عادة ما يكونون من الأساتذة "الكبار" (على المعاش) ... ماذا لو جاء أحد هؤلاء بأفكار جديدة و متطورة بدرجة لا يستطيع هؤلاء "الخبراء" التفاهم معها؟ ...
بعد فترة، يصبح أعضاء هذه اللجنة أصحاب مراكز قوى فى لجان الترقية! ذلك أن أى كان من يريد أن يترقى فى الجامعة يجب أن يكون على صلة جيدة بأحد أعضاء اللجنة، و الأهم أن لا يكون على علاقة سيئة مع أى منهم و إلا .....
ماذا لو أراد أحد "المجانين" عرض فكرة لتطوير التعليم أو وسائل التعليم أو المنظومة بشكل عام؟ بالطبع لن تأتى الأفكار "المجنونة" و "التجديدية" و "التطويرية" و "الثورية" إلا من الشباب ... هل تتوقع أن يوافق عليها أصحاب القرار من أصحاب "الخبرة" و العمر الطويل؟
بل المصيبة الأكبر هى أن "أصحاب الخبرة" يتباهون بأنهم يقومون بعملهم هذا "بنفس الطريقة" منذ عشرين أو ثلاثين عاما!!!!!!!
"على فكرة" ما ذكرته فى هذا المقال ينطبق على الجامعات فى مصر و فى أغلب دول العالم!
التعليم الجامعى و قبل الجامعى يحتاج إلى ثورة حقيقية على كل المستويات!
التعليم يحتاج إلى رؤية جديدة للعلاقة بين المعلم و المتعلم و وسيلة التعليم!
التعليم يحتاج إلى دماء جديدة و ضمانات لإستمرار تجديد الدماء!
الموضوع كبير جدا، أكبر من وزير، الموضوع محتاج ثورة بجد، وما "تؤعش" فى إيد مجلس عسكرى!