بعد الثورة، تبين لنا أنه ليس من الممنوع القيام بمظاهرات ... عندئذ خرج كل من يريد أن يقول شيئا للشارع، الموظفين، العمال، الشرطة، حتى الطلبة فى الجامعة خرجوا مطالبين بتنحى العميد و رئيس الجامعة!
بعض أصحاب المطالب أخذوا مطالبهم و بعضهم لم يأخذ. البعض دخل فى مفاوضات و وصلوا لحلول وسط و البعض الآخر تنازل بالكامل عن مطالبه!
إلا طائفة واحدة إعتبرها الجميع عدوا للوطن و مصدر خطر للجميع! "السلفيون" هذه الجماعة التى تسمى بالسلفيين (مع إعتراضى على الإسم) تتسم فى عموم مواقفها بالتشدد و عدم الميل للتفاوض أو الحلول الوسط ... هذا هو الإنطباع العام على الأقل عندى شخصيا
على الجانب الآخر، نسبت لهذه الجماعة الكثير من المواقف المخالفة للقانون و الأعراف كحرق الكنائس و هدم الأضرحة و الإعتداء على المواطنين الخارجين على القانون أو العادات و الأحكام الشرعية. و إنى أشهد أن "السلفيين" أبرياء من هذه التهم جميعها! قد يدعى الذين قاموا بهذه الجرائم أنهم سلفيون، إلا أنى، و بالرغم من عدم قبولى للمنطق الذى يستلهم "السلفيون" منه أحكامهم، أشهد أنى لم أسمع من أى منهم أو من شيوخهم المعتد برأيهم أى دعوة لمثل هذه الجرائم التى لا تأتى إلا من جاهل أو مجرم!
اليوم، خرج "السلفيون" للتظاهر أمام الكاتدرائية القبطية بالعباسية مطالبين "بالإفراج" عن نساء يظنون أنهم محتجزون من قبل الكنيسة! إرتفع صوت الجميع رافضا تلك المظاهرة ... "إشمعنى؟!" ... ألم يخرج كل ذى طلب على حق أو على باطل فى مظاهرات و إعتصامات يطالبون بكل ما يخطر فى بالهم حتى ظن البعض أن الرجال سيخرجون فى مظاهر مطالبين "بتغيير المدام"
إلى السلفيين، أرجوا أن تعيدوا النظر فى طريقة تفكيركم و إصداركم للأحكام
إلى باقى المصريين، أرجوا أن تتعاملوا مع السلفيين كما تتعاملون مع أى طائفة أخرى من طوائف المجتمع
مساء الفل!